تثير الوضعية المتدهورة ونقص الامكانيات بالوحدة الصّحية لبلدية سوق الاثنين، بمعاتقة، استياء وغضب سكان المنطقة، الذين يعانون الويلات في رحلة بحثهم عن العلاج في مدينة تيزي وزو أو المناطق المجاورة لها بالرغم من توفر البلدية على وحدة صحية، إلا أنها في كثير من الأحيان خارج مجال التغطية حيث لا تقدّم أدنى الخدمات الصّحية للمواطنين.
الوحدة الصّحية الوحيدة التي تتوفر عليها بلدية سوق الاثنين تعود الى سنوات طويلة، ولم تستفد من مختلف برامج إعادة التهيئة وتدعيمها بمختلف الوسائل والعتاد الطبي وحتى الكفاءات الطبية، ما أجبر قاطني هذه المنطقة على التنقل في كل مرّة الى مئات الكيلومترات أملا في الظفر بالعلاج، وينتهي بهم الأمر في نهاية المطاف داخل العيادات الخاصة وصرف مبالغ مالية تُرهق جيوبهم خاصة بالنسبة للمرضى ذوي الدخل المحدود.
نقائص بالجملة تعرفها الوحدة الصحية التي تفتقر الى الوسائل الطبية، لقاحات الأطفال والتحاليل، وبالرغم من دعم هذه الوحدة بجهاز صور بالأشعة السينية، إلا أن مطوّر الأخير، تعطل في اليوم الموالي من تركيبه ويتم تصليحه في كل مرّة، الأمر الذي حرم المرضى من خدماته الى غاية كتابة هذه الأسطر، وهو ما عقّد من توفير الخدمات الصّحية للمرضى.
رئيس البلدية دقّ ناقوس الخطر وقام بمراسلة والي تيزي وزو حيث أعطى شرحا مفصلا حول معاناة سكان هذه المنطقة، مطالبا بضرورة التدخل واتخاذ الاجراءات اللازمة التي من شأنها أن تضمن التكفل الصحي الجيد بالمرضى، بدعم الوحدة الصحية بجهاز راديو رقمي في أقرب الآجال، وتزويدها بمخبر تحاليل لضمان أدنى الخدمات الصحية، الى جانب توفير اللقاح للأطفال، لتجنيب الأولياء عناء التنقل الى العيادات المجاورة من أجل تطعيم أبنائهم الصغار في الآجال المحدّدة لهم.
وإلى ذلك، أشار الى انعدام الأمن خاصة في الفترات الليلية حيث يكون الطاقم الطبي عرضة للاعتداءات من بعض الأشخاص، خاصة المدمنين على بعض الأدوية المهدئة، ما يدفع الطبيب في عديد الأحيان لتسليمها إياهم خوفا على حياتهم، خاصة على ضوء عدم تواجد أعوان لضمان الأمن، الأمر الذي يستغله بعض المنحرفين لفرض منطقهم على المكان، ليجد الطبيب نفسه بين المطرقة والسندان.
الحالة المزرية التي تتواجد عليها الوحدة الصّحية لسوق الإثنين، والتي تقابلها معاناة المرضى في رحلة للبحث عن العلاج، تستدعي تدخل السلطات والمسؤولين من أجل تدعيمها بالعتاد الطبي الذي من شأنه أن ينهي معاناة سكان المنطقة.