تعرف محلات بيع الملابس بكل من سوق المدينة الجديدة بتيغنيف ووسط مدينة معسكر، اكتظاظا وتهافتا كبيرا للمواطنين والعائلات، من أجل اقتناء ملابس العيد ومستلزمات الحلويات، في غياب لافت لأدنى تدابير الوقاية، واللافت أن التجار بادروا إلى إقامة عروض بيع استثنائية، بأسعار مغرية لاسيما بالنسبة لشريحة واسعة من المواطنين من ذوي الدخل المتوسط والضعيف، بينما التاجر وجد نفسه مضطرا خلال الأيام العشر الأواخر إلى توظيف أكثر من عاملين لمراقبة المحل والتكفل بطلبات الزبائن، في وقت يصعب فيه أن تستوعب المحلات عدد أكبر من العمال من أجل مراقبة الزبائن والتكفل بالمبيعات.
رغم السلطات المحلية لمعسكر قد شدّدت على ضرورة مراقبة مدى التزام التجار بالبرتوكول الصحي، من خلال انتشار فرق المراقبة الأمنية
والإدارية، إلا أن الإبقاء على استقرار الوضع الصحي العام بولاية معسكر، يبقى مرهونا بجدية المواطن وعدم استخفافه بخطورة الوضع الوبائي المستجد والسريع التحوّل وتحسبا لعيد الفطر ومدى الإقبال على شراء الملابس ووضعية السوق من حيث الوفرة والطلب وكذا الأسعار، قامت «الشعب» باستطلاع ميداني عاينت فيه مستجدات السوق.
وتظهر أسواق الملابس بتيغنيف ومعسكر، كعينة لأسواق ومحلات الملابس عبر كامل تراب الولاية مكتظة عن آخرها، حيث يبلغ اكتظاظ المحلات ذروته بعد الإفطار وفي السهرة الرمضانية، مع تسجيل عدم احترام الاجراءات الاحترازية وفوضى في تنظيم الزبائن وغياب كامل للتباعد الجسدي أو التعقيم اليومي لأجنحة تبديل الملابس وحتى وضع الكمامة، حيث يجد التجار صعوبة في التحكم بزبائنهم وفرض تدابير الوقاية عليهم.
مضاعفة العمال بالمحلات
وأكد بعض التجار الذين تقربت منهم «الشعب» ورصدت انطباعاتهم، حول الحركية التجارية بسوق تيغنيف وطريق البيض بوسط مدينة معسكر، فإنهم قد وجدو أنفسهم بين نارين، الوباء وما خلّفه من ركود تجاري .وبين ضرورة التكيف مع الإجراءات الصحية التي كثيرا ما يكسرها الزبون، حيث أوضح «مقا» صاحب محل ملابس نسائية أنه يصعب التحكم في الأمواج البشرية التي تتدفق في السوق الشعبي وسط مدينة معسكر، فيما زاد البروتوكول الصحي من صعوبة الوضع، فاعترف باستياء «لم نعد نحتمل الوضع!»، مضيفا أن التاجر مضطر في الأيام العشر الأواخر إلى توظيف أكثر من عاملين لمراقبة المحل
والتكفل بالزبائن، حاليا لا يمكن أن تستوعب المحلات عدد أكبر من العمال من أجل مراقبة الزبائن والتكفل بالمبيعات، حيث يشكّل العدد المرتفع للعمال المساعدين اكتظاظا داخل المحل دون احتساب عدد الزبائن.
انتعاش التجارة
في حين لم يخف عبد القادر - تاجر ملابس أطفال - تخوّفه من عودة إجراءات الغلق، بسبب ما يلاحظ من اهمال للتدابير الوقائية، قائلاً «نتخوّف بسبب الإهمال عودة الحجر الصحي على ولاية معسكر بسبب الفوضى في الأسواق وعدم احترام الزبائن اجراءات التباعد الجسدي وارتداء الكمامة، حتى أنهم يرفضون اشتراط صاحب المحل للكمامة،
وبطبيعة الحال نجد أنفسنا أمام حتمية التساهل!» مع بدأ العد التنازلي لشهر رمضان بحلول العشرة الأواخر منه، يتحوّل تركيز العائلات المعسكرية كما باقي العائلات الجزائرية، إلى مستلزمات العيد من ملابس وحلويات، وفي ظل الجائحة الصحية وآثارها على الحركية الاقتصادية والتجارية، وبالرغم من سلبية هذه الآثار، غير أن مجالات أخرى للتجارة عرفت بعض التحسن والانتعاش الذي ناسب كثيرا القدرة الشرائية للمواطن بسبب مبادرة التجار إلى إقامة عروض البيع الاستثنائية، بأسعار مغرية لاسيما بالنسبة لشريحة واسعة من المواطنين من ذوي الدخل المتوسط والضعيف.
السلع المستوردة تستبدل..!
سمحت العروض الترويجية الاستثنائية، بتصريف بضاعة من التجار بعد فترة من الركود بسبب الظروف التي يشهدها العالم وانتشار فيروس كورونا الذي كان له أثر كبير على حركة البيع والشراء
واستيراد الملابس، التي أصبحت تدخل البلاد عن طريق الشحن التجاري بدل تنقل التجار، وتوضح إحدى التاجرات، أن «تكلفة الشحن ارتفعت، زيادة على نوعية السلع التي نطلبها إلكترونيا والتي ليست نفسها السلع التي تصلنا، رغم ذلك فإن أسعار ملابس العيد مقارنة بالعام الماضي». وتضيف محدثتنا أنَّه «ليس هناك فرق كبير في الأسعار، غير أن الزبائن أصبحت لديهم أولويات أهم من الملابس، كالعلاج والطعام، خاصة وأن رمضان الحالي، عرف ارتفاعا رهيبا في أسعار السلع الغذائية لدرجة لا توصف».
وعرفت أسواق بيع الملابس بتيغنيف ومعسكر، انخفاضا في أسعار ملابس الأطفال والنساء، في حين حافظت المحلات على أسعار ملتهبة لا ترحم جيب المواطن. ومع ذلك لا يجد الزبائن أي حيلة غير شراء ما يحتاجه من السوق وكل حسب ميزانيته وقدرته الشرائية أي الاقبال على النوعية الجيدة، يتوقف على الأسر الميسورة الحال.
تجاهل تدابير الوقاية من الفيروس بمعسكر
اكتظاظ محلات الملابس بعد الافطار.. وعروض استثنائية
معسكر/ ام الخير.س
شوهد:517 مرة