يشتكي سكان قرية «قصر العازب» التابعة إداريا لبلدية عين رقادة على بعد حوالي 70 كلم غرب الولاية قالمة، و10 كلم من بلدية عين رقادة، من تعطّل عجلة التنمية المحلية، ونقائص كثيرة تطبع القرية ونغص حياة السكان اليومية.
أعرب عدد من سكان القرية «قصر العازب»، في تصريحهم لـ»الشعب» عن استيائهم الشديد من الوضعية المزرية التي آلت إليها منطقتهم، نتيجة انعدام الشبه التام للمشاريع على غرار الإنارة العمومية، ما تسبّب في صعوبة تنقلهم خلال فترتي الليل والصباح الباكر، خاصة أن طرقات القرية غير مهيأة ومملوءة بالحفر، وكذا الأوحال التي تملأ الطرق في كل مرة تتساقط الأمطار، ناهيك على مشقة وصعوبة المسالك الترابية غير معبدة، سواء على الراجلين أو أصحاب السيارات، حيث خلّفت الوضعية السيئة لهذه الطرقات معاناة كبيرة للقاطنين بالمنطقة، مطالبين السلطات المحلية بالتحرّك في أقرب الآجال من أجل تصليح الخلل، وتمكينهم من حقّهم في تحسين خدمات للإنارة العمومية والطرقات، وبعث مشاريع التهيئة والمرافق الضرورية.
عيادة بلا مناوبة ليلية وسيارة إسعاف
ينتظر سكان القرية «قصر العازب»، توفير سيارة إسعاف في المنطقة لتخفيف من المعاناة اليومية للمرضى والنساء الحوامل، حيث لا يزال المواطن يعاني من نقص في الخدمات الطبية المقدمة، ناهيك عن عدم وجود طبيب مناوب على مستوى وحدة العلاج، ما عقّّد من معاناة سكان المنطقة، خاصة وأن البعض منهم يضطر إلى قطع مسافات كبيرة من أجل حقنة أو مُسَكّن آلام.
طالب مواطن قاطن بقرية «قصر العازب» في حديثه مع «الشعب»، بضرورة التزام الطبيب وحضوره في الفترة المسائية، وتخصيص يوم لكل من القابلة وطبيب الأسنان في قاعة العلاج الوحيدة التي لم تعد تلبي حاجة المواطنين رغم طرح هذه الانشغالات في عديد المرات للنظر فيها، إلا أن الأمور بقيت تراوح مكانها، خاصة مع النمو السكاني في السنوات الأخيرة.
كما تعرف بعض أحياء القرية تذبذبا في التزود بالمياه الصالحة للشرب، حيث ناشد السكان مؤسسة «الجزائرية للمياه» بالتدخل العاجل، للنظر في هذه الوضعية التي لم تعد تطاق أمام ازدياد الطلب على هذه المادة الضرورية، وشحّ المصادر الطبيعية التي أخذت هي الأخرى تواجه الجفاف.
أحد سكان القرية عبّر عن استيائه الكبير من جراء التذبذب الكبير في توزيع مياه الشرب بمعدل مرة كل أسبوع، وفي بعض الأحيان مرة كل خمسة عشر يوما، مضيفا أن بعض أحياء القرية لم تصلها قطرة ماء منذ أكثر من ستة سنوات، الأمر الذي دفعهم إلى الاستنجاد بأصحاب الصهاريج لشراء مياه الشرب بأثمان باهظة، في وضع مرهق ومكلف لأصحاب الدخل المحدود، آملين أن تجد استغاثتهم آذانا صاغية، ويتمّ التكفل بالمشكلة على اعتبار أن الماء مصدر حيوي لا يمكن العيش بدونه.
مشكل آخر يُعاني منه سكان قرية «قصر العازب» لا يقل أهمية عن سابقه، والمتمثل نقص النقل المدرسي الذي يؤرق التلاميذ، خاصة مع بداية كل موسم دراسي.
أولياء التلاميذ ندّدوا بالتهميش المتواصل من قبل السلطات المحلية، رغم عشرات الشكاوي المتضمنة إنهاء مشكلة النقل المدرسي، التي يطرحها عشرات المتمدرسين في مختلف الأطوار كل موسم.
وأكد بعضهم في حديثهم لـ»الشعب» أن مطالبهم بتزويد المنطقة بعدد إضافي من الحافلات للنقل المدرسي لا يزال مطروحا، مشيرين أن أبنائهم يعانون الأمرين للالتحاق بمقاعدهم الدراسية، ويشتكون من صعوبة التوجّه للمؤسسات التعليمية بشكل يومي، كون الحافلات التي تمّ وضعها لنقل التلاميذ من قبل المصالح البلدية غير كافية، قائلين أن المشكلة رفعت من معدل التسرب المدرسي من موسم لآخر وأن القرية لا تتوفر سوى على ابتدائية واحدة «سليمان بوحرام»، الأمر الذي دفعهم إلى المطالبة بإنجاز ابتدائية جديدة، لتخفيف الضغط عن الابتدائية الوحيدة، وإنجاز متوسطة لرفع الغبن على التلاميذ من معاناة التنقل لأكثر من 20 كلم ذهابا وايابا.
ويأمل سكان قرية «قصر العازب» بتدخل جدي من السلطات المحلية والولائية لبرمجة مشاريع تنموية تنهي معاناة القاطنين، وتحول دون نزوحهم الريفي، خاصة ما تعلق بالتهيئة الحضرية والطرقات والمياه الصالحة للشرب، وإنعاش قطاع التربية بمشاريع جديدة تنهي أزمته، وتمنح تعليما أفضل لأبنائهم، إضافة لمشاريع تنموية أخرى في انتظار التجسيد.