التسوّق الإلكتروني ألهب المنافسة

محلات «أونلاين».. قبلة للمستهلكين لاقتناء ملابس العيد

ف. بودريش

مع العد التنازلي لنهاية شهر رمضان والاقتراب من عيد الفطر، يتضاعف الإقبال على محلات بيع الملابس، لكن ومنذ بداية الجائحة، تغيّرت عادات الجزائريين، وصاروا يقبلون على التجارة الإلكترونية، لأنها تجارة تجّنبهم مشقة التنقل وهاجس الاكتظاظ، بحثا عن خيارات وموديلات أفضل عبر سوق افتراضية مثيرة تعرض الكثير وتخفي كذلك الكثير من المفاجآت.
سوق «الملابس الإلكترونية» أو البيع عن بعد أو التسوق الإلكتروني، كلها مصطلحات تتقاطع حول ظاهرة جديدة بدأت في الانتشار كثيرا، منذ الجائحة حيث صارت هذه الفضاءات الإلكترونية البديلة عن المحلات التجارية، قبلة تنافس التجار على أرض الواقع، إنها تجارة الملابس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، المزدهرة والمربحة، بحسب مرتديها وتجارها الذين صاروا يتموقعون في فضاءات لا تكلّفهم رسوم جبائية، وتسقط عنهم تكاليف إيجار المحل والاستعانة بتجار للوقوف في المحل التجاري طيلة اليوم.

فضاءات موثوقة

إقبال كبير وأرباح معتبرة للبيع «أونلاين»، ومع اتساع نطاقها، خاصة منذ بداية الجائحة، حاولت «الشعب» أسبوع قبل عيد الفطر، رصد خيارات الجزائريين وطريقتهم في شراء ملابس العيد لأطفالهم، تقرّبت من «عبد الرزاق ملياني»، أب لثلاثة أطفال، قال إن زوجته تتكفل بمهمة التسوق الإلكتروني، لأنهم منذ السنة الفارطة خاضوا التجربة واستحسنوها كثيرا، في ظل ما أسماه، وجود متاجر إلكترونية بالجزائر وصفها بالموثوقة وتعرض ملابس متنوّعة بأسعار معقولة وفوق ذلك يمكنها التنقل إلى الزبائن عبر مختلف مدن الوطن.
أكد عبد الرزاق أنه اقتنى هذه المرّة لأطفاله، قبل شهر رمضان، ملابس العيد على وفرتها ومثنيا على أسعارها المناسبة أي قبل نفاد الموديلات الجيّدة.
وفي نفس السياق، قالت «أسماء بادي» أستاذة وأم لطفلة، أن المواقع الإلكترونية صارت تنافس بشراسة نظيرتها الواقعية بعرض منتوج جديد ومميّز، ودخولها لا يقتصر على أوقات محدّدة والاقتناء منها ممكن طيلة اليوم حتى في الفترة الليلية، وقامت بشراء ما تحتاجه لها ولصغيرتها وبسعر تراه معقولا، في ظل تعدّد الموديلات بين المنخفضة الثمن والمتوسطة، وبالنسبة للألبسة المستوردة ذات الجودة العالية كذلك لديها أسعارها، وأوضحت أن المحل أو الفضاء الإلكتروني يتشابه كثيرا مع نظيره الحقيقي، لأن بعض المحلات تعرض أسعار ثابتة، وأخرى تخفّض للزبائن في حالة اقتناء أكثر من قطعة للأطفال.

محدودية الدّفع الإلكتروني

وتمتهن «سهيلة.ح» التجارة الإلكترونية في وقت فراغها إلى جانب وظيفتها الإدارية، حيث تقتني ما تراه مناسبا للبيع ومربحا لها من فضاءات إلكترونية تسوّق السلع بالجملة، وتفتح صفحة عبر «الفيس بوك» على سبيل المثال وعبر مختلف وسائط التواصل الاجتماعي، لتسوّق في رمضان ملابس الأطفال وفي الصيف ملابس الأعراس وفي الشتاء المعاطف النسوية والأحذية الشتوية، وقالت إنها تجارة مُربحة لدى زبائنها، وتنتهي الكمّيات التي تشتريها بسرعة وتمنح للزبائن فرصة استبدال السلع، وتأسفت لمحدودية الدفع الإلكتروني في الجزائر والذي لا يشجع نمو هذه التجارة الجديدة بسرعة تواكب نظيرتها في الدول العربية على الأقل ولا نقول الأوروبية، علما أن هذه التاجرة الهاوية تسوّق منتوجها بالعاصمة، وتتطلع لأن تكون لها شبكة وطنية، بالنظر إلى الطلب الكبير على السلع التي تختارها في محلها الافتراضي عبر صفحات إلكترونية، بل ولديها مجموعات معتبرة تراقب جديد منتوجها باهتمام كبير.

 تكلفة الخدمات عن بُعد

لمياء كيتون واحدة من المهوّسات بالتسوّق الإلكتروني، حيث قالت إن العملية سهلة، لأنه يمكن التسجيل إلكترونيا لنوعية الطلب والمقاس واللّون وبالمقابل يمنح الزبون رقم هاتف يتم عبره التواصل لتسليم السلعة وتسديد الثمن.. وعلّقت قائلة إنه التطوّر التكنولوجي الذي ألغى المسافات وقلّص من مشقة الخروج للبحث عن كل ما نحتاجه بعيدا عن أحيائنا وأحيانا عن مددننا.
وقال حسين إن ما يُعاب على بعض التجّار الذين يقدّمون خدمات عن بعد أنهم يطلبون ثمنا لخدمة التوصيل إلى المنازل أو مدن أخرى، وتتراوح هذه التكلفة، بين 300 و400 دج، وحاولنا معرفة المواقع التي يرتادها المستهلك الجزائري تحدث أنه من أشهرها «موقع وادي كنيس وموقع «ماركت بلايس» و»فاست شوب الجزائر» و»إكسبرس الجزائر» وما إلى غير ذلك.
ويعتقد أن التسوّق الإلكتروني ألهب منافسة شرسة بعد بروز محلات أونلاين بديلة للمحلات التقليدية، وبعد تجربة الحظر الصّحي تحوّلت إلى قبلة للمستهلكين لاقتناء ملابس العيد  ومختلف حاجياتهم من أواني وحلويات وأثاث منزلي ..و..و.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024