يعيش سكان أحياء وسط المدينة بمدينة غرداية معاناة يومية بسبب غياب وسائل النقل التي يمكنها أن تؤمن تنقل المواطنين من وسط مدينة سوق الحطب باتجاه مختلف الخطوط (الواحات، القرطي، بلغنم، وصالوحة)، عبر مختلف المواقف التي تتجاوز 20 موقفا.
قاطنو المنطقة أكدوا لـ «الشعب» أنّهم يضطرون للانتظار مطولا تحت أشعة الشمس في انتظار مرور حافلات النقل، مؤكدين أن الوضع تأزم مع حلول شهر رمضان ويزداد سوءا في الفترة الصباحية التي يتوجهون فيها إلى مقرات عملهم، وبعد منتصف النهار عند العودة إلى منازلهم بعد التسوق، وخصوصا كبار السن والنساء.
وحسب المتحدثين، فإن معظم هذه الحافلات لديها اتفاقات مع مؤسسات تربوية من أجل نقل التلاميذ إلى مؤسساتهم، مما يجعلهم يخلون بالتزاماتهم في توفير الحد الأدنى من النقل في خطوطهم الأصلية، خصوصا في فترة ما بعد الزوال والظهيرة.
هذا الأمر اثار غضب واستهجان المواطنين الذين ينتقلون عبر هذه الخطوط، حسب ما أكّده «حمو» (كفيف) الذي وجدناه جالسا ينتظر أحد المحسنين أن يقله إلى مسكنه، مستغربا غياب السلطات المعنية رغم المراسلات والشكاوى قائلا «لقد تعبنا مع هؤلاء الناقلين الذين يفرضون منطقهم في العمل، ولا يبالون بمصالح الناس ومعاناة كبار السن».
من جهته اشتكى «عمي أحمد»، صاحب الـ 75 سنة، وهو من مستعملي هذه الخطوط يوميا، من تواجد سيارات الكلونديستان الذين يشترطون أثمانا خيالية لنقلهم، وهذا شيء مستحيل بالنسبة له ولمتوسطي الدخل أو الذين ليس لديهم وسائل نقل خاصة يضيف محدثنا، مطالبا الجهات المسؤولية كالبلدية ومديرية النقل بالعمل مع الناقلين واحترام مواقيت العمل وتوفير الحد الأدنى من الخدمة خصوصا بعد منتصف النهار، حيث لا أحد يمكنه الانتظار مطولا تحت أشعة الشمس.