تستعيد صناعة الزيوت الطبيعية والأساسية مكانتها التي عٌرفت فيها في البليدة منذ عقود من الزمن، وهذا ما توقفنا عليه في معرض للمنتوجات النباتية بالمدينة الجديدة بوعينان، والذي عرف مشاركة شركتين متخصصتين في هذا المجال.
وقامت شركة «بيو سورس» قبل سنة شراء مبنى متخصص في التقطير في بلدية الشفة، وقامت بإعادة بعث نشاطه، مع العلم أنه توقّف أيضا خلال العشرية السوداء لأسباب أمنية، وكان يستغل منذ فترة الاستعمار الفرنسي لاستخلاص زيوت بعض النباتات الصحية.
وفي الفترة الاستعمارية كان تستغل وحدة تقطير أخرى بالبليدة تمّ تشييد مبناها بمحاذاة محطة القطار في بني مراد، كي يسهُل جلب النباتات التي يُستخلص منها الزيوت الطبيعية والأساسية، والتي كانت تحوّل إلى فرنسا لصناعة بعض العطور أو المكملات الغذائية والأدوية.
وتعزّز مجال هذه الصناعة بولاية البليدة بشركة ناشئة تحمل اسم «بيو اكسترام»، تم تأسيسها في سنة 2018 من قبل المهندس الزراعي حميد شيخي في إطار دعم المقاولاتية (الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب)، والتي يقع مقرها في بلدية واد العلايـڤ ، وتنتج حاليا ما يقارب 20 زيت أساسي من مختلف الأنواع.
ومعلوم أن الزيوت الطبيعية مصدرها ثمار النباتات التي يتمّ عصرها، أما الزيوت الأساسية فيتمّ استخراجها من النباتات عن طريق عدة تقنيات مثل السحب بالبخار أو الغلي، وستعمل الزيوت كمواد للزينة والتجميل، كما تعتبر مواد أولية لإنتاج مكملات غذائية وأدوية.
وخلال الفترة الاستعمارية كان يُستخرج زيت أساسي مهم من نبات الخزامى المتواجد بغابات البليدة، حيث كان يستغل في صناعة أجود عطر للعلامة الفرنسية الشهير «شنال» بحسب ما أفادنا به حميد شيخي، مع العلم أن هذا الأخير يلقى الرعاية الكاملة من قبل محافظات الغابات التي توفّر له النباتات التي يحتاجها مثل الصنوبر والكاليتوس والشيح والثوم البري.
عملية التقطير لا تقتصر فقط على الخزامى التي كان يتمّ تقطيرها لسحب الجزء العطري منها، بل أشجار الياسمين الذي ينتشر بكثرة في البليدة التي حملت اسم «مدينة الورود» لكثرة الورود بها، والتي كانت تستغل أيضا لاستخراج بعض الزيوت الأساسية ليتمّ استغلالها فيما بعد لإنتاج العطور الرفيعة.