يشتكي مستعملو الطريق الوطني رقم 24 من ازدحام مروري كبير بمدخل ومخرج عاصمة الولاية بومرداس على مستوى مفترق طرق المركز العائلي في صباحا ومساء على مستوى حي الكرمة الذي تحوّل إلى نقطة سوداء يشتكي منه جميع من زار المدينة، حيث تعرف هذه الأيام من شهر رمضان طابورا طويلا من المركبات يمتد إلى حي المرملة، في مشهد لم يلق معالجة منذ سنوات خاصة مع تأخّر تسليم الطريق الاجتنابي.
تتسبّب طبيعة الأشغال المتباطئة والمتوقفة أحيانا في ورشة مشروع الطريق الاجتنابي الرابط بين قورصو وتيجلابين باتجاه منطقة الصغيرات في مزيد من المتاعب اليومية لزوار عاصمة الولاية من البلديات الشرقية، حيث تبدأ معاناة المواطنين من عمال وموظفين صباحا بحي المرملة، ثم تختتم بطابور طويل من المركبات وفوضى مرورية كبيرة مساء بالخصوص في أوقات الذروة وهكذا دواليك طيلة أيام الأسبوع.
وقد استفادت بلدية بومرداس من عدة مشاريع لتوسيع وتنظيم شبكة الطرقات بما يتماشى والحركية الديمغرافية العمرانية والاقتصادية التي تعرفها، منها مشروع الطريق الاجتنابي تيجلابين الصغيرات المسجل في المخطط 2009 /2014، الذي انطلقت به الاشغال منذ سنوات بالتوازي مع مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 24 المتوقفة بمنطقة مندورة، وهذا بهدف التخفيف من الضغط المروري على هذا المحور الهام وإيجاد بدائل لأصحاب المركبات والشاحنات وتسهيل حركة تنقل الأشخاص والبضائع من أجل تفادي وسط المدينة ومركز حي الكرمة.
كما جاء المشروع أيضا بهدف مواكبة الحركية العمرانية الكبيرة التي يعرفها حي الكرمة في اطار عملية التوسّع، حيث تحوّل إلى قطب عمراني يجمع الكثير من المواقع السكنية الهامة كحي 800 مسكن عدل، حي 1100 مسكن اجتماعي، حي 200 مسكن «البيا»، مشروع 700 مسكن اجتماعي وغيره من المشاريع الأخرى، لكن في غياب مخطّط متكامل من حيث الهياكل والمرافق، واقتصار شبكة الطرقات على منفذ واحد يخلق يوميا صداعا لمستعمليه.
هذه الانشغالات وحالة الانسداد اليومي شكّلت مؤخرا عدة تساؤلات وحتى أسئلة مباشرة من قبل أعضاء المجلس الشعبي الولائي خلال مناقشتهم للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير لبلدية بومرداس، الذين تساءلوا عن مستقبل الحي التوسّعي الذي يحوي أيضا منطقة التوسّع السياحي، وكيفية القضاء على هذه النقطة السوداء، مع اقتراح توسيع شبكة الطرقات وربط الأحياء السكنية بالطريق الاجتماعي للتخفيف من الوضعية الحالية.
هذا ويتخوّف المواطنون ومستعملي الطريق من تضاعف حدة الازدحام المروري مع بداية العطلة الصيفية وموسم الاصطياف، حيث تشهد المنطقة سنويا حالة انسداد كبيرة تستمر إلى ساعات متأخرة، نتيجة الحركية الكبيرة وتنقل عشرات المصطافين نحو الشواطئ الشرقية لبومرداس ابتداء من الكرمة، الصغيرات، زموري وصولا إلى شواطئ رأس جنات، لكن العودة مساء تتطلّب صبرا كبيرا، وهي الملاحظات التي عرضها نواب المجلس على السلطات الولائية بالأخص مديرية الأشغال العمومية والنقل.
يذكر أن مشروع الطريق الاجتنابي الممتد على مسافة 10 كلم، قد عرف تأخرا كبيرا في الإنجاز بسبب العراقيل وتداعيات الأزمة الاقتصادية منذ تسجيله للإنجاز سنة 2011، حيث كان منتظرا تسليمه سنة 2018، حسب مديرية الأشغال العمومية، ومنه الشطر الثاني الرابط بين تيجلابين الصغيرات مرورا بمنطقة اللوز، بعد تسليم الشطر الأول قورصو تيجلابين على مسافة 4.9 كلم، كما يشمل كذلك 4 محوّلات ومنشأتين فنيتين بغلاف تعدى 6 ملايير دينار في انتظار التكلفة النهائية بعد إعادة التقييم.