تشتهر غالبية أسواق بلديات المدية، مع أول أيام الشهر الفضيل، بانتشار كبير لعملية بيع المشروبات الثمرية، ونذكر منها على وجه الخصوص الشربات المصنّعة في البيوت وإلى جانب تلك المنتجة بالمصانع الخاصة، حيث يتراوح سعرها ما بين 50 إلى 80 دج للكيس الواحد.
لرصد حركية السوق وكذا الوفرة ومدى الإقبال تقرّبت «الشعب» من مجموعة من المستهلكين، حيث أكدت، «هـ. بن زرقة» من مدينة قصر البخاري، أن عائلتها تقتني كمية من فاكهتي البرتقال والليمون في موسم جنيهما ووفرتهما، أي قبل شهر رمضان، ويتمّ تحضير العصير، وبعد ذلك يحتفظ بهذا العصير داخل الثلاجة، تحسبا لمائدة هذه المناسبة الدينية.
وتعوّدت عائلتها، حسب قولها، تحضير الشاربات الطبيعية في البيت من فاكهتي البرتقال والليمون، وهذا بالنظر لفوائدهما الغذائية الكبيرة، وكذلك لاحتوائهما على فيتامين «س»، علما أنه سُجل تضاعف في استهلاك هذه الفواكه بمختلف أنواعها مع ظهور فيروس كورونا، بالرغم من غلاء أسعارهما.
أشارت محدثتنا بأن العصائر الاصطناعية، قد فقدت حضورها الطاغي في الأسواق بخلاف السابق، لكونها تحتوي على نكهات وملونات صناعية، وكذا مواد حافظة، مما جعل العديد من الأسر تبتعد عن استهلاكها، كونها تلحق أضرارا بصحة الإنسان، كالتهاب الأمعاء، وزيادة وزن الجسم، وتتسبب في مرض السمنة المفرطة، وارتفاع السكر في الدم، وعسر الهضم، حيث تكون فئة الأطفال الأكثر تضررا وتضعف مناعتهم وتزيد من حدة أمراضهم المعوية وعسر الهضم وانسداد الشهية وارتفاع مستوى السكر في الدم.
في هذا الصدد صرّح «ي. تركمان « سائق بإحدى المديريات التنفيذية بهذه الولاية، بأنه امتنع منذ حلول الشهر المبارك عن شراء العصائر والشربات، بسبب ضعف قدرته الشرائية، واعترف أنه يفضّل استهلاك الشاربات المصنوعة يدويا بالمنزل، سيما تلك المحضرة بالبرتقال والليمون، غير أن أسرته كانت تفضل شراء شاربات، تصنع بشرق الولاية في السنوات الفارطة نظرا لجودتها.
«الموخيطو» مطلوب
من جهته، يري «ع. صدوقي» مقيم بفرقة بروسي ببلدية تابلاط، عكس ما جاء في تأكيد ابنة قصر البخاري، كونه يقتني يوميا كيس من الشربات، منتجة بوحدة الحليب ومشتقاتة ببلدية بوسكن، بسعر 50 دج، ويتفادى شراء الشربات المحضرة بالبيوت، نظرا لما يعتقد أنها تعرف نقصا في جودتها واحتوائها لمادة حمضية تشكل خطرا على معدة الإنسان.
تعرف مادة الشربات إقبالا كبيرا بعاصمة التيطري وبخاصة « المخيطو» بالنظر إلى سعرها المقبول مقارنة بباقي المشروبات الثمرية أو الغازية.
من جهته يبرّر محمد بن شناشة مختص في صناعة هذه المادة الاستهلاكية، بأن الأسواق الشعبية اشتهرت في ولاية المدية بتسويق عدة منتجات رمضانية نذكر من بينها كل من القلب اللوز والشاربات على وجه الخصوص منذ القديم.
ووفق حديثه، فقد اختصت العديد من العائلات ببلدية المدية، في صناعة الشاربات المنزلية اللذيذة، من بينها عائلة عقابة وعائلة الصونشو وعائلة عاشور، وكذا عائلة سمانة في السنوات الأخيرة، وكانت هذه العائلات تحمل تقاليد عريقة في صناعة الشاربات، إذ كانت مقصد كل سكان المدية بالنظر على جودتها العالية ونكهتها المميزة، والشاربات الأشهر تلك المحضرة من حبات الليمون.
استنادا لمحدثنا، بمرور السنوات تراجعت صناعة الشاربات كثيرا، بسبب اعتزال كبار صانعيها من أصحاب المهنة، الأمر الذي ساعد على اكتساح السوق أنواع أخرى من الشاربات على كثرتها، خاصة المنتجة بالمصانع أو الشاربات المعلّبة في الأكياس.
وقال بن نشناشة، أن الشاربات بعد ما كانت مقتصرة على شاربات الليمون وحدها، أصبحت في الوقت الحالي مادة استهلاكية مصنعة ومعلبة في أكياس ومتنوعة الأذواق ومتوفرة بكثرة في الاسواق على غرار كل من شاربات الموز، الأناناس و..و..،
وصار إقبال الناس عليها أكثر من الشاربات الطبيعية والعادية، في ظلّ وجود مستهلكين يصرّون على على مائدة الإفطار.