تراجعت عملية بيع الحلويات التقليدية خلال شهر رمضان بولاية المدية، بعكس السنوات الفارطة لعدة أسباب من بينها العزوف النسبي على شرائها.
يرى عبد الرحمان بن حجر، صانع الزلابية بنهج فخار بسوق الخضر والفواكه ببلدية المدية، بأن هناك إقبال ضعيف على اقتناء مادة الزلابية من طرف المستهلكين، إلى حد أن أغلبية الزبائن تقتصر حاجتهم إلى «مشطة» فقط بثمن 70 إلى 80 دينارا، رغم أن أبناءه تعمّدوا تطوير تحضير هذه الحرفة وتنويع مبيعاتهم، بصنع حلوى «المقيروطة»، لتدارك الخسائر التي لحقت بهم في رمضان العام الفارط أثناء جائحة فيروس كورونا.
حافظت عائلة «بن حجر» بهذا الحي الشعبي على سعر 200 دينار للكلغ الواحد لمادة الزلابية، بالرغم من مشكلة البحث عن صفائح الزيت بــ 5 لترات، كما أجبرت هذه العائلة التي تمتهن هذا النشاط منذ 21 سنة، إلى الاستمرار فيه بغية ضمان كسب لقمة العيش، وعدم الإحالة على البطالة.
وفي نفس السياق، أشار القائم بشؤون محل بيع المرطبات، الكائن بحي أول نوفمبر بوسط مدينة المدية، أيضا إلى تراجع عملية بيع الحلويات والخبز المحسن، وبخاصة في هذا الشهر الكريم، حيث باتت عملية بيع قلب اللوز، بسعر 40 إلى 60 دينارا للقطعة، حسب النوعية والتركيب، في حدود 4 صينيات يوميا فقط، في حين كانت تصل إلى 40 صينية يوميا خلال السنوات الماضية.
يعتبر هذا البائع بأن سعر البريوش بنحو 35 دينارا، والحلويات
«طارطولات» بـ 50 دينارا للقطعة، المعروض بهذا المحل المتوارث من جيل لآخر،ي عتبر في متناول المستهلكين بهذه الولاية، مقارنة بالولايات المجاورة، لأنه يتضاعف بأزيد من مرتين.
من جهته، يرى مسير محل الحلويات والمرطبات لعائلة «طبال» بحي باب القرط بالمدية، بأن وضعية تراجع تجارة المرطبات ليست مقترنة بهذا الشهر الفضيل، وللأخير أسبابه الموضوعية، من بينها ارتفاع أسعار المواد المصنعة، وبذلك ارتفاع ثمن المرطبات على اختلاف أنواعها، وكذا كثرة المقبلين على امتهان مثل هذه الصناعات، إلى جانب تفرغ وتخصص بعض العائلات لصناعتها.
أبدى هذا المسيّر استغرابه اتجاه هذه الوضعية غير مألوفة منذ سنة 1995، معتبرا أن سعر مادة قلب اللوز، كان في حدود 5 دنانير للقطعة في هذه الفترة، وبعد سنوات من المحافظة على هذه الحرفة، أضحى سعره اليوم ما بين 40 إلى 60 دينارا للقطعة، غير أن كل ذلك أدى إلى عزوف مستهلكيه، رغم ما طرأ عليه من تحسينات.