تخضع عملية بيع الحليب بولاية المدية، إلى مزاج التاجر، حيث يتعمّد بعضهم إلى بيع هذه المادة الحساسة بمجرد وضعها على الرصيف من طرف الموزعين تفاديا لأي طوابير طويلة، في حين يفضل آخرون الشروع في ذلك بعد نهاية عملية التفريغ، بسعر 30 دينار للكيس الواحد، بعكس نقطة البيع التابعة للمصانع يسوق بـ25 دينار للكيس الواحد.
تشير مصادر مطلعة من مديرية التجارة بهذه الولاية، أن كمية الحليب التي تتحصّل عليها الولاية، تتراوح ما بين 95 و110 ألف كيس يوميا، من مختلف المصانع، من بينها 4000 كيس تموّن بها نقطة البيع التابعة لمؤسسة جيبلي بعريب بعين الدفلة المقابلة لملعب سي حمدان، إذ من بين هذه الحصة، يتمّ تسويق 1500 كيس حليب بسعر 25 دينار على مستوى سوق الرحمة بالمدية يوميا.
واستنادا لهذه المصادر، فإن هذه الكمية قد تنخفض من حين لآخر عند حالة غياب الموزعين في الحصول على حصّصهم المبرمجة لدى هذه المؤسسة العمومية والواقعة خارج الإقليم.
من جهته، أكد مبارك قاسي الأمين الولائي للمنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، وفرة هذه المادة «الحليب المبستر والمقنن» في أيام رمضان، على مستوى محلات التجزئة، بنفس الوتيرة، كما كان عليه الحال، قبل هذا الشهر الفضيل، بعكس الموزعين الذين يتحصلون على كميات غير كافية.
لم يخف، أن هذه الوفرة يقابلها تسويق هذه المادة الحيوية بسعر 30 دينار أو بأكثر للكيس الواحد بجلّ المحلات، كاشفا في هذا الصدد بأنه قد تسلم مؤخرا، شكوى رسمية من قبل مواطن، تتضمن قيام صاحب محل ببيع 3 أكياس حليب بسعر 100دينار ببلدية الحمدانية.
ودعا إلى ضرورة دعوة المنتجين لفتح نقاط بيع خاصة بهم بالدوائر الكبرى، لتفادي الوقوع في هذه المشاكل، الناجمة عن رفع سعر البيع هذا من جهة، مع تنبيه المواطن أو المستهلك لتحسين من سلوكه الاستهلاكي على الاقل في حالة احتمال وجود الندرة، من خلال انتقاله إلى البدائل للتقليل من الضغط أو ينقص من مقتنياته من خلال شراء كيسين بدل 4 أكياس.
ولرصد هذه الوضعية، تنقلت «الشعب» إلى شارع الاخوة سلامة بجوار سوق الخضر والفواكه ببلدية المدية، حيث وقفت على شاحنة لتوزيع الحليب بالجملة، يعتقد أن صاحبها مقيم بدائرة قصر البخاري، كانت بصدد تفريغ كمية من هذه المادة الحساسة، منتصف النهار، ووجهنا السؤال للمكلف بالتوزيع عن الحصة المخصصة لدى محل بيع الحليب بالتجزئة، رفض أن يقدم لنا أي معلومات، في وقت كانت هذه المركبة التي تحمل ترقيم ولاية المسيلة، مركونة في وسط الشارع، وبالمقابل هناك طابور بشري كثيف في انتظار عملية التفريغ.