نفقات تفوق ميزانيتها

أسر تتجاهل غلاء المعيشة وتبالغ في التبضع بمعسكر

معسكر: أم الخير - س

تعرف الأسرة المعسكرية على غرار باقي الأسر الجزائرية بإقبالها على إعداد موائد رمضانية شهية خلال شهر رمضان، بغض النظر عن المستوى المعيشي، فغالبا ما تستعد الأسر بمعسكر لاستقبال الشهر الفضيل وتدخر له الإمكانات المالية لتغطية نفقاته التي تتراوح عند نهاية شهر الصيام بين 80 و120 الف دج، في ظل التذمر الشديد من غلاء المعيشة و ضعف القدرة الشرائية.
يصل إنفاق بعض الأسر المتوسطة الدخل ما يقارب 120 ألف دج في نهاية شهر رمضان، وهي في الحقيقة قيمة مالية مبالغ في إنفاقها مقارنة مع معدل دخل الأسر الذي لا يفوق 70 ألف دج أو يقاربه، إلا أنه يبدو من غير المنطقي أن تنفق اسر محدودة الدخل ما قيمته 50 و60 ألف دج من أجل تزيين موائد إفطارها،علما أن أغلبية الأسر تجتهد للانفاق بسخاء لتزيين موائد الإفطار.

ترشيد الاستهلاك
 من أجل الموازنة بين معدلات الإنفاق، تحاول بعض الأسر ترشيد استهلاكها المكثف في رمضان، وتعتمد هذه الطريقة في عملية اقتناء ملابس العيد وتحضير حلويات العيد بأشهر وأسابيع قبل حلول الشهر الكريم، حيث تعتقد الأستاذة نور الهدى ربة بيت و أم لأربعة أطفال، أنه بالاقتناء المسبق لملابس وحلويات العيد فإنها قد أزاحت أتعابا ونفقات ثقيلة على عاتقتها، وتقول متحدثة لـ «الشعب»: «أعتمد هذه الطريقة منذ ثلاثة مواسم، ولاحظت وجود فرق كبير في معدل الإنفاق الشهري»، وتواصل السيدة نور الهدى حديثها عن الإنفاق في رمضان، موضحة أنها تحاول جاهدة تحديد نفقاتها، من خلال ترشيد الاستهلاك وتفادي التبذير، حيث اعترفت أنه 45% من الوجبات التي تعدها يتم رميها، علما أن أسرتها تتكون من 4 أطفال.

إنفاق ضعف الرّاتب
من جهتها الآنسة فضيلة فضلت الحديث عن السلوكات المخالفة لواقع الأسر بالقول: «ما يحيرني هو شكوى الناس من غلاء الأسعار، وفي المقابل أسواق تعج بهم والأهم من ذلك يشترون أشياء باهظة الثمن»، وتلك وجهة نظر وتساؤل أبداه السيد مصطفى، موظف بأجر 28 ألف دينار شهرياً، قائلاً: «خلال شهر رمضان، أجد نفسي مجبرا على إنفاق ضعف راتبي، أحياناً أضطر للاستدانة من أجل تغطية مصاريف الأكل». ومن أجل تفادي ذلك، اتخذ مصطفى توجها اقتصاديا جديدا مبنيا على التقشف على حد قوله، موضحاً أنه «كخطوة أولى أصبحت أنوب عن زوجتي في التبضّع، بعد إعدادها لقائمة مشتريات وصرت أتفادى مرافقتها في التسوق لأنها غالبا ما تقتني ما لا نحتاجه»،
وبهذه الطريقة تمكن مصطفى على حد قوله من التحكم في نفقاته خلال شهر رمضان، ومن خلال تجربته مع تخفيض نسب الإنفاق قال «أدركت في الأخير انه عليك إعداد قائمة مشتريات، والأكثر من ذلك لا تتسوّق وأنت صائم!».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024