مع غياب المشاريع التنموية

منزل الأبطــال بعزابــة خارج مجــال التغطيــة

سكيكدة: خالد العيفة

على الرغم من التوسّع الكبير العمراني، بمنزل الأبطال ببلدية عزابة، والعدد الكبير من العائلات التي اختارت هذا الحيز الجغرافي، المليء بذكريات سيئة خلال الحقبة الاستعمارية، أين كانت تضم مركز للتعذيب ذاع صيته بكل ربوع الوطن، وخارجه، لما كان يقاسيه أبناء الجزائر الأحرار من صنوف التعذيب، فقد تفنّن الاستعمار الفرنسي في تعذيب الجزائريين بالمركز بمنزل الابطال، كان مجهزا بأحدث وأبشع وسائل التعذيب التي تجاوزت في بشاعتها ما استعملته النازية في وقتها ألا أن هذا الموقع الاستراتيجي، لم يشفع له تاريخه العظيم، بأن يخرج من عزلته وتألق تنمويا.
يعيش سكان «منزل الابطال» حياة صعبة، بسبب غياب المشاريع التنموية التي من شأنها رفع الغبن عن سكانه وتسهيل حياتهم اليومية.
ذكر السكان في حديث لهم مع «الشعب» بأن حيّهم لا يزال من الاحياء التي تنساها مسؤولو بلدية عزابة، بالنظر الى الحالة المزرية التي يتواجد عليها هذا الأخير، الذي لازال يعاني من انعدام التهيئة وتدهور حالة البيئة نتيجة الانتشار الكبير للقمامة والنفايات المنزلية، إضافة الى مشاكل أخرى نغصّت عليهم حياتهم اليومية على غرار انعدام الإنارة العمومية وتدهور شبكة الطرق وشبكة الصرف الصحي.
 وما زاد الأمر تعقيدا –بحسبهم- التهميش الممارس عليهم من قبل السلطات المحلية، التي تخلت عن الحي، ولم تخصّص له مشاريع تنموية كافية، للنهوض به، ورفع مستوى معيشة قاطنيه على الرغم من من مكانته التاريخية.
أفاد المعنيون أن معانتهم لم تقتصر على المشاكل التنموية، بل وصل الأمر الى حد إقصائهم من البرامج السكنية المخصصة لسكان البلدية، ومن حصة 191 مسكن اجتماعي التي تم توزيعها مؤخرا، ولهذا يناشد السكان ادراجهم بالقائمة القادمة لإحقاق العدل بين مختلف سكان البلدية في الحصول على السكن.
طالب سكان حي النصر استغلال المساحات الشاغرة في البناء الريفي، للتخفيف من حدة أزمة السكن التي تعرفها المنطقة، ويأمل السكان في برمجة مشاريع لربطهم بالغاز الطبيعي والكهرباء، بالإضافة الى تزويدهم بالمياه الصالحة للشرب مع تركيب العدادات لتنظيم العملية.
يفتقد المركز الطبي الوحيد بالمنطقة –بحسب- المتحدثون للخدمات الطبية الضرورية، ولا يتجاوب مع حاجيات السكان الصحّية، ويقتصر على تقديم الوصفات الطبية فقد، الأمر الذي يضطر سكان احياء منزل الابطال، الى التوجه لمركز البلدية بحثا عن الخدمات الصحية الضرورية، كما ألح السكان، على ضرورة توفير مركز أمني، للدرك الوطني، لحفظ سلامة وأمن السكان.
من جهة أخرى، أثارت جمعية «النور» بحي النصر، وضعية المؤسسات التعليمية، التي تخلت عنها البلدية ولم تتكفل بها، رغم الوعود المتكررة لرئيس البلدية، فالتلاميذ بحسب ممثلي الجمعية لا يتناولون الوجبات الغذائية المقرّرة من قبل الوزارة الوصية.
كما ناشدت الجمعية، السلطات الولائية، برمجة مشروع انجاز ثانوية على مستوى منزل الابطال وملعب جواري، وطالبت تدخل الجهات المعنية من أجل استكمال مشروع انجاز دار الشباب المتوقف للاستفادة من خدماته الهادفة.
 من جهتهم، تساءل سكان قرية منزل الابطال عن الاسباب التي حالت دون استفادتهم من البرامج السكنية، مؤكدين في هذا الشأن أن قريتهم لم تستفد من أي برنامج سكني منذ سنوات، كما تم حرمانهم من المساكن الاجتماعية التي وزعت في الفترة الأخيرة.
ناشد سكان الحي المنسي، السلطات المحلية التدخل لرفع الغبن عنهم، وبرمجة مشاريع تنموية لفائدة الحي، من بينها تهيئة الطرقات المهترئة وتعبيدها لتسهيل حركة السير عليها، وكذا وضع حد لانتشار الرهيب للنفايات التي باتت تشوّه الحي، من خلال تنظيم عملية تنظيف واسعة وتوفير أماكن محدّدة للرمي وحاويات كافية لتفادي تراكمها لفترات طويلة.
كما طالب العديد من المواطنين، بإنجاز موقف انتظار الحافلات بالحي، إضافة الى تدعيم مركز البريد بالعمال وتوسعة المرفق، حتى يستجيب للإقبال الكبير من قبل سكان الحي.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19803

العدد 19803

الأحد 22 جوان 2025
العدد 19802

العدد 19802

السبت 21 جوان 2025
العدد 19801

العدد 19801

الخميس 19 جوان 2025
العدد 19800

العدد 19800

الأربعاء 18 جوان 2025