تراجع منسوب السدود الصّغيرة بالمدية

رغبـة ملــحـة في استـــغـلال مـيـاه ســد واد الحمام

المدية: ع - عباس

يتخوف فلاّحو ولاية المدية من تراجع محاصيلهم الزارعية بسبب شح الأمطار وجفاف الأودية وانخفاض منسوب مياه آبارهم الارتوازية، وعبروا خلال اليوم التحسيسي والإرشادي الذي بادرت به الغرفة الفلاحية، حول أهم أصناف الحبوب المتواجدة بولاية المدية عن مخاوفهم، مبدين جملة من الاقتراحات لعل المجالس المهنية تقوم بطرحها على السلطات المحلية .

يعاني سكان بلديتي القلب الكبير والسدراية من شح غير مسبوق في تراجع نسبة التساقط الأمطار. في هذا الصدد أكد الحاج موهوبي، رئيس المجلس المهني المشترك للحبوب، بأن السقي التكميلي للبساتين يعد حلا داعما لمنظومة السقي الفلاحي، غير أنه لا يمكن إستعماله طوال السنة، مطالبا الوالي بالتدخل  العاجل لإنقاذ المحاصيل الزراعية.

خسائر في البذور

يسجّل فلاحو الجهة الشرقية بهذه الولاية خسائر كبيرة في البذور جراء حالة الجفاف التي تعرضت لها الولاية. في هذا المقام دعا محمد عبدلي ممثل الإتحاد العام للفلاحين، المزارعين إلى وجوب  التفكير من جانبي الدولة والمهنة، كون أن الفلاحين من خلال ظاهرة الجفاف خسروا البذور، وأن المهني تأثر بالدرجة الثانية، مطالبا كل الفاعلين بالتدخل لإيجاد دراسة وحلول ميدانية لهذه الظاهرة الطبيعة.
وحثّ عبدلي المصالح التقنية الشروع في معاينة المزارع، على مساعدة طالبي تعميق حفر الآبار وإصلاحها، مؤكدا أن هناك مستثمرات صغيرة وهناك من يتكفل بنفقاتها.
كما تعاني بعض المزارع من مشكلة نقص مياه السقي، وعليه كشفت ليلى سالمي، رئيسة مصلحة دعم الإنتاج بأنه في حالة وجود خسائر، فإنّ مصالح الفلاحة بهذه الولاية قد جاءها قرار جديد لدعم عملية السقي، وإنجاز آبار لكل أنواع الفلاحة، مطالبة  من مديرية الري تسهيل عملية حفر الآبار للفلاحين، وبخاصة القدامى، لأن الولاية تعيش ظرفا استثنائيا، كما أن مصالحها تأمل من هذه المديرية باسم هذا المجلس المهني، تخفيف الضغط بشأن ملكية العقار وتسهيل عملية الحفر لتنويع المنتجات الفلاحية، مستغربة تجريب زراعة السلجم دون معرفة إمكاناتنا في مجال السقي.

اختيار المزروعات حسب المناخ والتربة

 طرح الفلاحون بالولاية صعوبة في التحكم الميداني بخصوص السقي التكميلي في هذا المجال، نبّه بوعلام ممثل محطة التجارب ببني سليمان إلى عدم تضخيم حالة الجفاف، والتعجيل بخبر النكبة، بل يجب التفكير في المخزون الولائي، على اعتبار بأنه هناك أصناف من الحبوب على المستوى الوطني يمكن استرجاعها في بعض الأماكن في حالة سقوط الأمطار.
وقال هذا المختص، بأن هذا العام سيكون استثنائيا، وهناك من  يستعملون السقي التكميلي، ومن بينهم من هم غير متحكمين في ذلك من حيث المال والجهد، على أنه يمكن تحويل البذور من ولاية لأخرى في مثل هذه الأحوال، مؤكدا بأن كل الأصناف ليس بإمكانها أن تقاوم الجفاف، كما أن الولاية تنقصها محطات لتصفية للمياه القذرة لتنويع عملية السقي، مقترحا على الفلاحين إنشاء محاجر، مع وجوب اختيار المزروعات بحسب أنواع المناخ والتربة.

ترشيد استعمال الماء

 يشكو عديد مالكي الأراضي الفلاحية صعوبة الحصول على رخص الحفر لسقي مزارعهم، في هذا الجانب كشفت خداوج جوابري، ممثلة مديرية الري والموارد المائية، عن وجود مياه جوفية وسطحية بالولاية، وهناك 13 محجرا مائيا وسدود صغيرة جفت بسبب الإستغلال غير العقلاني للماء المخصص للسقي، وغياب الجمعيات.
وصرّحت بأنّ هناك قرار ولائي يمنع بموجبه استعمال مياه سد واد الحمام في مجال السقي، كونه مخصص أساسا للشرب، مبررة صعوبة إستعمال مياه هذا السد في السقي لنقص الماء الشروب، بدءا من سد كدية اسردون، مطالبة السكان عن طريق الفلاحين بالمحافظة على المياه وبخاصة المعدة للشرب، محمّلة المسؤولية تردي الوضع لبعض المستعملين للمحركات بطرق غير شرعية.
واعتبرت بأنّ امكانية تعميق الحفر للآبار وإصلاحها تتطلب إعادة تجديد الوثائق، كما أنه لا يمكن خرق القوانين، موضحة بأن مصالح المديرية قد اقترحت إنشاء سد قريب من منطقة الملخة، متعهدة أيضا بإيصال هذا الانشغال إلى الوزارة.

 عرقلة في منح رخص الحفر

 أبدى مزارعو منطقة اللوحات حالة من القلق حيال جفاف منابع  ماء السقي في هذه الزاوية، قال أحمد عايد أحد فلاحي منطقة سيدي نعمان «أنا أعلن حالة الجفاف» كون أنّ الفلاحة احترقت بضاحيتنا.
وعبّر عضو الغرفة الفلاحية، عن قلقه الشديد من مشكلة التوزيع غير العادل في توطين مشاريع الري، مطالبا مديرية الري بتسهيل عمليات إصلاح الآبار الارتوازية القديمة، التي تعود إلى سنوات 1980، وتساءل عن سبب العرقلة في منح رخص حفر الآبار الجديدة لإنجاح الجنان والأشجار المثمرة.
وثمن علي حسين قاسيمي عضو بالمجلس المهني المشترك الحبوب بدوره، أداء تعاونية الحبوب على دعمها للفلاحين في مجال الحرث، مطالبا بجدولة ديون هؤلاء، ناعتا وضعية الفلاحين بعين بوسيف بالكارثية، مشيدا بالتسهيلات على مستوى مديرية الري والموارد المائية.

حلول للتّكفّل بخسائر محتملة

 يفتقر غالبية المزارعين لثقافة التأمين رغم المساعدات المقدمة لهم من طرف السيارما، في هذا المنوال قال أمحمد فرجاني المدير الجهوي للسيارما، بأنّ المجلس المهني المشترك للحبوب، يعتبر شريكا لمؤسسته، ويساعدها كثيرا في دعوة الفلاحين للتأمين، كون أنه هناك عدد من الأخطار  التي تلاحق الفلاحين في الميدان.
وأشار بأن مؤسسته تقدم كل التسهيلات للفلاحين عبر دفع حقوق التأمين بالأقساط، جازما بأنه ليس هناك أي بنك أو مؤسسة مالية تكفل تعويض الجفاف، على أنه هناك مشروع  على مستوى الوزارة للتكفل بهذا  الجانب بنسب متدرجة، ويأمل المصادقة عليه ، حتى يكون في شكل منتوج لتغطية مثل هذه الأخطار.
ودعا فرجاني الفلاحين التقدم إلى مصالحه لتأمين محاصليهم ضد كل الأخطار، باعتبار أن «السيارما» شريك مهم لكل هذه المجالس.

معالجة طلب الدعم في أسبوع

يبدي بنك بدر بهذه الولاية استغرابه من عزوف الفلاحين على خدماته. في هذا الصدد أوضح أرزقي ممثل بنك البدر، أن مؤسسته تشهد عزوفا في طلب قرض الرفيق، وقد رفضت ثلاثة ملفات طلب دعم خلال السنة الجارية، من أصل 128 مقدم، كما أنه أثناء أربع سنوات لم يتعدى تعداد الطلبات 140 ملف سنويا، رغم عمليات للتحسيس الميدانية.
وطمأن عطار بأن بنك البدر لا يعرقل الفلاح، وليس لديه أي مانع في جدولة ديون الفلاحين، كما أن عملية معالجة ملفات الدعم تتم في مدة أسبوع فقط.
عرفت عملية تكثيف البذور تضررا كبيرا خلال هذا العام الإستثنائي، حيث أكد في هذا المقام فريد العارف ممثل تعاونية الحبوب والبقول الجافة بالبرواقية، بأنه قد وقف على بعض مشاكل الجفاف بنحو 70 بالمائة، مبرزا أن عملية تكثيف البذور بأنها قد تضررت كثيرا، على أنه يمكن تدارك الموسم من خلال السقي التكميلي، مبديا حالة من القلق حيال جفاف السدود الصغيرة بالولاية.
وطمأن العارف الفلاحين بأن تعاونيته ستسعي للحصول على فائض البذور من ولايات الوطن، تحسبا لموسم البذر القادم، متعهدا بتوفير البذور، واصفا عملية قطف الحبوب خلال هذا العام بالضعيفة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024