واقع البلديّات وآليات تفعيل دورها في إدارة الّتنمية المحليّة، ورهانات التّحول إلى المؤسّسة المنتجة المتوافقة مع الخصوصيّات الإقليميّة، تطوير الأنشطة الإنتاجيّة المحلّية ودور الجباية في تنمية الجماعات المحليّة، الحكامة المحليّة ودورها في التّنمية، تفعيل الدّور التّشاركي للمجتمع المدني، كانت أهمّ المحاور التي طبعت النّدوة العلميّة، التي نظّمتها ولاية تبسّة في إطار الاحتفال باليوم الوطني للبلديّة، تناغما مع شعار المناسبة «البلديّة .. فاعل اقتصادي».
الندوة احتضنتها قاعة الاجتماعات بمقرّ الولاية بإشراف عطالله مولاتي والي ولاية، نشّطها دكاترة عن جامعة تبسّة، بحضور رئيس المجلس الشّعبي الولائي، ورؤساء الدّوائر ورؤساء المجالس الشّعبية البلديّة، والأمناء العامّون للبلديّات، إضافة الى أعضاء الجهاز الّتنفيذي، استهلّت بمداخلة للأستاذ الدّكتور عمّار بوضياف، حول الجانب القانوني للبلديّة، فمداخلة ثانية للأستاذ الدّكتور احمد طرطار، حول الجانب الاقتصادي للبلديّة، وتحدّث الدّكتور عثمان عثمانيّة عن الجباية المحليّة، وحاضر الدكتور منير صوالحيّة حول المجتمع المدني والحكامة التشاركيّة، فيما قدّم هشام جدواني رئيس المجلس الشّعبي البلدي لبلديّة الحمّامات، مداخلة حول المحور العملي والتّطبيقي في البلديّة، توبعت جميعها بمناقشة مستفيضة من طرف رؤساء البلديّات.
عرّج والي الولاية في كلمته بالمناسبة، على أهمّ التحوّلات السياسيّة والاقتصاديّة والمجتمعيّة التي مّرت بها البلديّة، كمرفق حيوي استراتيجي تشاركي، والرّهانات المستقبليّة في ظلّ الجزائر الجديدة، مفيدا أنّ التّنمية مرتبطة بالتّكامل بين النّشاط الاجتماعي والاقتصادي والسّياسي والثّقافي والبيئي، ومستندة على العدالة في التّوزيع والمشاركة، وأوصى رؤساء البلديّات، بتحرير روح المبادرة، واعتماد مبدأ الاستشراف والحرص على تحقيق تنمية تؤسّس لحكامة محليّة جيّدة، والعمل على تثمين الممتلكات، والتّفكير في تنويع مصادر الدّخل وخلق الثّروة، وتأهيل دور الحركة الجمعويّة ومكوّنات المجتمع المدني وتفعيل تمثيلها وإشراكها في الاقتراح وإنتاج الوعي.
وسبق أن أكد عطا الله مولاتي على هامش الاحتفالات باليوم الوطني للبلدية، على دور هذه الأخيرة في تحقيق التّنمية المحليّة، وشدّد على ضرورة انفتاح البلديّة على محيطه، وتحسين الإيرادات الجبائيّة، والتّفكير في سبل توفير الموارد الماليّة اللاّزمة، للتكفل الأمثل بانشغالات المواطن، وأكد في ذات السياق على ضرورة توسيع المخطّط السّياحي والاهتمام بالتّهيئة الخارجيّة للمحيط المتّصل بالمواقع الأثريّة، والحرص على النّظافة، والاستثمار في الموروث الحضاري للمدينة، وتشجيع النّشاط الحرفي والنّشاط الجمعوي التّمثيلي، وتفعيل دور المجتمع المدني بما يحقّق ذلك.