لا تزال معاناة سكان الأحياء القصديرية ببلدية رايس حميدو على غرار الحي الفوضوي سيدي الكبير 1 و2 و3 وشباط ولافيجي،التي تضم عشرات العائلات متواصلة نتيجة غياب أدنى ظروف الحياة، فبالرغم من برمجتها لتكون من ضمن الأحياء التي سيتم ترحيلها مستقبلا، إلا أن مشروع ترحيلهم أُجل إلى أجل غير مسمى في حين رحلت العديد من الأحياء الفوضوية لا تبعد عن حيّهم سوى كيلومترات قليلة.
بحسب ممثلين هذه الأحياء، فإن تواجدهم بهذا الأخير تجاوز العشر سنوات من دون أن تحرّك السلطات المعنية ساكنا حيال وضعهم الاجتماعي المزري، وعبروا عن مخاوفهم الشديدة من إقصائهم وعدم حمل مطالبهم على محمل الجد، خاصة في ظلّ التدهور الكبير لوضعهم الاجتماعي الذي وصفوه بالمزري، بالنظر لغياب أدنى شروط العيش الكريم، وقلّل البعض منهم من حظوظهم في الاستفادة من السكنات الاجتماعية، وأعربوا عن تخوفهم من بقائهم في تلك البيوت القصديرية لسنوات أخرى.
وقال المعنيون أنهم يعيشون المعاناة بعينها داخل تلك البيوت القصديرية، وقد رفعوا العديد من الشكاوى للجهات المعنية التي أبدت تفهمها ـ حسبهم ـ ووعدت بضمهم لأي مشروع سكني، وقامت بإحصائهم على مستوى الحي وسجّلت عدد السكنات القصديرية، غير أن ذات المصالح لم تقم بإدراجهم ضمن قائمة المستفيدين من البرنامج، ليضيف بأنه عقب كل عملية ترحيل يقومون بوقفات وتعدهم الجهات المحلية بالهدوء وانتظار دورهم غير أن صبرهم قد نفذ حسب ذات المتحدث، ولا بد من تطبيق الوعود في العمليات المقبلة، وهو الأمر الذي جعلهم يتخوّفون من إقصائهم أو تأجيل دورهم.
من جانبها أعربت العديد من العائلات القاطنة بعمارات مهدّدة بالانهيار بحي بنيودال وعدة شوارع بنفس البلدية عن تذمرها الشديد جراء عدم تهيئة العمارات التي تقطنها، لا سيما بعد أن زادت نسبة تضرّرها نتيجة العوامل الطبيعية، ورغم ذلك لم يتخذ المسؤولون المعنيون أي قرار بشأن تقديم يد العون لفائدة هذه العائلات التي تضرّرت سكناتها، وأضحت تشكّل خطورة كبيرة على شاغليها من خلال إدراجها في عمليات إعادة الإسكان أو القيام بتهيئتها تهيئة شاملة نتيجة الضرر الكبير التي لحق بها .
الجولة التي قادت «الشعب» إلى المنطقة بيّنت أن العشرات من البنايات توجد في حالة كارثية، وباتت تشكل خطرا على قاطنيها، ويظهر ذلك من خلال وضعية السلالم المهترئة والجدران والأسقف المتشققة والمتصدعة، والآيلة للسقوط في أية لحظة، حسب تأكيد قاطني هذه المباني، مشرين أن بلديتهم تضمّ الكثير من العمارات والمباني الآهلة بالسكان، غير أن حالة الكثير منها باتت غير صالحة للسكن.