كشف عثمان حميدي، منتج لفاكهة الكرز (حب الملوك) ببلدية العمارية شرق ولاية المدية، بأن المنطقة المعروفة بأريافها ومداشرها المترامية، تمتلك 6 قرى تتنوّع بإنتاج الفواكه خاصة منها الكرز، التين بنوعيه خاصة ما يسمى بالباكور، شجر اللوز والعنب بكل أنواعه.
قال حميدي: «كما تعلمون، فاليوم باتت مزارع العمارية معروفة بشجرة التفاح بكل الأحجام والأنواع منها الأحمر والأبيض المطلوبين وطنيا، غير أنّ زراعة هذه الفاكهة ذات النوعية الرفيعة لا تزال غير متطوّرة، لأن بعض ممتهنيها بقوا إلى حد الساعة يعتمدون على الطرق التقليدية بعكس بعض المناطق الأخرى كأعالي بن شكاو وسي المحجوب، مما ينقص من كمية الإنتاج، فضلا على أن هذه المنطقة تخلو من بعض الامكانات خاصة تلك المرتبطة أساسا بمسألة السقي بوضع المحاجر المائية خاصة بمنطقة مدالة، للبدارنة، عين البيضاء..والتي ستسهم لا محالة مستقبلا بشكل كبير في عملية الانتاج وتحسينه كما ونوعا، كما نجد أنّ ثمّة هناك أنواع من الزراعة التي عاد إليها البعض، والمتمثّلة في زراعة الزيتون وذلك على مستوى بعض القرى، والتى لا تتساقط بها الثلوج بكثرة بها كعين البيضاء، كما يلاحظ في الآونة الأخيرة تحول بلدية العمارية إلى شبه بورصة لتسويق أجود أنواع الفواكه من خلال قدوم عدة تجار مهتمين ببيع الفواكه لشراء الكرز واللوز، التفاح والتين، قادمين من عدة مدن منها البليدة، برج بوعريريج، سطيف، بومرداس، العاصمة وغيرها بحثا عن ألّذها.
واستطرد محدّثنا الوارث لمهنة خدمة الأرض أبا عن جد قوله:
«أما بخصوص منتجات هذا العام، فلاحظنا وفرة كبيرة، حيث حققت هذه البلدية - العمارية – اكتفاءً ما جعلها قبلة لكثير من التجار من الولاية وخارجها، نظرا لخصوبة أراضيها ومناخها الملائم ووجود اليد العاملة المؤهلة، الأمر الذي جعل بعض الفواكه تزدهر وتبرز بشكل هام كالكرز، التفاح، اللوز والعنب، كما أن أسعار هذه الفواكه كانت في بورصتها متذبذبة وغير مستقرة، وذلك راجع إلى تزامن فترة بيعها وبخاصة الكرز بشهر رمضان المعظم بسبب تعرضها إلى منافسة شرسة من طرف بعض الفواكه الأخرى المستقدمة من ولايات أخرى وعلى رأسها فاكهة الدلاع، فضلا على أن الحرائق التي تم ملاحظتها في كثير من المرات أثّرت بشكل كبير على المنتوج وبخاصة على الأشجار، وذلك بسبب ارتفاع درجة الحرارة وندرة المياه، ممّا جعلنا نجدّد مطالبتنا في كل مرة السلطات المعنية بإعطاء أهمية للمحاجر المائية خاصة إنجاز سد البدارنة ومجمع مائي بعين البيضة وتمويل الفلاحين بالأشجار المثمرة وتسهيل حفر المناقب، باعتبار أن العمارية جنّة فوق الأرض لجميع الفواكه.
إتلاف 4064 شجرة مثمرة
أشارت إحصائيات مصالح الحماية المدنية بهذه الولاية المعلن عنها في الفترة الممتدة من يوم 30 ماي - تاريخ تسجيل أول حريق لمحصول زراعي ببلدية شلالة العذاورة - صراحة إلى الخطر التي أضحت تتعرض له شعبة الفواكه بسبب عملية الإتلاف كبيرة جراء ألسنة النيران التي أضحت تأتي على الأخضر واليابس ومصدر قلق لدى منتجي الفواكه، حيث أكدت الأرقام المسجلة منذ هذا التاريخ إلى يومنا اتلاف 4064 شجرة وشجيرة مثمرة من مختلف الأصناف بتراب الولاية، من بينها 27 فقط ببلدية العمارية، كما تشير مصادر مطلعة أن موجة الحر التي عرفتها هذه الولاية في المدة الأخيرة عملت على تراجع فاكهة الباكور بشكل كبير، وقت بيعت فاكهة الكرز ما بين 1200 إلى 800 دج للكغ الواحد قبيل وبعد الشهر الفضيل، غير أنه بحلول فاكهة الدلاع بعكس السنوات الفارطة بثمن 30 إلى 40 دج للكلغ الواحد تم ازاحة فاكهة حب الملوك من مائدة مستهلكي هذه الولاية بصفة قسرية بالنظر إلى التنافس ما بينهما سعرا وجودة.