الأخصائيان في الصحة بقاط بن أشنهو يؤكدان لـ»الشعب»:

الوقاية أول خطوة للحد من الانعكاسات السلبية

فتيحة/ك

أكد الأطباء على مبدأ الوقاية لتفادي الأضرار الصحية الناجمة عن الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة عن أعمدة تقوية الإرسال، و الهواتف النقالة التي أصبحت عبئا في بعض الدول المتقدمة لدرجة أنهم صنفوها في خانة التلوث التكنولوجي.   
وفي هذا الصدد قال رئيس  نقابة الأطباء في الاتصال مع «الشعب» أن الدراسات التي قامت بعض الجهات الصحية في العالم لم تحسم بعد في تأثير مثل هذه الموجات على صحة المواطن لأننا- حسبه-  لا نملك الوقت الكافي لذلك ، خاص أن فترة استعمال هذه التكنولوجيا ليست طويلة مقارنة بالوقت اللازم.
لان الأمر بشان هذه الاجهزة و انعكاساتها السلبية على الصحة لم يفصل فيه بعد أفاد محمد بقاط بركاني انه رغم كل شيء  لا يجب أن نتجاهل الدراسات التي قام بها الأطباء الأخصائيين في مختلف دول العالم  حيث توصلت بالدلائل العلمية إلى  خطورة هذه الذبذبات على الصحة العمومية.
يبدو ذلك جليا حسب رئيس نقابة الأطباء أن كل من يستعمل الهاتف النقال أو يقطن في منطقة تتواجد بها أعمدة تقوية إرسال الهاتف النقال ، تظهر عليه عادة بعض الأعراض المرضية كالصداع ، عدم انتظام نبضات القلب وطنين في الأذن، ولعل مقاضاة بعض الأشخاص لشركات الاتصال في بعض الدول المتقدمة وإصدار الحكم لصالح الضحايا أدل على ذلك  كالقضية التي فصلت فيها المحكمة الفرنسية في فيفري 2009، حيث أصدرت حكما يلزم شركة الاتصالات «بويج تيليكوم» بنزع عمود الهاتف المحمول الخاص بها  يبلغ طوله 19 مترا، بعدما رفع بعض المقيمين في بلدية «شاربونيرز» في مقاطعة «رون»  دعوى قضائية ضد الشركة مدعين تضررهم من الإشعاع المنبعث منها .
وتأسف – محمد بقاط بركاني – لواقعنا المغاير تماما، بسبب غياب قانون يضبط عملية تنصيب أعمدة تقوية الإرسال ، ما جعل الفوضى السمة الأساسية لها ، كون متعاملي الهاتف النقّال شركات خاصة، لا تستند في عملها على تقارير الخبراء لتحديد الأمكنة التي تثبت فيها الأعمدة ، ولا تحتاج حتى إلى موافقة البلدية للقيام ذلك ، ولا تراعي إن كانت المنطقة التي يقع عليها الإختيار لتثبيت أعمدة تقوية الإرسال يتواجد فيها أطفال أو لا.
على خلاف الدول المتقدمة التي سنت قوانين تجبر شركات الاتصال على تثبيت أعمدة أو أبراج تقوية الإرسال على بعد لا يقل عن الـ  200  متر من المجمعات السكنية، ويمنع منعا باتا تثبتها  فوق أسطح المنازل ، أو بالقرب من المدارس أو المستشفيات، لأنهم  يطبقون مبدأ الوقاية.

التوعية ....أهم خطوة؟؟
من جهته قال البروفيسور نبيل بن أشنهو مختص في جراحة سرطان الثدي بمصلحة «بيار وماري كوري» بمستشفى مصطفى باشا، رغم ان الدراسات التي قام بها العلماء  في السنوات الأخيرة لم تحسم  في الموضوع ولكن  كما أضاف فان ذلك لا يمنع وجود دراسات أخرى  تؤكد تدمير هذه الأشعة لخلايا الدماغ ، وتأثيرها  بشكل مؤقت على الجينات الوراثية.
لذلك وحسب الدكتور نبيل بن اشنهو علينا أن نقوم بتوعية المواطن أو مستعملي الهاتف النقال بالأخطار التي تحوم حول استعماله بصفة مكثفة، فلا يجب انتظار المشرع ليضع  قانون يمنع وضع أعمدة وأبراج تقوية الإرسال في أماكن تضر  بصحته ، فالملاحظ أن اغلب المواطنين  لا يمانعون وضعها على أسطح منازلهم بسبب قلة اطلاعهم على ما توصلت إليه منظمة الصحة العالمية فيما يخص الاضرار لصادرة عن الموجات الكهرومغناطيسية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024