رئيسة جمعية «بيلوبا» للتبرع بالأعضاء كرايبا راضية :

حمـلات التوعيـة غـايتهـا تغيير الذهنيـات وحشـد الطاقـات للتـبـرع

دليلة أوزيان

 ٩٣٣ عملية زرع الكلى بعيدة عن تلبية حاجيات المرضى

لازال التبرع بالاعضاء في بلادنا يثير الكثير من الجدل، رغم أن مستشفياتنا تسجّل نقصا  فادحا في زراعة الأعضاء لارتباطه بمعتقدات اجتماعية، دينية خاطئة تقتضي تكثيف الجهود التوعوية للأطباء الأخصائيين وكذا علماء الشرع المتركزة خاصة على التحسيس بأهمية مثل هذه العمليات بالنسبة للمرضى المحتاجين إليها، نظرا لغياب هذا النوع من النشاطات الطبية والدينية.
وفي هذا الصدد كشفت الطبيبة الأخصائية في المناعة ورئيسة التبرع بالأعضاء «بيلوبا» كرايبا راضية، أن التبرع بالأعضاء بقي يراوح مكانه منذ عدة سنوات رغم ما يمثله من أهمية بالغة بالنسبة للآلاف من المرضى، يكفينا فقط أن نستدل بعمليات زرع الكلى في الجزائر والتي تتصدّر القائمة مقارنة بالأعضاء الأخرى فمنذ أن أجريت العملية الأولى عام 1986، وهي في تزايد إلى أن بلغت 933 عملية عام 2012.
وهي عمليات على حدّ تصريح رئيسة جمعية تبرع بها أحياء في الغالب تربطهم علاقة قرابة بالمرضى وهو ما يجعلنا نواجه نقصا معتبرا بالنظر إلى العدد الكبير من المرضى المصابين بالفشل الكلوي، المرتبطة حياتهم بأجهزة الغسيل الدموي، حيث يخضعون له مرتان في الأسبوع، يضاف إلى هذا الحالات الجديدة للمصابين إذ تسجّل الجزائر سنويا 3500 حالة جديدة.
في المقابل لم تشهد عمليات زرع الكبد أي تقدم مثلما هو الشأن بالنسبة للكلى والقرنية إذ انتقلت منذ 2003، إلى غاية اليوم إلى 34 عملية زرع كبد في مركز بيار وماري كوري.
وتقتضي هذه الوضعية المزرية وفقا لما تشير إليه الأرقام الضئيلة جدا حسب رئيسة الجمعية تحركا سريعا بالنظر إلى عدد المرضى الذين هم في حاجة إلى عمليات زرع لمختلف الأعضاء لإنقاذهم من موت مؤكد، خاصة إذا تعلّق الأمر بزراعة الأعضاء الأخرى كالقلب والرئتين، كما أوضحت رئيسة الجمعية بأنها تعتبر عمليات الأقل شيوعا، وتستدعي حسبها التبرع بعد الوفاة بمعنى أن يتبرع شخص بعد وفاته لشخص آخر في حاجة إليه كالقلب، الرئة والقرنية وهو الحل الوحيد لإنقاذ حياته، شريطة أن يتصل بالجمعية الراغب في التبرع بعد وفاته للحصول على بطاقة تسمح له بذلك.

هدفنا نشر بطاقة التبرع على نطاق واسع
عملية تبرع شخص حي بإحدى كليتيه لأحد أقربائه ليس بالأمر السهل، أيضا كما كشفت كرايبا راضية لـ»الشعب» علما بأن كل من المتبرع والمتلقي بإمكانهما العيش بكلية واحدة وبشكل طبيعي جدا .. وهنا يأتي دور الحملات للتحسيس بأهمية التبرع بالأعضاء وترسيخ هذه الثقافة من خلال لجنة تتشكّل من أطباء متخصصين لإعلان الوفاة، ونحن كأطباء نبذل مجهودات كبيرة في هذا الشأن حتى يتعرف الشخص الذي يرغب في التبرع على أهمية ما سيقوم به.
وعليه يكون التبرع بعد الوفاة كما أضافت رئيسة الجمعية أصعب، مما نتصور نظرا للمعتقدات الراسخة في المجتمع والتي مفادها ضرورة مراعاة حرمة الميت، وما يزيد الطينة بلة ـ حسبها ـ أن الذين يتوفاهم الأجل قد يتركون وصية إلى أهلهم قبل موتهم للتبرع بأعضائهم، ليستفيد منها مرضى آخرون، يعانون من فشل في أحد أعضائهم خاصة وأنهم يمتلكون بطاقة تكشف رغبتهم في ذلك، إلا أنه وككل مرة نجد نفس العائق يقف حجرة عثرة أمامنا.
لهذه الأسباب قالت كرايبا راضية قرّر مجموعة من الأطباء في اختصاصات متعددة كالإنعاش والبيولوجيا والكلى تأسيس جمعية للتحسيس بأهمية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة والتي برزت في المجتمع عام 2012، والكائن مقرها بـ 4 شارع البكري بالأبيار العاصمة.
كما تلعب الأبواب المفتوحة التي تنظمها جمعية التبرع بالأعضاء بيلوبا دورا أساسيا من أجل التوعية الشاملة وأنه بإمكان كل منا فتح باب الحوار في هذا الموضوع داخل الأسرة لتبليغ فئات المجتمع بأهمية التبرع بالأعضاء من أجل انقاذ حياة المرضى.
وفي ذات السياق، أكدت رئيسة الجمعية أنه عندما عندما يكون هناك نشاط متواصل في هذا الشأن، حتما تتكون لدى المواطن قناعة لما سيقبل عليه وبالتالي يوافق على التبرع بأعضائه بعد وفاته، فيسهل تقبل المحيط الأسري للأمر.
وعليه بعد موافقة المعني تمنحه الجمعية بطاقة التبرع بالأعضاء، ولا يقف بعده أحد ضد رغبته أبدا
وأكدت راضيا كرايبا أن أعضاء الجمعية يقومون بكل ما في وسعهم لنشر هذه البطاقة على نطاق واسع كما لا يفوتنا في هذا الصدد، أن نذكر بفتوى الشيخ الحماني رحمه الله الذي أفتى بجواز نقل عضو من شخص متوفي إلى حي لإنقاذه من الموت وبالتالي، فإن الدين لا يمنع انتفاع الحي من الميت بنقل عضو من أعضائه ليسجل له حياة جديدة قد تكون صدقة جارية للميت وأهله.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024