يتسلّل بهدوء ويستقر في القلب

جنون العظمــة..إعجاب بالذّات يتحوّل إلى مرض قاتـل

 أوهام العظمة أو ما يطلق عليه «جنون العظمة»، هي نوع من الوهم أو الاعتقاد الخاطئ الذي يسيطر على المصابين به، ويجعلهم يعتقدون أنهم مشهورون أو أغنياء، أو أقوياء أو موهوبون، أو يتمتعون بمواهب أخرى، غالبًا ما تحمل هذه الأوهام أبعادًا دينية أو خارقة للطبيعة.
ورغم عدم وضوح الأسباب الدقيقة لأوهام العظمة، إلا أنها غالبًا ما تصيب الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية، حيث يعاني حوالي ثلثي المصابين بالاضطراب ثنائي القطب، وحوالي نصف المصابين بالفصام من أوهام العظمة، كما يمكن أن تصيب هذه الأوهام الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تعاطي المخدرات، وفقا لموقع «هيلث».

جنون العظمة..أنواع

 عندما يصاب شخص ما بأوهام العظمة، يشعر بتضخم في هويته وقدراته وإنجازاته، وتظهر هذه الأوهام بأشكال مختلفة، على رأسها الأوهام الدينية وهي الاعتقاد بأن الله اختارك، أو أنك تمتلك قدرات أو مواهب خارقة للطبيعة لا يمتلكها الآخرون، أو أنك أكثر تميزًا من الآخرين بطريقة ما، أما المكانة الاجتماعية العالية فهو الاعتقاد بأنك مشهور أو معروف أو مشهور أو لديك ثروة أو سلطة أو مكانة المشاهير
التفوق برؤية نفسك متفوقًا على الآخرين، من حيث الفكر والأخلاق والمبادئ والمواهب والإبداع والقدرات البدنية، او عدم القدرة على الهزيمة بالاعتقاد بأنه لا يمكن قتلك أو إيذائك أو إصابتك من قبل الآخرين، أو أنك محصن ضد أمراض معينة
وكذلك القوى الخاصة من خلال الاعتقاد بأنك موهوب بطريقة ما وتمتلك قدرات موسيقية أو رياضية أو فنية غير عادي، وغرض فريد بالاعتقاد بأن لديك غرضًا أو دعوة خاصة في الحياة، وربما تصبح مهووسًا بتحقيق هذا الغرض.

الأوهام أهم أعراضه

 تختلف أعراض أوهام العظمة اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر، وتتأثر بالسبب الكامن وراءها، فمثلا قد يُظهر الشخص المصاب بالاضطراب ثنائي القطب، الذي يُعاني من أوهام العظمة أعراضًا مختلفة عن الشخص المصاب بالفصام الذي يُعاني من الأوهام، رغم ذلك يوجد بعض الأعراض الشائعة لتلك الحالة، وهي وجود معتقدات غير معقولة حول أهميتك أو قدراتك أو مكانتك، قناعة قوية بأن معتقداتك صحيحة على الرغم من تقديم معلومات متناقضة، الغضب أو الرفض عندما يتم تحدي أوهامك، صعوبة في التعايش مع الآخرين، خاصة إذا كانت أوهامك تعيقك، التصرف كما لو كانت معتقداتك صحيحة، مما يعرض حياتك للخطر في بعض الأحيان، قضاء الكثير من الوقت في التفكير في الأوهام، وأخيرا تقلبات مزاجية وأحياناً متطرفة مثل النشوة أو جنون العظمة.
فيما تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الاضطرابات الذهانية، مثل الفصام هم أكثر عرضة للإصابة بأوهام العظمة، كذلك قد يظهر المرض في حالة وجود نشاط غير طبيعي للدوبامين في الدماغ، أو وجود مشاكل في النواقل العصبية الأخرى، لأن الدوبامين هو ناقل عصبي يشارك في العديد من وظائف المخ، بما في ذلك الحركة، والتعزيز الإيجابي، والمزاج، والتحكم في النبضات، ومسار المكافأة.

اكتئاب واضطرابات مزاجية

 إذا تركت أوهام العظمة، وما يصاحبها من اضطرابات نفسية، دون علاج، فقد تؤدّي إلى الاكتئاب واضطرابات مزاجية أخرى، وتصعب على الشخص الذي يعاني من هذه الأوهام التواصل مع الآخرين، خاصةً إذا حاول أصدقاؤه أو أفراد عائلته إثبات عدم صحة أوهامه.
وفي الحالات القصوى، قد تؤدّي أوهام العظمة إلى العنف والتعرض للمشكلات القانونية، خاصة عندما يحاول الشخص تطبيق معتقداته بمطاردة الأخريين، كما قد تعرّضه لخطر الأذى، خاصةً إذا كان يعتقد أنه لا يقهر، حيث قد يخاطر المصابون بأوهام العظمة دون داعٍ، مثل الوقوف في طريق مزدحم، أو يعرضون أنفسهم للخطر لاعتقادهم بامتلاكهم قدرات خارقة مثل الطيران أو المشي على الماء.
أمّا كيفية التخلص من هذا الجنون فقد يكون علاج أوهام العظمة صعبًا، خاصةً وأنّ الشخص الذي يعاني منها قد يشعر بأن كل شيء على ما يرام، وإذا كانت الأوهام جزءًا من حالة صحية نفسية مثل اضطراب الوهم، أو الاضطراب ثنائي القطب، أو الفصام، فقد يقل عدد الأوهام التي يعاني منها الشخص مع علاج حالته.
تتضمّن بعض العلاجات الشائعة للأشخاص الذين يعانون من أوهام العظمة تناول الأدوية النفسية، أو العلاج السلوكي المعرفي، أو الإيداع بالمستشفى في حالة كون الشخص المصاب أصبح خطرا على نفسه وعلى الأخرين بسبب أوهامه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19760

العدد 19760

الثلاثاء 29 أفريل 2025
العدد 19759

العدد 19759

الإثنين 28 أفريل 2025
العدد 19758

العدد 19758

الأحد 27 أفريل 2025
العدد 19757

العدد 19757

السبت 26 أفريل 2025