عائلات منتجة تحافظ على استمرار المهنة وتوارثها
احتضنت بلدية عمال شرق ولاية بومرداس الطبعة الأولى لتظاهرة عيد الزيتون التي بادرت إليها جمعية “أمشوار” بالتنسيق مع عدد من الهيئات المحلية كمديرية الثقافة والفنون ومديرية المصالح الفلاحية وعدد من العارضين والمنتجين في هذه الشعبة الى جانب عرض أنشطة تقليدية ومنتجات مختلفة للمرأة والاسرة المنتجة التي تحافظ على المهنة وتوارثها بين الأجيال رغم الصعوبات الناجمة عن التغيرات المناخية التي أثرّت سلبا على المردودية.
شكلت تظاهرة عيد الزيتون في طبعتها الاولى التي احتضنتها بلدية عمال بدائرة الثنية مناسبة للناشطين والمنتجين في هذه الشعبة الرئيسية لعرض منتوجهم الفلاحي لهذا الموسم من زيتون المائدة وزيت الزيتون ومشتقاتها وغيرها من المواد الأخرى المصنعة تقليديا، خاصة وان المنطقة معروفها بتخصصها في هذا المجال وتعتبر من أهم المناطق المنتجة والاكثر حضورا من بين الانشطة الفلاحية الاخرى بالنظر الى طابعها الجبلي الذي تنتشر فيها المساحات المغروسة الى جانب اهتمام السكان والعائلات ومحافظتهم على هذه الشجرة المقدسة والحرص على استمرار النشاط المتوارث أبا عن جد.
كما كانت المناسبة أيضا فرصة للحرفيين والحرفيات لعرض منتجاهم التقليدية خصوصا ما تعلق بمشتقات زيت الزيتون الموجهة للاستعمال شبه الطبي والتجميل وكذا المأكولات التقليدية التي تشتهر بها المنطقة الى جانب بعض المنتجات الفلاحية التقليدية كالتين المجفف الذي تحول الى عملة نادرة تسوّق بأثمان خيالية بعدما لازم لعقود من الزمن نشاط انتاج الزيتون وظل محافظا على حضوره الدائم لدى العائلات كأحد أهم النشاطات الاستراتيجية والمصادر الغذائية الرئيسية المعروف باسم “الغلة” التي كانت تخزن طيلة العام الى جانب الحبوب والبقول الجافة قبل أن تأتي رياح التغيير التي قضت على مساحات واسعة من اشجار التين وأغلبها كانت منتشرة بالمناطق الجبلية.
هذا وينتظر أن تشهد بلدية عمال وعدد من البلديات المجاورة كبني عمران تنظيم أنشطة مماثلة منها المعرض السنوي للشعبة للاحتفال بموسم جني الزيتون وزيت الزيتون كحدث اجتماعي هام يجمع العائلات والفلاحين طيلة موسم الجني الذي يشارف على نهايته وتوديعه على الرغم من التراجع الكبير المسجّل خلال هذه السنة وتراجع كمية الانتاج الى حوالي النصف مقارنة مع العام الماضي الذي تسبب في ارتفاع سعرها لأزيد من 1300 دينار للتر، حيث قدرت مصالح الفلاحة لبومرداس تسجيل أقل من 27 ألف قنطار بمجموع 3 آلاف هكتولتر مقابل 62 ألف قنطار سابقا أي حوالي 4 قنطار في الهكتار بدلا من 8 هكتار وأكثر مسجلة في سنوات سابقة، وهذا التراجع مرتبط بعدة أسباب مناخية وتعاقب المواسم رغم التوسّع المسجل في المساحة المغروسة التي تعدّت 8500 هكتار.