بين شروط التبني وفطرة الأمومة ...

السيدات حائرات

دليلة أوزيان

يتضاعف عدد الأطفال المسعفين في بلادنا على مستوى المستشفيات ومراكز الطفولة المسعفة .....ورغم هذا التزايد إلا أن العديد من الأزواج  الذين حرموا من نعمة الأبناء  يواجهون صعوبات كثيرة للتكفل بهذه الفئة ...

واقع وقفنا عليه من خلال شهادات أدلت بها سيدات صادفتهن “الشعب” أمام باب مديرية الشؤون الاجتماعية ببئر خادم ..
تفاصيل الموضوع نقلته جريدة “الشعب” في هذا الاستطلاع.

البحث على طفل يتيم قد يستغرق سنوات
شدّت انتباهنا وهي تتحدث مع سيدة أخرى، بنبرة غاضبة، اقتربنا منها وسألناها عن السبب فقالت: “ لقد أصبحت أتردد على مديرية الشؤون الاجتماعية لبئر خادم منذ أكثر من سنتين ....واستطردت قائلة: “الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ....فقد عانيت الكثير قبل بلوغي هذا المكان ...البداية كانت مع أهل زوجي لاقناعهم بالموضوع، خاصة وأنهم يعيشون معي في بيت واحد، وهو عبارة عن فيلا بطابقين، يمتلكها والد زوجي ... حيث كان الطريق شاقا وطويلا  للحصول على موافقتهم
وقبل هذا وذاك، أضافت هذه السيدة قائلة: “لحسن حظي أن الله أنعم علي بنعمة الصبر لأن المشكلة في زوجي، حيث كشفت التحاليل الطبية أنه غير قادر على الانجاب، رغم أننا خضعنا لفترة علاج لا تقل عن عشر سنوات، انتهت بعملية تلقيح اصطناعي لم تؤث ثمارها هي الأخرى رغم أن الطبيب المعالج طمأننا، لكن إرادة الله شاءت غير ذلك ...
وختمت هذه السيدة حديثها قائلة : “رغم كل هذا المشوار الطويل، تأتي الى هذه المصلحة التي تضع لك شروطا تعجيزية، لتضيف لك جراحا على جراحك، منها أن الشقة التي تقطنها تكون من امتلاك الزوج المعني بالتبني ...ولأن الملف لم يستوف الشروط بسبب عدم وجود عقد الملكية، بقيت أتردد على مصلحة الشؤون الاجتماعية لبئر خادم منذ أكثر من سنتين بعدما نصحتني المكلفة بتسلم ملفات الكفالة بذلك ....وبقيت فطرة الأمومة تدفعني للمزيد من الإصرار ...لأجد نفسي أنقاد الى المكان بطريقة آلية ...

أكثر من ستين سنة وتتكفل بأربعة أطفال
صادفت “الشعب” حالة غريبة في المكان ذاته، كانت فتاة في العشرين من عمرها، اعتقدنا في البداية أنها ترغب في التكفل بطفل، وبمجرد أن طرحنا عليها السؤال عن سبب تواجدها لتفاجئنا بقصتها قائلة: “تكفلت بي سيدة مسنة، كان عمرها آنذاك ستون سنة، وواصلت حديثها والحزن و الذهول باديين على وجهها : “ لقد شاءت الاقدار أن تتوفى من سهرت على رعايتي وعوضتني الحنان ودفء الأسرة مدة عشرين سنة، أنا وثلاثة أطفال آخرين كنا نقيم بنفس المركز الذي يقوم برعاية الأيتام، وهي في الثمانين من عمرها لنجد أنفسنا في نهاية المطاف في الشارع بعد أن طردنا صاحب البيت منه ؟ لأن البيت كان مستأجرا”.
و أضافت قائلة :«ظننت أن مأساتي قد انتهت عندما تزوجت من شاب، لكنني دخلت مرة أخرى في نفق أكثر ظلمة ...فقد اكتشفت الوجه الحقيقي لهذا الرجل الذي ظننت في الوهلة الأولى انه هو من يصونني، ويعوضني محبة الوالدين وحنانهما الذي لم أشعر به كل حياتي ... فقد كان يعايرني بأبشع الأوصاف، ويشتمني، بل وأكثر من هذا بلغ به الحد إلى ضربي لأتفاجأ في نهاية المطاف بورقة الطلاق... واستطردت قائلة:
« ولأنني لم أجد الى أين أذهب بقيت في بيته عوض الخروج إلى الشارع والتعرض للذئاب البشرية، الذين تفشى وجودهم في هذا الزمان... و لازلت أتسلح لحد الساعة بالصبر حتى أبقى في بيته وأصون نفسي، رغم أنني متيقنة أنه ليس حلا بالنسبة لي ... ولقد قصدت مصلحة الشؤون الاجتماعية علّها تضع حدا لكل ذلك، نتمنى في المستقبل أن تفكر الدولة في حلول أخرى لهذه الفئة بإنشاء صندوق يهتم بها بهدف تحسين ظروف إيوائها، وضمان الشغل لها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024