المدن الكبرى تستفيد من مشاريع “الترامواي”

نجاح وسائل النقل العصرية مرهون بالصيانة والتسيير الفعال

فضيلة/ب

يعرف قطاع  النقل خاصة بالعاصمة تحديا حقيقيا، في ظل الحركية الاقتصادية والتجارية التي يعرفها انفتاح الاقتصاد الوطني على الاستثمار، ورهان توسيع القاعدة الصناعية وتكثيف النسيج المؤسساتي، ويجري التسطير المستمر من أجل تنظيم حركة المرور، بتوسيع المنشآت القاعدية من أجل السير نحو تجسيد شبكة طرق أوسع، وتوفير وسائل نقل متنوعة تسهل عمليتي النقل والتنقل في آن واحد، ويأتي الاهتمام بشكل أكبر في المرحلة الحالية بوسائل النقل العصرية على غرار “الترامواي” والمترو ومواصلة الاعتماد كذلك على وسيلة النقل التقليدية ويتعلق الأمر بالسكك الحديدية، ومن المنتظر أن تستفيد العديد من الولايات من تجسيد مشاريع الترامواي خلال السنوات القليلة المقبلة مثل البليدة وورقلة وسيدي بلعباس وباتنة وسطيف..و..و
تندرج وسائل النقل العصرية دون شك في إطار التنمية البشرية التي من شأنها أن تمس المواطن، ولديها انعكاسات مباشرة من خلال إسفارها على سيولة محسوسة في حركة المرور، وتزداد من خلال ذلك وتيرة النشاط التجاري و الاقتصادي، ونقفز بذلك في الجودة في الأداء على العديد من الأصعدة، بما يسمح بالتحكم في الوقت ونصل إلى درجة متقدمة في السيطرة على المشاريع وتقليص تكلفتها، ويضاف إلى كل ذلك أن تسعيرة المترو والترامواي أقل من تكلفة سيارة الأجرة.
لكن وسائل النقل العصرية في حاجة ماسة إلى صيانة دقيقة لا تقبل التأخر والإهمال، ونجاحها مرتبط بفعالية أداء صيانتها الذي يجب أن يكون بالمرصاد وفي وقت سريع لأي عطب أو توقف من شأنه أن يتسبب في تأخر المسافرين.
وتجري في الوقت الحالي بشكل منتظم وعبر مشاريع وبرامج متعددة عملية توسيع شبكة “الترامواي” عبر العديد من الولايات بعد العاصمة ووهران، لأن ذلك من شأنه أن يدعّم استقرار السكان ويجلب الاستثمارات المحلية ويوسع النسيج المؤسساتي، ويفك الخناق عن المدن الكبرى والمناطق ذات الكثافة السكانية المعتبرة، ويأتي الإعلان عن استفادة ولاية البليدة من مشروع “ترامواي” مواصلة للبرنامج الضخم الذي يعوّل عليه في القضاء على جميع النقاط السوداء التي تختنق فيها حركة المرور، حيث توجد دراسة جدوى بصدد الإنجاز توجد بمرحلتها الأولى ومن المقرر، أن تمر بعشر مراحل، وفي نهاية الدراسة سيتم انتقاء رواق واسع للترامواي وتجسيده بالتنسيق والشراكة مع مؤسسة السكك الحديدية، ويضاف إلى سلسلة من مشاريع الترامواي التي تعتزم الدولة من خلالها تعزيز وسائل النقل مثل ترامواي ورقلة وباتنة وسيدي بلعباس..و..و، في ظل استفادة معظم المدن الكبرى من دراسات أو جُسدت بها مشاريع الترامواي.
ولعل أول ما ينتظر من وسائل النقل العصرية أن تساهم في تنظيم حركة النقل وتوفر أمام المواطن وسائل نقل أكثر سرعة وفي المتناول في أي وقت، كون المركبات لنقل المسافرين تتوقف مبكّرا حيث لا توجد خدمات بعد الساعة الثامنة مساء، ماعدا سيارات الأجرة التي تستنزف جيوب الزبائن، وتفرض عليهم تسعيرة مرتفعة.
وما تجدر الإشارة إليه أن عصرنة النقل الحضري بالجزائر ستتدعم بنحو 15 مشروعا ل«الترامواي” ستدخل حيز الإنجاز خلال السنة الجارية ويتعلق الأمر ب«ترامواي” سيدي بلعباس وورقلة وسطيف وعنابة وباتنة، و11 ترامواي بولايات أخرى.
ولا يخفى على أحد أن ترامواي سيدي بلعباس انطلقت أشغال تجسيده في شهر جويلية الفارط على طول يناهز 17,8 كلم و يضم 28 محطة، فيما تقدر آجال إنجاز المشروع الذي كلّف به مجمع تركي بـ 38 شهرا،   و من المقرر أن تتعزز هذه الولاية الغربية ذات الكثافة السكانية المعتبرة من وسيلة نقل حديثة ستنعكس آثارها على امتصاص الازدحام وفك الحركية التجارية.
كما أن إنجاز ترامواي ورقلة أسندت أشغاله إلى مجمع فرنسي وإسباني، ويمتد طوله على مسافة 12,6 كلم ويتشكل من13 محطة، وقدرت آجال الإنجاز به بنحو 3 سنوات لتستفيد هذه الولاية الجنوبية الشاسعة بدورها من وسيلة نقل حديثة توفر الخدمات إلى ساعات متأخرة من الليل وتنافس بذلك وسائل النقل التقليدية على غرار الحافلة وسيارات الأجرة.    

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024