موسم”الصولد” بين الشك في تحايل التجار ومصداقيتهم

تخفيضات تصل سقف 70 بالمائة لجذب الزبائن

فضيلة/ب

تعرض المحلات التجارية المختصة في بيع الملابس الجاهزة والأحذية بالعاصمة، تخفيضات مغرية تتراوح ما بين 10 و70 بالمائة، ويأتي هذا الإجراء الذي يختاره العديد من التجار بطلب يودع لدى مصلحة الضرائب على حد تأكيد بعض التجار، من أجل تسويق الألبسة الصيفية مع الاقتراب من نهاية موسم فصل الصيف، من أجل الاستعداد لعرض ملابس الخريف ثم الشتاء، ويقدم التاجر على هذا الخيار تخوفا من ركود سلعه على اعتبار أنه من المتوقع أن تسوق في موسم الاصطياف المقبل ألبسة بموضة جديدة..
إذا الجزائريون وجها لوجه مع موسم “الصولد” فالمقبلات على الزواج وكذا المتمدرسين إلى جانب إصرار الأطفال على اقتناء ملابس عيد الأضحى للبعض الآخر خاصة من الأسر المتوسطة الدخل سيكون مناسبا كي يغتنموا جميعا الفرصة..لكن للتاجر رأي وللمستهلك رأي آخر فمازال “الصولد” في الجزائر لم تتكرس ثقافته بعد، لانعدام علاقة الثقة بين من يعرض ومن يطلب السلعة، لأن بعض التجار حسب ما استقيناه من آراء لا يخفضون الأسعار إلا في السلع الرديئة النوعية، بينما الجيدة تخبأ لموسم آخر، في حين التاجر يشتكي تذبذب الإقبال رغم اللافتات العريضة المعلقة في واجهات المحل التجاري..ويتأسف البعض الآخر كون حملة “الصولد” مازالت بعيدة عن المقاييس الأوروبية التي يضطر فيها الزبون إلى الاستيقاظ باكرا خاصة في الأيام الأولى..ويتسنى له اقتناء العديد من القطع  بفضل التخفيض المحسوس رغم أن المنتوج من علامة عالمية.
 توفير سيولة للتاجر
في البداية استطلعنا آراء التجار الذين عبّروا لنا عن حرصهم الكبير على تطبيق التخفيضات بمعايير عالمية وبنسب متفاوتة حسب السلعة حتى لا يتكبدوا خسارة كبيرة، وقال مصطفى تاجر بشارع العربي بن مهيدي يبيع ألبسة نسائية جاهزة لون زجاج محله التجاري بأرقام التخفيضات من 20 إلى 60 بالمائة.
إننا نستعد لمغادرة فصل الصيف لذا حان الوقت لتغيير السلع المعروضة بسلع أخرى تنسجم مع حلول الموسم الأقل دفئا وهو مضطر لكي يستبدل سلعته عن طريق تسويقها بأسعار أقل حتى يستقطب أكبر قدر من الزبائن حتى لا تتكدّس في مستودع المحل التجاري، وبالتالي يوفر سيولة من أجل اقتناء ألبسة الشتاء، فلا يمكنه أن يقتني الجديد دون أن يبيع ما يوجد في المحل التجاري..وردد يقول هذه هي التجارة من حق الزبون أن يستفيد من فرص، وحتى التاجر يربح في سلع ويخسر في أخرى، لأن التجارة ربح وخسارة.  
 تذبذب في الإقبال على “الصولد”
واشتكى محمد صاحب محل للألبسة الرجالية بشارع ديدوش مراد من تذبذب الإقبال على التخفيضات التي عرضها مع نهاية شهر أوت الفارط رغم أنه لا يستهان بسقفها كونها تتراوح ما بين 40  و50 بالمائة، وذكر أن ذلك راجع للنفقات التي واجهتها الأسر بفعل رمضان وعيد الفطر ثم موسم الاصطياف وكذا اقتراب عيد الأضحى ولأن الكثيرين حسبه يفضّلون إقتناء الضروريات والامتناع عن شراء الملابس.
وبشارع “ميسوني” يعرض التاجر “ل.زكي” ثلاث منامات نسوية ب1500 دج بعد أن كان سعر الواحدة ب800 وأوضح يقول أن موسم التخفيضات أو “الصولد” لديه فترة محددة وينتهي، ويتطلب أن يودع طلب لدى مصلحة الضرائب ويوافق عليه، ليشرع في إطلاق العملية..ولم يخف أن عدد زبائنه بعد التخفيضات المغرية التي أطلقها تضاعف خاصة من المقبلات على الزواج وتمنى لو أحضر كمية مضاعفة حتى يستدرك أي خسارة في تجارته.
ووقفنا بشارع ديدوش مراد على كون التخفيضات مسّت جميع أنواع الألبسة لكافة الفئات من أطفال ونساء ورجال وكذا ألبسة الأعراس وتشمل كذلك الأحذية وحقائب اليد وحقائب السفر والإكسسوارات، وحظيت الألبسة المستوردة ومن الماركات العالمية بديدوش بتخفيضات مغرية جذبت العديد من الشباب على غرار “ أقمصة لاكوست وسراويل لوفيس وماركات ديازال وكودتشي التي وصل تخفيض أسعارها إلى 40 كما أوضحه التاجران الذين رفضا التحدث إلينا بحجة أنهما ليسا صاحبا المحل التجاري..لكن منير كان جد منجذب وحاول اختيار قطعتين مؤكدا بأن السعر المعروض جد معقول.
       التخفيض يطال السلع التي لا تلقى رواجا
وللزبون كلمته بخصوص هذه التخفيضات التي تعود سنويا مع انتهاء شهر أوت وتعلن عنها مديرية التجارة حسب تأكيد تجار آخرين، لكن مازال العديد من المواطنين يشكون من مستوى هذه التخفيضات فلا تحظى لديهم بالمصداقية ويتهمون بعض التجار بالتحايل تحت غطاء “الصولد” فعلى سبيل المثال “منى” ذات 25 ربيعا موظفة تنتهز فرصة تعليق اللافتات الإشهارية حول التخفيضات لتنظم جولات إلى أهم المراكز التجارية بالعاصمة وكذا محلاتها على


غرار”إكوزيوم بالأبيار كذا محلات ديدوش مراد وسيدي يحيى والنفق الجامعي لكنها تشك في صدق العديد من التجار بسب كون التخفيض يمس السلع الرديئة التي يصعب تسويقها، وقالت يستحيل أن يخفض في سعر سلعة جيدة أكثر من 10 بالمائة كون التاجر لا يخفض حبا في المواطن بل للتخلص من مكدسات سلع لا تلقى رواجا.
فائزة ووالدتها اغتنمتا الفرصة للشروع في إعداد جهاز العرس بداية من الملابس الداخلية إلى ملابس “التصديرة” رغم أن عرسها في الصيف المقبل، على


اعتبار أن قدرتها الشرائية متوسطة وقالت بدل أن أشتري فستان أو طقم ب8000 دينار تسنى لي أخذه بسعر 5500 دينار..ورددت والدتها”الصولد” رحمة لمن ينقب جيدا ويعرف كيف يختار بين السلع والمحلات التي تعرض الجيد من الرديء.
من جهتها”ليندة” التي لديها تجربة معتبرة في الإقبال على موسم التخفيضات في عز موسم الصيف بفرنسا والذي يتزامن مع شهر جويلية..أكدت أن التجار مازالوا بعيدين عن تخفيضات حقيقية مثل تلك التي تحظى بالمصداقية بأوروبا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024