تحمل ألف قصّة و قصّة

القبّعة تلقى الرّواج لدى النّساء في موسم الصّيف

استطلاع: دليلة أوزيان

تعتبر القبّعة قطعة اكسسوار تكمل أناقة النساء في مختلف أنحاء العالم، وتجعلهن أكثر جاذبية وتألق، فهي من صميم عادتهن وتقاليدهن. ولم نكن نتصوّر أن تسود بيننا مثل هذه العادة التي أصبحت حقا ظاهرة تستدعي الوقوف عليها لأنّنا نكاد لا نصادف امرأة في الشارع دون قبعة على رأسها.

لتسليط الضوء على الموضوع، قامت “الشعب” بهذا الاستطلاع لمعرفة هل هي مجرد تقليد أم أن هناك سببا آخرا وراء ارتدائها؟   

“إصابتي بالضّغط الدّموي
اضطرتني لارتدائها”

تقول “نوال” سيدة في عقدها السادس: “لم أكن أتصوّر أن يأتي يوما وأرتدي فيه مثل هذه القبعة التي لا تمت بصلة لعاداتنا وتقاليدنا”.
وأضافت قائلة: “إنّ الوضع الذي ألت إليه صحتي بعد إصابتي بالضغط الدموي، اضطرني إلى ارتداء القبعة لتجنب حدوث مضاعفات، خاصة وكما تعلمون أن مجرّد تعرّض المصاب بالضغط الدموي لحرارة الشمس في فصل الصيف يؤدي الى جريان الدم في الجسم بصورة غير عادية، ولا أخفيك سرّا إذا قلت لك أنّ هذه الإصابة غيّرت حياتي تماما، وأصبحت أتفادى الخروج من البيت طيلة فصل الصيف خاصة في أوقات الذروة ما بين الحادية عشرة والثالثة زوالا”.
واستطردت قائلة: “إذا تحتّم عليّ الأمر واقتضت الضرورة بأن أخرج، أستخدم القبعة لحماية نفسي من أشعة الشمس الحارقة التي تؤدي إلى حدوث مضاعفات قد تكون خطيرة على حياتي بسبب ارتفاع الضغط الذي قد يصل إلى أقصى حدوده، وحتى أتفادى كل هذا أضع قبّعة على رأسي ولا أنزعها إلاّ بدخولي البيت”.
“استهزاء الآخرين بي
 جعلني لا أفرّط فيها”
كما عانت الآنسة “سهام”، موظفة بإحدى
المؤسسات العمومية من مرض حب ، وقد بدأت رحلتها مع ارتداء القبعة الواقية من الشمس حين كانت تواصل علاجها عند طبيب الأمراض الجلدية ببرج الكيفان، الذي نصحها باستعمال كريم صحي ضد أشعة الشمس الحارقة، والإكثار منه في فصل الشتاء، مع ارتداء القبعة، خاصة وهي تقف لساعات طويلة أمام محطة الحافلات ما يجعلها معرضة لأشعة الشمس التي لها تأثير على بشرتها بحكم الأدوية التي تتناولها، وتتطلب الابتعاد قدر الإمكان عن الوقوف تحت الشمس وإلا سيكون للأدوية انعكاسات سلبية على الجلد، كالاحمرار.
وفي هذا الصدد، قالت “سهام”: “في البداية كنت أخجل من ارتداء القبعة بسبب نظرات المجتمع لاسيما فئة الشباب والمراهقين الذين يتلفّظون بكلمات سخرية اتجاه الفتيات اللاّئي يرتدين هذا النوع من القبعات، فمنهم من يناديني آنا كريستينا أو قوادلوبي، بحكم أن مشاهدتهم لهذه القبعات إلا في المسلسلات المكسيكية”.
وأضافت محدثتنا: “مع مرور الوقت  أدركت أنه لا مفر من استخدام القبعة الواقية من الشمس، كون حالتي  الصحية تفرض عليّ ذلك، لاسيما لبشرة وجهي الذي لابد من الاعتناء بها لما يشكّله من أهمية لكل النساء”.
وأوضحت قائلة: “أصبحت أرتدي  القبعة دون أن أعير اهتماما للناس الذين لا يجدون إلا الهمز والسخرية”، مشيرة إلى أنّ كل الفتيات سواء المتحجّبات أو غير ذلك أصبحن يرتدين القبعة، وبالتالي لم يعد هناك حرج، بل باتت هي الأخرى لا تفرّط في قبعتها وتلازمها كلّما خرجت حتى ولو لشراء بعض المواد الغذائية، وأكثر من ذلك فقد أصبحت تتباهى بارتدائها.
مصدر رزق للكثير من الشّباب
استغلّ بعض الشباب البطّال الوضع  وأصبح يعرض قبعات بمختلف الأشكال والألوان من خلال نصبهم لطاولات بمختلف شوارع العاصمة.
وفي هذا الصدد قال “محمد ـ ن”  التقت به “الشعب” في ساحة الشهداء بالعاصمة: “لقد أصبحت القبّعات الواقية من الشّمس تلقى رواجا كبيرا لدى النّساء، ومنذ بداية فصل الصيف لم يحدث يوما أن أعدت السّلعة إلى البيت، وأنّ كل ما أعرضه ينفذ في اليوم ذاته”.
وأضاف “محمد” قائلا: “لقد تحسّن وضعي المادي كثيرا ببيع القبعات الواقية من الشمس، وقد ساعدت التقلّبات الجوية الحاصلة في السنوات الأخيرة وارتفاع درجة الحرارة في رواج هذه السلعة لدى الفتيات والنساء المتقدمات في السن. وأكثر من ذلك فقد أصبحت أساعد والدي الذي كان يتقاضى أجرة زهيدة لا تلبّي حتى الحاجيات الأساسية لأفراد أسرتي، خاصة ونحن نستعد هذه الأيام للدخول الاجتماعي وما يحتاجه من نفقات إضافية من أجل اقتناء مستلزمات هذه المناسبة”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024