مناسبة لاحتكاك الحرفيين مع الزوار وتسويق المنتجات

تحـف وصـناعات تــقلـيدية تزين قصـبـة دلــس

بومرداس: ز. كمال

انطلقت بقصبة دلس بولاية بومرداس فعّاليات الطبعة الأولى لمعرض الصناعة التقليدية والحرف التي تدوم إلى غاية 31 أوت الجاري، بمشاركة عدد من الحرفيين والحرفيات الناشطين بالبلدية والبلديات المجاورة من أجل عرض منتجاتهم وإبداعاتهم الفنية في مختلف الأنشطة كصناعة الفخار، الخزف، الألبسة التقليدية، الحليّ، صناعة السلالة، مواد غذائية تقليدية، النقش على الزجاج والخشب عبر مجسّمات تعكس العمق الثقافي والحضاري وكلّ ما يرمز للنشاط اليومي لهذه المنطقة التاريخية وعلاقتها القوية بالبحر وباقي النشاطات والحرف الفلاحية التي كانت ولا تزال مصدر رزق للعائلات.

وسّعت غرفة الصناعة التقليدية والحرف لبومرداس من فضاء حضورها منذ بداية الصيف وموسم الاصطياف، من خلال تسطير برنامج خاص يشمل عدّة معارض وفعّاليات شملت شواطئ البحر الرئيسية، منها الواجهة البحرية لعاصمة الولاية وحديقة النصر بمشاركة حرفيين ومهنيين من عدّة بلديات وحتى من خارج الولاية مع الحرص على التنوّع في المعروضات بما يتماشى وطبيعة المناسبة التي تتطلب تقديم منتجات وتحف فنية تستجيب لأذواق ومتطلبات المصطافين، خصوصا اللوحات والمجسّمات التي ترمز عادة إلى أهم المناطق السياحية والطبيعية للولاية حتى تبقى ذكرى راسخة للزائر.
وتماشيا مع هذا البرنامج الموسّع، أشرف مدير الغرفة الجديد المنصّب حديثا بالتنسيق مع مركز الصناعة التقليدية لبلدية دلس على افتتاح الطبعة الأولى للمعرض، اختير له هذه المرة أزقة القصبة العريقة التي تشهد توافدا كبيرا للسياح والعائلات من مختلف ولايات الوطن للتعرّف على أهم المعالم التاريخية لهذه التحفة المعمارية الجميلة خصوصا منها ضريح العلامة محمد سيدي الحرفي، المدرسة القرآنية سيدي عمار، مسجد الإصلاح، منارة سيد عبد القادر بالميناء القديم وغيرها من المواقع الأخرى، وأيضا محاولة إثراء هذا المسار السياحي وتدعيمه بمعروضات تقليدية وأنشطة خدماتية تعيد الروح والحياة مجدّدا لهذا المعلم المهجور.
وقد ثمّن عديد العارضين والحرفيين الناشطين على المستوى المحلي هذه المبادرة الثقافية والاقتصادية التي سمحت لهم بالاحتكاك مع الجمهور والزوار القاصدين قصبة دلس، وأيضا إعطاء فرصة ثمينة لتسويق وبيع المنتجات والخروج من قوقعة وأروقة مركز الصناعة التقليدية نحو الفضاء الرحب، باعتبار أنّ موسم الاصطياف يشكّل فرصة كبيرة لهم ومناسبة تنتعش فيها مختلف الأنشطة وقطاع الخدمات في ظلّ حالة شبه الركود والعزلة التي تعرفها المنطقة طيلة السنة، خصوصا بالنسبة للمرأة الحرفية الريفية القاطنة بالقرى التي استغلت هذه التظاهرة للتعريف بما تجود بها أناملها من إبداعات فنية هي بحاجة إلى تعريف وحماية لانتشالها من شبح الزوال والاندثار بتوقف هذه الأيدي عن الإبداع وأغلبهم من كبار السنّ الذين يجتهدون لنقل الحرفة إلى الشباب رغم صعوبة المهمة نتيجة العزوف وعدم التقبّل أحيانا بسبب التحوّلات العميقة التي يعرفها المجتمع. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19547

العدد 19547

الأحد 18 أوث 2024
العدد 19546

العدد 19546

السبت 17 أوث 2024
العدد 19545

العدد 19545

الخميس 15 أوث 2024
العدد 19544

العدد 19544

الأربعاء 14 أوث 2024