يتضاعف حجمها في المنازل عاماً بعد آخر

كيف نتخلّى عن المقتنيات المتراكمة؟

 الأغراض التي تتراكم في غرفنا ومنازلنا ومكاتبنا، تلك المتروكة بلا مبالاة، وتلك التي تقتطع جزءاً من الذاكرة تؤثر في حياتنا وتسد الطريق ربما على أغراض جديدة. كيف نتخلص منها؟ وهل من فوائد بعد اقتطاعها من حياتنا؟
تتراكم أغراضنا عاماً بعد آخر كما تتراكم الأحداث والذكريات، ونجد لها أماكن للتخزين إما في العلية أو المستودع أو صناديق مقفلة، مثلما نخزن ذكرياتنا في حصين الدماغ وقشرته. ويؤخّر بعض الذكريات عن المضي قدماً، وتعكر الأغراض المكدسة صفو التخلي.
قد يكون البدو والغجر، وهم صورة الإنسانية الأولى بقبائلها، الأشخاص الأقل حملاً، والأكثر حرية، فاضطرارهم إلى الترحال الدائم يجعل صُررهم أقل وزناً، يحملون فيها ما يحتاجون إليه فحسب، تاركين وراءهم كل ما شطبته الحياة عن لائحة الحاجة.
كثيرة هي الأغراض التي لا نستخدمها، فيما يوصف الإصرار على الاحتفاظ بالأشياء على رغم عدم فائدتها بـ «اضطراب التخزين»، وتكون أسبابه إما نفسية كالقلق والاكتئاب والذكريات العاطفية، وإما اجتماعية كالتربية أو الإحساس بالتحكم.

متى نتخلّى ونقتطع؟

 ليس سهلاً على بعض الأشخاص التخلص من أغراضهم، وهذه الحالة قد تعود للطفولة ولعوامل نفسية. وآخرون يكون سبب التعلق عائداً إلى الخوف، فيصبح نمط الخوف قائماً في حياتهم من خسارة شخص أو التخلي عن غرض، فتتراكم الأغراض في بيوتهم.
والبعض لا يتخلص من أغراضه لأنها ذكرى من شخص فقده بالوفاة، فيتعلق عاطفياً بأغراض تلقاها منه، ويجد صعوبة كبيرة في التخلي عنها.
وتنصح اختصاصية علم الطاقة و»الفنغ شوي» بأن يبدأ هؤلاء بالتخلص من الأمور غير المتعلقة بصورة مباشرة وإبقاء الأغراض التي تجلب السعادة التي تذكرهم بأحداث جميلة في الطفولة أو الشباب والتبرع بالباقي لمن يحتاج إليها والشعور بفرح المتلقين لهذا التبرع، إذ أثبتت الدراسات أن العطاء أقصر الطرق إلى السعادة.
وهناك قاعدة تعتمدها في الاقتطاع، فأيّة قطعة مثلاً لم ترتدها ثلاث سنوات وما زالت جيدة نتنقل إلى صندوق التبرعات من دون أي تفكير إذا كنت تستطيع شراء غيرها. تقول «يجب تخفيف هيكلية الخوف لأنه يعلقنا بالخوف المادي، وتعد طاقته سلبية أمام الوفرة المالية. فالعيش بخوف والتعلق بالأغراض بدافع الخوف يتحكم في حياة الإنسان ويمنعه من التقدم في العمل، ويجعله ميالاً لاتخاذ القرارات التي تحد من الوفرة».

البيوت الفوضوية

 «إذا شعرت يوماً بالتوتر أو الإحباط أو الإرهاق عندما يكون منزلك في حالة من الفوضى فمن المحتمل أنك تدرك العلاقة بين النظافة والصحة العقلية. لهذا قد يكون التنظيف والتخلص من الفوضى في بعض الأحيان أمراً جيداً للغاية، بل وحتى علاجياً بعض الشيء»، فقد أظهرت الأبحاث أن العيش في بيئة مزدحمة يزيد من التوتر لدى الكبار والصغار.
فالتجارب التي أجريت على أطفال رضع مع أهاليهم في بيئة عادية وأخرى مزدحمة بينت أن الفوضى لا يبدو أنها تؤثر في الحالة المزاجية أو الاستجابة، إلا أن مستويات الإجهاد الجسدي كانت أعلى في المنازل المزدحمة. وأشارت النتائج إلى أنه يجب على الأهل التفكير في كيفية تأثير النظافة والفوضى في المنزل على مستويات التوتر لديهم ولدى أطفالهم. كما أن انخفاض جودة السكن، بما في ذلك مدى نظافة المنزل، يمكن أن يكون له تأثير في الصحة العقلية، فيما تؤدي الفوضى إلى انخفاض التركيز والارتباك والتوتر.
لذلك «على الناس الذين يشعرون أن حياتهم خارجة عن السيطرة أو أنهم يعانون بعض الشكوك استخدام التنظيف وسيلة لتأكيد بعض السيطرة والتحكم في بيئتهم».
ووجدت دراسة أجرتها جامعة كونيتيكت أنه في أوقات التوتر الشديد يلجأ الناس إلى السلوكيات المتكررة مثل التنظيف لأنه يمنحهم إحساساً بالسيطرة خلال أوقات الفوضى. وقد وجدت أبحاث أخرى أن التخلص من الفوضى يمكن أن يساعد كبار السن على الاحتفاظ بشعور بالسيطرة على حياتهم مع تقدمهم في السن.

معيار لتحديد ما يجب التّخلّص منه

 تقول اختصاصية علم الطاقة و»الفنغ شوي»، إن هناك عديداً من الأنماط الشائعة عندما يتعلق الأمر بالاقتطاع، أولها التخلص من الأشياء التي توقفت عن العمل، عندما يتعطل شيء لا يمكن إصلاحه أو يتحول إلى مجموعة مكسورة، لا بد من التخلص منه، كما يمكن التخلص من الأشياء التي عفا عليها الزمن، مثل الملابس التي لم تعد رائجة أو الأشياء المتعلقة بحدث مضى غير ذي أهمية.
فالكتل الموجودة في مساحتك المادية تمنع تدفق الطاقة، وتعوقها في مناطق معينة من منزلك، لا تؤثر في مساحة معيشتك فحسب، بل على حياتك أيضاً. وتشعرك بعدم الارتياح أو تعطيك شعوراً مزعجاً بأن هناك شيئاً ما معطلاً. حتى لو لم تكن على علم بها يمكن أن تؤثر الكتل بطريقة سلبية في عقلك الباطن، ومن ثم على حياتك.
وتضيف أن المساحة والكتل في حياتنا مرتبطة ببعضها بعضاً، فالكتل المتراكمة تقلص من طاقة المساحة، وهي تشبه الأبواب والنوافذ الموصدة التي توحي بمنع الدخول. فإذا تركت الأغراض متراكمة والأبواب موصدة وأشجار الحديقة متضخمة تحجب النوافذ، يكون الإصلاح أولاً بإزالة كل ما يحجب النوافذ أو يمنع الأبواب من الفتح بالكامل، من الداخل والخارج، ويجب أن تكون الأبواب قادرة على الفتح بنسبة 100 في المئة، ولا بد من تقليم أو إزالة أية شجيرات أو أشجار تسد النوافذ، مع تنظيف النوافذ والتأكد من إمكانية فتحها بالكامل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19708

العدد 19708

الإثنين 24 فيفري 2025
العدد 19707

العدد 19707

الأحد 23 فيفري 2025
العدد 19706

العدد 19706

السبت 22 فيفري 2025
العدد 19705

العدد 19705

الخميس 20 فيفري 2025