صادي: الرياضة قوّة ناعمة مهمّتها التسويق للبلاد في الخارج
شدّد أمس وزير الاتصال، محمد مزيان، على ضرورة التحلي بالاحترافية المطلوبة وبأخلاقيات المهنة وانتقاء المعلومة من مصدرها لتفادي المغالطات والاشاعات، منوّها بالدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في بناء مؤسّسات الدولة الجزائرية على أسس حديثة وقوية.
كان ذلك خلال اللقاء الذي جمعه بأسرة الإعلام الرياضي تحت عنوان “الصّحافة الرّياضية في نقاش”، الذي احتضنته قاعة المحاضرات التابعة للمركب الأولمبي محمد بوضياف بالعاصمة..كان ذلك بحضور وزير الرياضة وليد صادي، مدراء المؤسسات الإعلامية وأسرة الإعلام الرياضي، حيث كان اللقاء تحت إشراف المنظمة الوطنية للصّحافيّين الرياضيّين الجزائريّين.
أكّد مزيان، على ضرورة تتبع الأحداث وكل ما يجري في الخارج والتأكد من مصادر المعلومات من طرف الصحفيّين في كل المجالات، بما فيها الجانب الرياضي، من أجل إعطاء الصورة الحقيقية للجزائر، لأنّ الإعلام له دور أساسي في التصدي للحرب التي تشنّها أطراف معادية لبلدنا في الخارج. ودعا إلى ‘’أهمية اليقظة في جمع الأخبار والتعامل مع مصادر ذات مصداقية’’، خاصة في ظل ترصّد بعض الأشخاص من ذوي النوايا السيئة.
كما تطرّق مزيان إلى ضرورة المعرفة المسبقة للأحداث والمعلومات من أجل استيعاب ما يجري، لكي تسهّل عملية معالجة المواضيع في قوله “تحدّثت في مرات عدة على المعرفة المسبقة لأنها جد مهمة لاستيعاب الأحداث لتقديم القيمة المضافة وفقا لأخلاقيات المهنة، لأن الصّحافة الوطنية كمؤسسة مصغّرة لها ارتباط بالمجتمع ويكون إسقاط مباشر لما يحدث لأنّ كلا الطرفين لهما مستقبل مرتبط ببعض، لأن الجزائر مقبلة على مشاريع كبرى ويجب على الأسرة الإعلامية أن تكون مطّلعة على كل التفاصيل من خلال رسالتها البنيوية الحضارية”.
واصل وزير الاتصال في ذات السياق “الدولة دائما تتدخل في رسم الخطط الكبرى للمؤسسات الإعلامية لتحقيق ما يسمى بالانتقال من الكم إلى الكيف، وأشكركم جميعا لأنّ الأغلبية كانت من أنصار الكلمة الطيبة ونصرة الحق وهذا ليس بغريب على الصحافة الوطنية، التي كانت دائما في المواعيد التاريخية قبل و بعد نوفمبر، وتملك قيم مؤيّدة لنصرة الحق والشعوب المستضعفة مثلما هو عليه الحال في القضية الفلسطينية”.
كما شدّد مزيان على ضرورة أخلقة الإعلام قائلا: “سبق لي وأن تحدثت عن ماهية الإعلام وأخلقته، والتقنيات الإعلامية في ظل وجود البعض الذين لا يمتلكون المعلومات، والإعلامي عندما لا يمتلك المعلومات يدخل في مجال التخمين الذي يجعله يبتعد عن الواقع، والحل الأمثل للنجاح هو امتلاكه للمعلومات لكي يكون دقيقا في ما يقدمه من مادة، ولهذا أعلن أننا سنفتح ورشة كبيرة وستكون تحت تقييم السيد رئيس الجمهورية، وسنلتقي لمناقشة الفعل الإعلامي المرتبط بالصّحافة السمعية البصرية، المكتوبة، الإلكترونية، للارتقاء من الكم إلى الكيف”.
وأعطى وزير الاتصال أهمية كبيرة للتكوين لأنه أساس النجاح والارتقاء بالإعلام الوطني في المستقبل، في قوله “التكوين أهم عامل للنجاح في الارتقاء بالإعلام من الكم إلى الكيف، لأنه أساس اكتساب الكفاءة المهنية في كل الألوان الإعلامية، لأنّ الإعلامي عندما يكتسب الآليات الموضوعية للمهنة يدخل في مجال الدقة..وأطالب الأسرة الإعلامية بضرورة الالتفاف والعمل سويا للتصدي لما يحاك ضد الجزائر في الخارج، لأنّ الصحافة لها قيمة كبيرة جدّا بدورها الكبير في إيضاح السياسات”.
الدبلوماسية الرياضية
من جهته وزير الرياضة، وليد صادي في كلمته التي ألقاها خلال اللقاء الإعلامي، أكّد جاهزيته لدعم الإعلاميّين ومرافقتهم في قوله “أشارك معكم اليوم اللقاء الذي يحمل أهمية كبيرة بقدر ما تحملونه أنتم من مسؤولية جسيمة تجاه الجماهير الرياضية، لأنّ المهمة لم تعد مجرّد نقل للأحداث أو تحليل للمباريات بل تحولت إلى منبر مؤثر يساهم في تشكيل الوعي وصناعة الرأي العام، كما تلعب دورا محوريا في بناء الصورة الذهنية للأمة وصناعة صورة البلد في الخارج”.
أضاف وزير الرياضة في ذات السياق “لقد تجاوزت الرياضة كونها مجرّد ممارسة داخل القاعات وفي الميادين إلى أن أصبحت قوة ناعمة للتسويق للبلاد في الخارج، ونحن في الجزائر نملك إرثا رياضيا عريقا، و ملاعب ومنشآت وطاقات بشرية ونملك من المقومات ما يجعلنا نموذجا يحتذى به، ولهذا فإنها مسؤوليتنا جميعا من رياضيّين وإداريّين وإعلاميّين ومسيّرين للعمل معا لإبراز الأفضل لرياضتنا، ونستخدمها كجسر للترويج لصورة الجزائر الجديدة”.