بادرت المدرسة العليا لتكنولوجيات الرياضة، يوم أمس، الى تنظيم ملتقى حول « دور الاعلام الرياضي في تجديد كرة القدم الجزائرية »، والذي عرف حضورا مميّزا أساتذة ورياضيين واعلاميين الذين ناقشوا هذا الموضوع من خلال الدراسات العلمية الأكاديمية من جهة والتجارب الميدانية من جهة أخرى.
تعتبر هذه المحطات مهمة للغاية من أجل توضيح العلاقة الموجودة بين الرياضيين والاعلاميين في مجال عملهم المشترك في ظل التطور الكبير الحاصل في الميدان الاعلامي، وجود الرياضة بصفة معتبرة في اهتمامات الأشخاص. كان مدير المدرسة العليا لتكنولوجيا الرياضة عبد المالك محمد قد أشار في مداخلته أن هذا اللقاء يدخل في اطار فتح فضاء للقاء بين الأكاديميين والمعنيين بالرياضة في الميدان من أجل تشخيص النقائص واقتراح الحلول.. بالاضافة الى تسليط الضوء على مهنة الصحافة الرياضية ودورها في اعادة بعث الكرة الجزائرية.
يمكن القول أن العلاقة بين الاعلام الرياضي وكرة القدم هي علاقة تكاملية، أين كل طرف يحتاج لعمل الأخر.. كون المنافسات الرياضية تحتاج لتغطية اعلامية من أجل الوصول الى الجمهور وبالتالي ترقيتها.. في حين أن الاعلام الرياضي يشتغل من خلال النشاط الرياضي.
تعد العلاقة بين الرياضة والاعلام قديمة، بحسب الدكتور مصطفى بوغدو، الذي أوضح أن تأثير الاعلام وصل الى حد تغيير بعض قوانين رياضات معينة كالكرة الطائرة والتنس باحداث «الشوط الفاصل لتحديد التوقيت بالنسبة للرياضتين المذكورتين.
التطور الذي عرفه المجال التكنولوجي في وسائل الاتصال طبع على النشاط الرياضي الذي أصبح يستفيد من هذا التطور الكبير من خلال التغطيات المباشرة لكبرى المنافسات الدولية، وكذا «صناعة النجوم» التي تساهم فيها وسائل الاعلام بشكل كبير في العديد من الرياضات على المستوى العالمي.
يبقى الاعلام الرياضي له خصوصياته من خلال متابعته بشكل كبير من طرف أنصار ومشجعي الأندية الذين يسعون الى معرفة كل صغيرة وكبيرة عن النادي الذي يناصرونه.. كما أن وسائل كبيرة تسخر من أجل التغطية الاعلامية للمقابلات.. وفي بعض البطولات العالمية الكبرى، فإن مقابلات كرة القدم تدر مداخيل مالية كبيرة للأندية من خلال شراء حقوق البث من طرف قنوات مختصة.. هذه الأموال تساعد الأندية على الاستثمار وترقية مستواها بفضل هذه التغطية الاعلامية.
بحسب الكثير من المتتبعين، فإن العلاقة بين الاعلام والرياضة كبيرة ومتعددة، أين تساهم وسائل الاعلام في انجاح العديد من المنافسات الدولية بتغطيات مستمرة للحدث الذي يعرف توافد أعداد كبيرة من الجماهير الى الملاعب والقاعات من خلال مشاهدتهم للحدث أو الاعلان عنه في القنوات التلفزيونية أو الجرائد.
بالرغم من المجهودات التي تقام لاعطاء الصحفي الرياضي الترتيبات التي تمكنه من أداء عمله في ظروف جيدة في ملاعبنا، الا أن هناك بعض النقائص من حين لأخر نسجلها في بعض الملاعب.. كما أن الأندية بالرغم من دخولها عالم الاحتراف، إلا أنها لم تعط كلها أهمية خاصة للجانب الاعلامي بعدم وجود مكلف بالاعلام على مستواها.. وهناك أندية قليلة أقدمت على ادخال هذا الجانب الهام في حياة النادي و يلعب اعطاء أهمية للجانب الاعلامي في النوادي دورا مهما في حالة وصول الأندية الى ترقيته، بحيث تكون المعلومة متوفرة بالنسبة للاعلاميين وتبعد الأنصار عن الاشاعات التي كثيرا ما أثرت على الأندية واللاعبين.
تجدر الاشارة الى أن الملتقيات العلمية تقدم الكثير لهذا الجانب، من خلال النقاش الذي يقدم مقترحات يمكن الوصول بها الى حلول ممكنة على الميدان والتي تسير في اطار ترقية كرة القدم الجزائرية.
