عبد المالك سلاحجي لـ «الشعب»:

التحضيرات المستمـرة مفتاح إعــــادة كـرة اليـد الجزائريـة إلى الواجهة

حاورته: نبيلة بوقرين

اعتبر الحارس الدولي السابق عبد المالك سلاحجي، في حوار خص به «الشعب»، الوضع الذي تعيشه كرة اليد الجزائرية بالعادي، لأنه جاء نتيجة تراكم المشاكل المحيطة باللعبة في السنوات الأخيرة.. بالنظر إلى النتائج السلبية التي طالت الفرق الوطنية، ذكورا وإناثا، خلال المشاركات القارية، خاصة في ظل غياب التحضيرات الجدية وغيرها من الأمور الأخرى التي تعد من بين الأسباب الرئيسة في تراجع الكرة الصغيرة.

«الشعب»: كيف تعلق على النتائج التي سجلها المنتخب الوطني للإناث من أنغولا؟
سلاحجي: لم أتفاجأ للنتائج التي تحصلت عليها اللاعبات ضمن البطولة الإفريقية التي جرت مؤخرا بأنغولا، فالأمر كان متوقعا بالنظر إلى غياب التحضيرات لدى التشكيلة حيث عمل الفريق لمدة شهرين فقط بعد غياب دام سنتين وهذا غير كافٍ لتحضير منافسة عالية المستوى، لأن المنتخبات الإفريقية أصبحت تلعب بطريقة متطورة في السنوات الأخيرة وهذا دليل على أنها تعمل وتحضر جيدا.
 هل كنت تنتظر ظهور اللاعبات بهذا المستوى؟
 كنت أتوقع ذلك، لأنه لم يكن هناك تحضير. والأكثر من ذلك، تم استدعاء لاعبات صغيرات السن ولم يسبق لهن لعب البطولة الإفريقية وهذا ما يعني أن نقص الخبرة والتجربة له دور أيضا... إضافة إلى الاعتماد على مدرب جديد قبل أيام فقط قبل التنقل إلى أنغولا، وهذا له تأثيرات سلبية، لأنه لا يملك الوقت الكافي للتعرف على التشكيلة وبالتالي عجز الفريق عن تحقيق نتائج إيجابية في هذا الموعد وكذا غياب بعض الأسماء التي كانت قادرة على تقديم الإضافة للمجموعة.
 من المسؤول عن هذا التراجع الكبير لكرة اليد النسوية؟
 جميع القائمين على كرة اليد، كونهم مسؤولين على النتائج السلبية المحصل عليها ضمن البطولة الإفريقية التي جرت مؤخرا. لهذا يجب مراجعة كل الأمور ووضع برنامج عمل محكم، لأن التحضير هو أساس النجاح وتحقيق نتائج إيجابية ضمن مختلف المنافسات والمواعيد من خلال تنظيم مباريات ودية تسمح للاعبات برفع مستواهن أكثر واكتساب تجربة تعيدهن للواجهة ونفس الأمر بالنسبة لفريق الرجال حيث ستكون أزمة أخرى مستقبلا.
  ماذا تقصد بكلامك؟
  المنتخب الوطني رجال هو الآخر طالته النتائج السلبية بداية من بطولة العالم التي كانت في قطر واستمر الوضع ضمن البطولة الإفريقية التي جرت بمصر والتي فشل خلالها في الحفاظ على اللقب المحقق بالجزائر قبل سنتين ولم نتأهل للمونديال الذي سيجري في مطلع سنة 2017 بفرنسا.
الفريق الوطني حاليا من دون مدرب ولم يجر أيّ تحضير وهذا من دون شك سينعكس سلبا على النتائج، لأن اللاعبين لا يعملون مع بعضهم ولهذا من غير المتوقع أن تكون نتائج إيجابية، لذا يجب استغلال الوقت للتحضير للبطولة القادمة حتى نعود للصدارة قاريا.
  ما هي الحلول التي تراها ممكنة لإعادة كرة اليد الجزائرية إلى الواجهة من جديد؟
  من غير المتوقع أن ننتظر نتائج إيجابية من الفريق الوطني، سواء رجال أو سيدات، إذا لم يكن هناك عمل وتحضير، حيث نغيب عن التدريبات لمدة سنتين وعندما يبقى شهران عن الموعد الرسمي نبدأ في التدريبات وهذا غير كاف. وهذه الإستراتيجية خاطئة يجب تغييرها، لأن التحضيرات هي أساس النجاح، مثلما كان عليه الحال في السابق رغم المشاكل، والدليل أن البطولة المحلية لم تلعب لسنتين، إلا أننا كنا نقوم بتربصات داخل وخارج الجزائر وهذا ما جعلنا نحافظ على مستوانا. والأكثر من ذلك، كنا دائما نحسن ترتيبنا قاريا، إضافة إلى تواجدنا باستمرار في بطولة العالم.
 هل بإمكان العناصر الحالية إعادة الكرة الصغيرة الجزائرية للواجهة؟
  اللاعبات واللاعبون غير مسؤولين على ما يحدث، لأنهم إذا كان هناك برنامج تحضير أكيد أنهم يكونوا حاضرين ويقدمون كل ما لديهم. ولهذا على المسؤولين التحرك ووضع استراتيجية محكمة، لأن السؤال يبقى مطروحا حول تراجع كرة اليد الجزائرية بشكل رهيب وغير لائق، لدرجة أننا أصبحنا ننهزم أمام فرق صغيرة، على غرار غينيا، الكونغو... بعدما كنا في السابق نسيطر على المنافسات.
 الجزائر ستحتضن بطولة العالم لأقل من 21 سنة، صيف العام القادم. هل هي فرصة للعودة إلى الواجهة؟
  من الجيد احتضان بطولة العالم لأقل من 21 سنة، لأنها فرصة لنا حتى ننافس على اللقب أو المراكز الأولى واستغلال المنافسة حتى نكسب فريقا قويا بإمكانه أن يكون خزان المنتخب الأول في المستقبل، مثلما كان الحال معنا في السابق. مثل هذه السياسة ستسمح بإعادة كرة اليد الجزائرية إلى الواجهة.. لكن ذلك لن يحدث من دون تحضير، بما أنهم لم يبدأوا في العمل، رغم اقتراب الموعد وسينتظرون إلى غاية اللحظات الأخيرة، وهذا هو المشكل الأساسي عند جميع الفرق الوطنية، سواء الإناث أو الذكور، لذا يجب أن تتغير الأمور وطريقة عمل المسؤولين.
 الانتخابات قادمة بالنسبة للاتحادية الجزائرية لكرة اليد، ما الذي تتوقعه؟
 أتمنّى أن تحمل الانتخابات القادمة للاتحاديات تغييرا إيجابيا، يكون في خدمة كرة اليد وفقا للمصلحة العامة، بعيدا عن الأمور الشخصية، وتدارك الأخطاء التي كانت في السابق من خلال العمل الجماعي كيد واحدة، ووضع برنامج محكم وتسطير تربصات تتخللها مباريات ودية وهذا هو أساس إعادة الكرة الصغيرة الجزائرية إلى الواجهة، لأننا جد متحسّرين على ما يحدث.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024