صعود مستقبل الرويسات ونجـم بـن عكنون

إتحـاد بسكرة ونجم مقـرة يغــادران قسـم النخبـة

عمار حميسي

 انتهى الموسم الكروي 2024/2025، بتتويج فريق مولودية الجزائر باللقب، فيما لم ينجح فريقا إتحاد بسكرة ونجم مقرة في ضمان البقاء ضمن أندية النخبة، وسقطا إلى القسم الثاني الذي عرف صعود كل من مستقبل الرويسات، بعد صراع كبير مع إتحاد الحراش، فيما نجح نجم بن عكنون في العودة من جديد إلى الرابطة المحترفة الأولى، بعدما سيطر في مجموعته من البداية إلى النهاية.

كان الموسم الكروي مليئا بالإثارة والتشويق إلى غاية آخر جولة، وكما عرفت المراكز الأولى إثارة وندية كبيرة بين الفرق، من أجل التتويج بلقب البطولة انطبق الأمر على مؤخّرة الترتيب، التي عرفت هي الأخرى صراعا كبيرا، من أجل ضمان البقاء إلى آخر جولة، أين تم التعرّف على هوية الفريق الثاني الذي سقط إلى القسم الثاني.
اتضحت وضعية إتحاد بسكرة قبل جولات عن الختام، بعدما فقد الأمل في البقاء وإتّسع الفارق بينه وبين من يتواجد قبله على مستوى جدول الترتيب، وهنا تيقّن أنصار الفريق أنه يعد أيامه الأخيرة في الرابطة المحترفة الأولى، وأضحى قريبا أكثر من أي وقت مضى، من التواجد في القسم الثاني.
بداية إتحاد بسكرة في الموسم الكروي لم تكن مثل نهايته، فالفريق كان متماسكا ونجح في الظهور بشكل جيّد، تحت قيادة المدرّب منير زغدود الذي نجح في إيجاد التوليفة المناسبة، بدليل أنه فرض التعادل على مولودية الجزائر، على ملعبه وأمام جمهوره، وخسر بصعوبة كبيرة أمام إتحاد العاصمة.
نقطة التحول بالنسبة للفريق هي رحيل المدرّب منير زغدود، ورغم أن النتائج تراجعت كثيرا بعد الجولة الخامسة، حيث خسر الفريق أربع مباريات متتالية، وهو الأمر الذي جعل الإدارة تقوم بالتفكير في فسخ عقد المدرّب، والتعاقد مع بديل له وهو الأمر الذي حدث، حيث رحل زغدود إلّا أنّ النتائج لم تتحسّن.
إزدادت نتائج الفريق سوءا، وأضحى قريبا من فقدان الأمل في البقاء، رغم تبقي قرابة العشر جولات عن الختام، إلّا أنّ الفريق كان يعجز عن تحقيق الفوز أو التعادل، وهو الأمر الذي جعله يقترب شيئا فشيئا من النزول إلى القسم الثاني، وهو ما حدث قبل نهاية الموسم بأكثر من خمس جولات.
التنافس كان كبيرا على ضمان البقاء، بعد التأكّد من سقوط إتحاد بسكرة إلى القسم الثاني، وكانت هناك مجموعة من الفرق في المنافسة، على بطاقة واحدة لضمان البقاء، ويتعلّق الأمر بكل من نجم مقرة وترجي مستغانم، إضافة إلى أولمبي الشلف ومولودية البيض، دون نسيان أولمبيك آقبو وبدرجة أقل مولودية وهران.نتائج كل من أولمبيك آقبو ومولودية البيض تحسّنت كثيرا، وهو الأمر الذي جعلها تبتعد رويدا رويدا عن منطقة الخطر، ونفس الأمر إنطبق على فريق مولودية وهران، الذي نجح في ضمان البقاء عن جدارة، بفضل العمل الكبير الذي قام به المدرّب عمراني، وهو ما جعل دائرة المنافسة تتقلّص إلى ثلاث فرق فقط.
الصراع أضحى كبيرا بين فرق أولمبي الشلف وترجي مستغانم، إضافة إلى نجم مقرة حيث إستمر إلى غاية آخر جولتين، ونجح أولمبي الشلف في ضمان البقاء في الجولة ما قبل الأخيرة بعد تعادله مع مولودية الجزائر، وأضحى الصراع بذلك ثنائيا، بين ترجي مستغانم ونجم مقرة إلى آخر جولة.
في الجولة الأخيرة كانت كل المؤشّرات تصب في مصلحة ترجي مستغانم، الذي واجه نادي بارادو، حيث لعب هذا الأخير المواجهة الأخيرة دون حسابات، وهو ما سهّل من مهمة أشبال لكناوي في تحقيق الإنتصار، وضمان البقاء عكس نجم مقرة الذي ورغم أنه نجح، في فرض التعادل على مولودية الجزائر على ملعبه وأمام جمهوره، إلّا أنه لم ينجح في تحقيق الهدف المنشود وهو ضمان البقاء.
لم يشفع تواجد آيت جودي على رأس العارضة الفنية، في ضمان نجم مقرة للبقاء ورغم العمل الكبير الذي قام به، بعد خلافته للمدرّب فؤاد بوعلي إلّا أنّ الأمور لم تسر مع الفريق، خلال الجولة الأخيرة ومن سوء حظه، فقد واجه الفريق الطامح للتتويج بالبطولة.
مجيء المدرّب آيت جودي كان متأخّرا، حيث ورث مجموعة مشتّتة من كل النواحي، كما أنّ بقاء الفريق دون مدرب لأكثر من شهر، أثر على نتائج الفريق وجعله يفقد نقاطا سهلة، ورغم أن المدرّب الجديد أعاد الفريق إلى السكة، ولكن الأمور سارت عكس أمل الأنصار، حيث سقط الفريق إلى القسم الثاني.
كما كان الصراع كبيرا من أجل ضمان البقاء، إنطبق الأمر على الصراع من أجل الصعود، إلى الرابطة المحترفة الأولى، خاصة على مستوى مجموعة وسط - شرق بين فريقي مستقبل الرويسات وإتحاد الحراش، وهو الأمر الذي لم يحدث في المجموعة الأخرى، التي سيطر عليها نجم بن عكنون.
لم يكن من السهل التكهّن بهوية الصاعد من مجموعة وسط - شرق، بعد صراع كبير بين فريقي مستقبل الرويسات وإتحاد الحراش، وهو الأمر الذي زاد من الإثارة والتشويق، للتعرّف على هوية الفريق الذي سيصعد إلى دوري النخبة، إلى أن إتضحت الأمور لصالح مستقبل الرويسات الذي نجح في الصعود.
إدارة مستقبل الرويسات وفّرت إمكانات كبيرة للفريق، من خلال التعاقد مع مجموعة مميّزة من اللاعبين، من أجل المنافسة بقوة على تأشيرة الصعود، وهو الأمر الذي حدث حيث نجح الفريق في تحقيق هدف الموسم، كونه يتواجد مع أندية النخبة خلال الموسم المقبل.
نجم بن عكنون هو الآخر نجح في ضمان تأشيرة الصعود، إلى الرابطة الأولى حيث لم يجد منافسة كبيرة، على مستوى مجموعة وسط - غرب من أجل ضمان الصعود، ومأموريته كانت سهلة نوعا ما مقارنة بما حدث في المجموعة الأخرى، وهذا الأمر يعود لعدة عوامل ساهمت في نجاح الفريق، في العودة مرة أخرى إلى الرابطة لمحترفة الأولى.
الحفاظ على نفس التعداد والإستثمار في التكوين، من العوامل التي ساهمت في عودة نجم بن عكنون، بعد موسم واحد، إلى الرابطة الأولى مع الإحتفاظ بكوادر الفريق في صورة القائد حشود، ولاعبين آخرين ساهموا في منح القوة اللازمة للفريق، من أجل ضمان الصعود بسهولة إلى الرابطة الأولى.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19806

العدد 19806

الأربعاء 25 جوان 2025
العدد 19805

العدد 19805

الثلاثاء 24 جوان 2025
العدد 19804

العدد 19804

الإثنين 23 جوان 2025
العدد 19803

العدد 19803

الأحد 22 جوان 2025