كان للأحياء العشوائية في ريو دي جانيرو نصيبا من السياحة الأولمبية، خلال دورة الألعاب المقامة حاليا في هذه المدينة البرازيلية، على الرغم من أن عدد الزائرين لم يقترب حتى من ذلك الذي سجلته نفس المنطقة في مونديال البرازيل 2014 لكرة القدم .
لا شك أن أجواء العنف التي تعيشها ريو دي جانيرو، بالإضافة إلى الأحداث التي تعرض لها عدد من الصحفيين والرياضيين وبعض أعضاء البعثات الأولمبية، كان لها دورا في تراجع عدد الزائرين في هذه المدينة.
على الرغم من ذلك، أكد بعض العاملين بالقطاع أن السياحة ارتفعت بشكل ملحوظ مقارنة بشهري ماي، وجوان الماضيين.
قال مدير معرض Brazil Expedition السياحي، إدواردو كروشن ماركيز، إن الأسبوع الأول من دورة الألعاب كان هادئا، أما الآن فبدأت السياحة تسجل ارتفاعا. أكد ماركيز، أن السائحين الذين يفضلون زيارة الأحياء العشوائية في ريو، غالبا ما تتراوح أعمارهم بين 20 و35 عاما، ويسعون للتعرف على الواقع الاجتماعي في البلد اللاتيني.
أوضح أن الأشخاص الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة يعانون كثيرا، ويشعرون بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية.
أكد ماركيز، أن العنف بات وصمة عار ارتبطت بهذه الأحياء، لكن الزائرون يرغبون في معرفة الحقيقة على أرض الواقع.
كان هذا ما حدث مع الأمريكي مالكولم جونسون، الذي ذهب لريو دي جانيرو، لحضور مسابقات الأولمبياد مع بعض الأصدقاء، وقرر زيارة حي روسينيا.
قال جونسون “سكان هذا الحي رحبوا بنا وكانوا لطفاء معنا، لكننا نتخذ الحذر في نفس الوقت، فنحن ندرك أن هناك مشكلات. لكن حين ترى الفقر الموجود هنا، ستتفهم ما يشعر به الناس”.
قالت ماريا كلارا دي سانتوس، إحدى سكان روسينيا “السياحة تساعد. السائحون يرون كيف هو الحال في الحي ويتعرفون على مشكلاته، لكنهم يدركون أيضًا أن الحي الفقير أشبه بأم تحتضن الجميع بين ذراعيها”، على الرغم من أن هذه الصورة تلوثت كثيرا بأخبار العنف وتجارة المخدرات والمواجهات بين الشرطة والعصابات.
أوضحت “العنف في الأحياء العشوائية له علاقة بالسياسة العامة لحكومة ريو ولا بالأحياء في حد ذاتها. المخدرات ستظل موجودة دائما في أي مكان بالعالم. الأسلحة وإطلاق النار لن يحلا الأمر”.
