شرعت الاتحادية الجزائرية للكرة الطائرة في تجسيد البرنامج الرياضي الخاص بالعهدة الأولمبية الحالية (2025 – 2028)، بقيادة الرئيس محند تامادرتازة وأعضاء مكتبه الفيدرالي من خلال تحديد النقاط الأساسية بصفة تدريجية، والبداية كانت من خلال مرافقة المنتخبات الوطنية المقبلة على المشاركة في بطولات العالم لمختلف الفئات العمرية.
وضع الرئيس الجديد للاتحادية الجزائرية للكرة الطائرة محند تامادرتازة، كل الإمكانات والظروف الملائمة أمام الطواقم الفنية، المشرفة على المنتخبات الوطنية التي ستشارك في بطولات العالم في الأشهر القليلة القادمة، والأمر يتعلّق بالمنتخب الأول رجال الذي عاد للمشاركة في الموعد العالمي، بعد غياب دام 30 سنة كاملة، في الموعد المقرّر بالفلبين شهر سبتمبر 2025.
من جهته المنتخب الوطني سيدات لفئة أقل من 21 سنة، هو الآخر سيسجّل أول حضور له، ضمن بطولة العالم المقرّرة بإندونيسيا شهر أوت القادم، كما سيشارك منتخب الذكور لفئة أقل من 19 سنة في الموعد العالمي المقرّر بأوزباكيستان.
مهمة المكتب الجديد كانت تتمثل في مواصلة العمل مع الفرق الوطنية التي عادت للواجهة، لتجسيد البرنامج التحضيري الملائم من أجل تحقيق مشاركة مشرفة للكرة الطائرة الجزائرية في البطولات العالمية، حيث تم برمجة عديد التربّصات داخل الوطن مع تحديد رزنامة تحضيرات، ستكون خارج الجزائر في شكل دورات ودية، تتضمن لقاءات مع منتخبات لها نفس الأهداف، وحسب ما سبق للرئيس تامادرتازة تأكيده في تصريح سابق لجريدة “الشّعب”، فإنه من الممكن استضافة دورة ودية بالجزائر، وكل ذلك يدخل في إطار العمل الجاد الذي جاء به رفقة أعضاء مكتبه.
من جهة أخرى فإنّ الأمور لم تتوقف عند الفرق الوطنية فحسب، بل كانت زيارات ميدانية للرجل الأول على رأس الهيئة جمعته مع ممثلين الرابطات الجهوية، وخبراء في الكرة الطائرة الجزائرية في شكل ورشات مقسّمة حسب المناطق بداية من الشرق الجزائري، ثم الوسط والجنوب والغرب الجزائري، سمحت له بالوقوف على كل الانشغالات والمعوقات التي تعاني منها الأندية التي تنشط في البطولة الوطنية في كل الأقسام مع التركيز على القسم الأول الممتاز، لأنه في صدد دراسة تغيير صيغة المنافسة بداية من الموسم القادم، والذي سيشهد إلغاء دورتي اللقب والنزول ولعب مواجهات في شكل بطولة مصغّرة تجمع بين أندية المراكز الأربعة الأولى من كل مجموعة.
بينما تلعب مباريات ترتيبية تجمع بقية الأندية، يكون ذلك بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من البطولة الوطنية، والتي ستجري بشكل عادي بمجموعتين، وكل ذلك يندرج ضمن هدف واحد يتمثل في رفع عدد اللقاءات ضمن البطولة الوطنية، وبهذه الطريقة يمكن أن يرتقي المستوى بالنسبة للفرق وبالنسبة للاعبين خاصة عناصر النخبة، لأنهم سيلعبون لفترة زمنية أطول لكي يتمكنوا من تقديم الإضافة للمنتخبات الوطنية في مختلف الاستحقاقات، والبداية كانت من خلال المشاورات مع كل الفاعلين حيث كانت نتائج مهمة تم تدوينها في مسودة العمل، لتجسيدها ميدانيا بداية من الموسم القادم وفقا لما يتماشى مع إمكانات الأندية.
رؤية جديــــــدة نحـــــــو الاحــــتراف..
من جهة أخرى فإنّ النقطة الأبرز ضمن الجدول الخاص بالعهدة الأولمبية القادمة تتمثل في التكوين الذي يعتبر أساس النجاح، من أجل تطوير رياضة الكرة الطائرة الجزائرية، بمناهج حديثة وفقا لما يتماشى مع ما هو معمول به على الصعيد العالمي، هذا الجانب شكّل محور اهتمام واسع منذ تولّي المكتب الحالي زمام الأمور، مع العمل على استكمال المهمة من حيث توقف المكتب السابق.
أعلنت الإدارة عن رؤية إستراتيجية شاملة تهدف إلى تحديث الهيكل الإداري، وتطوير البرامج التدريبية من خلال توظيف التكنولوجيا الحديثة في ربح الوقت، ومن جهة أخرى من أجل تقليل التكاليف المادية.
تنظيم المنافسات أولوية..
في سياق آخر فإنّ تطلّعات المكتب الحالي كبيرة تشمل تنظيم البطولات وفق معايير دولية، في مسعى لإعادة البلاد إلى مصاف الدول الرائدة في هذا المجال، كان ذلك بعد الاجتماع الذي جمع الرئيس الحالي مع أعضاء المكتب المسير للمنطقة الأولى في إفريقيا، وكذا حضوره لعديد اللقاءات التي نظمها الاتحاد الإفريقي للعبة.
ستنظم الجزائر عديد الدورات الدولية الودية، أبرزها تلك الخاصة بفئة أقل من 19 سنة ذكور، وأقل من 21 سنة إناث، وكذا أكابر رجال، كما ستحتضن فعاليات البطولة الإفريقية لأقل من 20 سنة إناث شهر جويلية 2025، والتي تعتبر أولوية الأولويات للمكتب الحالي.
تامـــادرتـــازة: “شرعنــــا فـــــــي تجســـيد
البرنامــــــــــــــــــج ميدانيــــــــــــــــــا”
أكّد رئيس الاتحادية الجزائرية للكرة الطائرة محند تامادرتازة، في تصريح له على الصفحة الرسمية للاتحادية على فايسبوك، أنهم شرعوا في تجسيد البرنامج على أرض الواقع في قوله: “نلتزم رفقة أعضاء المكتب الفيدرالي بتجسيد الإصلاحات على كل الأصعدة، لكي نصل للأهداف التي جئنا من أجلها”.
وأضاف: “نسعى جاهدين لتحقيق نقلة نوعية في رياضة الكرة الطائرة بالجزائر، من خلال الاعتماد على الكفاءات المحلية وفقا لمنهج الاحترافية في جميع مراحل العمل، بداية من دعم اللاعبين وتوفير بيئة رياضية متطوّرة ترتكز على معايير دولية”. وتابع: “يجري العمل وفقا للشفافية ومبدأ التشاور مع كل الفاعلين في محيط الكرة الطائرة الجزائرية للخروج بنتائج إيجابية”.
واصل الرجل الأول على رأس اتحادية قائلا في ذات السياق، “تجسيد البرنامج يأتي على مراحل وفقا للأولويات، من أجل النجاح في تجسيد كل النقاط التي جئنا بها ضمن البرنامج، ومن بينها الابتكار في أساليب التدريب العلمي لأنها النقطة الأساسية التي نبني عليها مستقبل اللاعبين”.
واستطرد: “نحن ملتزمون بتطبيق أحدث الممارسات الدولية لتطوير الأداء الفني، وتزويد المدربين بالأدوات اللازمة لتحقيق طموحاتنا الرياضية، وكل خطوة نتخذها تنطلق من تجربة جديدة تُسهم في بناء مستقبل واعد للرياضة في بلادنا”. وشدّد: “نحرص على تقديم الدعم الكامل لضمان انتقال العملية التدريبية إلى مستوى احترافي يليق بثقة اللاعبين والجمهور”.
كريم الزاوي رئيـــس لجنـــة التحكيــــم
أكّد كريم الزاوي رئيس لجنة التحكيم، في أنهم يطمحون إلى ضمان النزاهة في تسيير المنافسات في قوله، “ضمان نزاهة المنافسات من أولوياتنا القصوى، ولهذا نحن نعمل على تطبيق معايير التحكيم الدولية بكل شفافية ومصداقية، لضمان منافسات عادلة ترتقي بمستوى الكرة الطائرة في الجزائر”.
وأردف: “تطبيق القوانين ليست مجرّد شعارات، بل ركيزة أساسية في إستراتيجية تطوير اللعبة وضمان التنافس الشريف، وسيكون ذلك بداية من دورة اللقب للموسم الحالي”. وختم فكرته: “نعتمد على خبرات محلية والعمل بالتنسيق مع الجميع لإنجاح المهمة، لأنّ التحكيم عامل مهم لتطوير المستوى”.
تطويــــــر البرامــــــج التدريبيـــــــــة..
ضبط المكتب الفدرالي خطة عمل مدروسة بدقة وتشمل كل الجوانب بما فيها الكرة الطائرة الشاطئية، التي تشهد اهتماماً متزايداً على المستوى الدولي، ولهذا تسعى الاتحادية لمواكبة التطوّر كونها اختصاص أولمبي قائم بحد ذاته، وهناك دورات دولية ومحطات مؤهلة للألعاب الأولمبية، ولهذا الغرض تم إنشاء اللجنة العلمية التي تتكون من أعضاء لديهم الكفاءة والخبرة اللازمة، تشمل كل من (التحكيم، التدريب، الجانب الفني والإداري، الجانب اللوجيستي، تقنيات الفيديو، التدريب عن طريق تجسيد تقنية الذكاء الاصطناعي)، وتعيين مختصين لمراقبة المواهب الشابة التي تنشط في الخارج، وكذا البحث عن مصادر التمويل، والتعامل مع الإعلام كشريك أساسي لإيصال المعلومة والعمل في شفافية تامة.