خير الدين مضوي يصنع مجدا إفريقيّا جديدا

فريــــق شبــــاب قسنطينــــة يكتـــب التاريــــخ

عزيز. ب

 

 في ليلة عنوانها المجد والإصرار، نجح فريق شباب قسنطينة في كتابة صفحة ذهبية جديدة في سجلّه الكروي، بعدما تأهّل لأول مرة في تاريخه إلى نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، إنجاز غير مسبوق تحقّق وسط أجواء استثنائية، كان فيها ملعب 5 جويلية الأولمبي مسرحا لفرحة لا توصف، رسمها اللاعبون وأكملها المدرّب خير الدين مضوي بابتسامة صامتة لكنها معبرة.

كتب فريق شباب قسنطينة فصلا جديدا في تاريخه المجيد، بعدما حجز بطاقة التأهّل إلى نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لأول مرة في التاريخ، حيث تفنّن زملاء القائد إبراهيم ديب نسج خيوط ملحمة رياضية مثيرة أمام أعين جماهيره العاشقة، التي حقّقت تنقلا تاريخيا إلى الجزائر العاصمة.
قدم لاعبو الشباب الرياضي القسنطيني مباراة قتالية، أظهروا خلالها عزيمة فولاذية وذكاء تكتيكيا كبيرا، جسّد رؤية المدرّب خير الدين مضوي، الذي بدا واثقا طيلة أطوار المواجهة وعند صافرة النهاية، لم تكن هناك حاجة للكلمات، فبسمة ماضوي كانت كافية لرواية الحكاية.
ردّ المدرّب خير الدين مضوي على منتقديه عند نهاية المواجهة بطريقة دبلوماسية، هو الذي لطالما واجه انتقادات في فترات سابقة بسبب تذبذب النتائج الفنية، الذي جاء بالتزامن مع عدم استقرار الإدارة، حيث اختار أن يرد على طريقته بواسطة الهدوء والتركيز على العمل مع اللاعبين فوق المستطيل الأخضر، وها هو اليوم يقود شباب قسنطينة إلى مصاف الأندية الأربعة الكبار في ثاني أقوى منافسة كروية بالقارة السّمراء، محقّقا إنجازا طال انتظاره من الجماهير التي حلمت بمثل هذه اللحظة، أمام أحد أكبر المرشحين للتتويج باللقب فريق اتحاد الجزائر.
منذ بداية اللقاء، فرض شباب قسنطينة أسلوبه، ونجح في احتواء خصمه بفضل التنظيم الدفاعي المحكم، والانضباط الكبير في وسط الميدان إلى جانب تألّق الحارس الدولي زكريا بوحلفاية، وثبات الخط الخلفي، إضافة إلى حركية المهاجمين بقيادة المتألق بلحوسيني، كلها عوامل ساهمت في بلوغ هذا الدور المتقدم.
لكن الأهم في كل ذلك كان يبدو جليا في الروح الجماعية والقتالية، وهو ما أشار إليه مضوي في تصريحاته بعد اللقاء، قائلاً: “اللاعبون آمنوا بقدرتهم على كتابة التاريخ...وأنا فخور بهم”. وأضاف: “هذا التأهل ليس هدية، بل ثمرة عمل طويل وإيمان اللاعبين بأنهم قادرون على مواجهة الكبار، فخور بكل فرد في هذا الفريق، واليوم كتبنا سطرا جديدا في تاريخ شباب قسنطينة”.
من جهته، عبّر المهاجم بن شاعة عن فرحته قائلا: “عشنا لحظات صعبة، لكن لم نفقد الأمل أبدا، كنا نلعب من أجل الشعار ومن أجل هذه الجماهير الرائعة، الآن نطمح لأكثر من نصف النهائي”. أما المهاجم، منذر طمين، الذي سجّل هدف التأهّل، فقال والدموع تغمر عينيه: “هذا الحلم حلم كل طفل قسنطيني، واليوم تحقّق، شكراً للجمهور، شكراً لزملائي، وشكرا للمدرهب الذي آمن بنا في كل الظروف”.
جمهور “السياسي” صنع الفرجة
 المدرّجات اهتزت طوال التسعين دقيقة، والجمهور كان اللاعب رقم 12، بتواجد مناصرين من كل الشرائح بمن فيهم مناصر تجاوز عمره الستين عاما، وقال في تصريح لـ«الشّعب” على هامش اللقاء: “منذ أيام العربي شريف وأنا أتابع هذا الفريق، لكن ما عشناه اليوم لا ينسى”. وتابع: “السياسي رفع رأسنا، وهذا الفريق يستحقّ كل الدعم”. في حين عبرت إحدى الشابات من أنصار الفريق عن فرحتها قائلة: “هذا أكثر من فوز...هذا فخر. اليوم نشعر أننا نعيش معجزة كروية على أرض الواقع”.
مع التأهل إلى نصف النهائي، يرتفع سقف التطلّعات، لكن الفريق يدرك أنّ ما ينتظره سواء في المواجهة المقبلة لحساب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية أو الرابطة المحترفة في قادم الجولات سيكون أصعب، ومع ذلك يبقى شباب قسنطينة اليوم نموذجا للفريق الذي يعرف من أين يبدأ، ويملك الطموح ليصل إلى القمة. وفي وقت تتجّه فيه الأنظار إلى المنافس القادم، تبقى بسمة خير الدين ماضوي صورة تختصر حكاية ناد يؤمن بأحلامه، ومدرّب يكتب المجد بهدوء.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19745

العدد 19745

الجمعة 11 أفريل 2025
العدد 19744

العدد 19744

الخميس 10 أفريل 2025
العدد 19743

العدد 19743

الثلاثاء 08 أفريل 2025
العدد 19742

العدد 19742

الإثنين 07 أفريل 2025