سيكون ملعب 5 جويلية الأولمبي سهرة اليوم بداية من الساعة الثامنة ليلا، على موعد مع مواجهة نارية ومفتوحة على كل الاحتمالات، بين اتحاد العاصمة وضيفه النادي الرياضي القسنطيني في إياب ربع نهائي منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بعدما انتهت موقعة الشهيد محمد حملاوي الأسبوع الفارط ذهابا، بالتعادل الإيجابي بهدف في كل شبكة، ومن شأن هذه النتيجة أن تبقي على كامل حظوظ التشكيلتين الجزائريّتين في التأهل للمربع الذهبي.
وأجمع كل المتتبّعين أنّ مباراة الذهاب، شهدت مستوى مشرفا للكرة الجزائرية بفضل الإثارة الكبيرة التي تميّزت بها على أرضية الميدان، والمستوى الراقي الذي قدّمه لاعبو الفريقين والفرص الكثيرة التي كانت حاضرة.
تشكيلة إتحاد العاصمة، كثّفت طيلة الأسبوع استعداداتها الجدية لمباراة الإياب بملحق ملعب نيلسون مانديلا ببراقي، حيث عمل الطاقم الفني بقيادة البرازيلي ماركوس باكيتا، على تجهيز لاعبيه من كافة الجوانب للموقعة الصعبة التي تنتظرهم أمام النادي الرياضي القسنطيني، أين تم تخصيص التدريبات الأخيرة للجانب الفني مع التركيز على العمل الهجومي للرّفع من فعالية اللاعبين.
ويعول المدرّب البرازيلي على البوليفي أداليد تيرافاز، من أجل تعويض سليم بوخنشوش، الذي سيغيب عن المباراة بسبب العقوبة بعد طرده في مباراة الذهاب بالبطاقة الحمراء، ولن يجري الاتحاد أي حصة تدريبية على أرضية الملعب الرئيسي بـ 5 جويلية الذي يخضع لعملية صيانة، من أجل تهيئة أرضيته التي تضرّرت كثيرا في الآونة الأخيرة.
وينتظر اتحاد العاصمة أسبوعا حاسما لإنقاذ موسمه في مباراة لا مجال فيها للخطأ إذا ما أراد رفقاء الحارس الدولي بن بوط الاستمرار في المنافسة القارية، سيما مع صعوبة مأمورية التتويج بلقب الرابطة المحترفة، بسبب فارق السبعة نقاط عن المتصدر الحالي مولودية الجزائر، خصوصا بعدما بلغ أبناء سوسطارة نصف نهائي كأس الجزائر 2025 ضد اتحاد الحراش، وهو ما يقرّب أصحاب الزي الأحمر والأسود من خوض نهائي جديد في السيدة الكأس.
سيقاتل لاعبو الاتحاد من أجل ضمان التأهل إلى المربع الذهبي في منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية، لمواصلة حلم استعادة التاج القاري الذي حدّدته إدارة الفريق بداية الموسم الكروي الجاري، بالإضافة إلى محاولة ضمان التأهل إلى نهائي كأس الجزائر الأسبوع المقبل، لتفادي سيناريو الموسم المنصرم الذين فقدوا خلاله هدفين رئيسيّين في غضون أسبوع فقط، ممّا شكّل خيبة أمل كبيرة لجماهير ذوي الزّي الأحمر والأسود، الذين أنهوا موسمهم دون معانقة أي لقب.
باكيتا: ندخل المواجهة بعقلية الكأس
وأكّد ماركوس باكيتا مدرّب اتحاد العاصمة، أنّ فريقه سيخوض مباراة الإياب أمام شباب قسنطينة بكل جدية وتركيز، مشدّدا على أهمية التعامل مع اللقاء كأنه مباراة كأس فاصلة وفي تصريحات له، قال: “مباراة الذهاب كانت صعبة على الفريقين، حيث سيطر شباب قسنطينة على الشوط الأول، بينما كنا الأفضل في الشوط الثاني”.
وأضاف: “سندخل مواجهة العودة بعقلية الكأس، دون التفكير في نتيجة الذهاب، وسنلعب بكل تركيز لتحقيق التأهّل، صحيح أنّ تسجيل هدف في قسنطينة سيعطينا أسبقية ولكن هذا لا ينقص أي شيء من مستوى منافسنا”. وتابع: “أرى أنّ الحظوظ لا تزال متساوية مع شباب قسنطينة، علينا القتال حتى آخر دقيقة من أجل التأهّل وبلوغ الدور نصف النهائي، في مباراة سنلعب فيها من أجل إسعاد أنصارنا الذين سيكونون دون شكّ حاضرين بقوة في الملعب ولن نرضى بغير التأهّل”. أما بخصوص غياب متوسط الميدان سليم بوخنشوش، فصرّح: “نملك تعدادا ثريا في الفريق، وسنختار البديل الأنسب له خلال هذا الأسبوع”.
مضــــوي: كـــــل الاحتمـــــــالات واردة وندخل اللّقاء بعزيمة لتحقيق التأهّل
من جهته، أنهى النادي الرياضي القسنطيني تحضيراته للمباراة، حيث حرص الطاقم الفني بقيادة المدرّب خير الدين مضوي على ضبط التفاصيل النهائية خلال الحصص التدريبية الثلاثة التي ركز فيها بشكل متصاعد على الجوانب البدنية، الفنية ثم التكتيكية في إطار إعداد خطة محكمة، تهدف إلى العودة بالتأهل ومواصلة المشوار القاري، وسيكون النادي محروما من خدمات ميلود ربيعي المصاب.
وفي تصريح أدلى به لوسائل الإعلام، أكّد مضوي أنّ كل الاحتمالات تبقى واردة في مقابلة وصفها بالحاسمة، مشيرا إلى أنّ الطاقم الفني استفاد من أسبوع كامل للعمل على تجهيز اللاعبين من كافة الجوانب.
وأضاف: “أجمل شيء في لقاء الذهاب هو حضور أنصارنا بقوة في مدرّجات ملعب الشهيد محمد حملاوي، أتمنى أن يكونوا حاضرين أيضاً في ملعب 5 جويلية الأولمبي، لكي نتمكن من رد الجميل للأنصار، حتى يعودوا إلى قسنطينة سعداء بالفوز والتأهّل إلى الدور القادم”. واستطرد: “في اللقاء الأول، قدّم اللاعبون ما عليهم وبأريحية كبيرة بعد تجاوز مرحلة الفراغ التي مررنا بها”. وختم مدرّب النادي القسنطيني قائلاً: “الأذهان كلها مركّزة على مقابلة العودة، والضغط سيكون أكبر وقد تكون هناك حسابات أخرى، وسندخل اللقاء بعزيمة قوية لتحقيق التأهل”.
إلى ذلك، ستلعب المواجهة الجزائرية بنكهة إفريقية وسط إجراءات أمنية مشدّدة من أجل إنجاحها تنظيميا وضمان سيرها في أحسن الظروف الممكنة، حيث خصص المنظمون 36 ألف تذكرة لأنصار اتحاد العاصمة والتي تم طرحها للبيع يوم الأحد الفارط، أين ستحمل اللونين الأحمر والأسود، حيث سيجلس أنصار الاتحاد في المدرّج الأوسط وأيضا المنعرج الشمالي. وفي الجهة المقابلة تم تخصيص 4 ألاف تذكرة لأنصار شباب قسنطينة والتي تمثل نسبة 10 بالمائة من إجمالي عدد تذاكر اللقاء وسيجلسون في المنعرج السفلي الجنوبي.
كما سيتم منع أي مناصر من الدخول دون هوية، ومنع إدخال أي مفرقعات وألعاب نارية واعتقال كل من تضبط بحوزته تذكرة مزورة، فضلا عن منع دخول الأنصار القصر غير المرفوقين، بالاضافة إلى فتح أبواب الملعب بداية من الساعة الرابعة مساءا، أي أربع ساعات كاملة قبل بداية المباراة، من أجل السماح للجمهور بالدخول إلى المدرّجات بأريحية وتفادي التدافع.