غادر فريق مولودية الجزائر منافسة كأس رابطة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، بعد مسيرة جدّ مشرّفة تمكّن خلالها من الإطاحة بكبار القارة في مختلف الأدوار، قبل أن تتوقّف مسيرته أمام أحد أكبر المرشّحين للتتويج باللقب القاري نادي أورلاندو بايراتس الجنوب إفريقي، بعد الهزيمة بهدف دون ردّ ذهابا وإيابا بجموع اللقاءين.
جانب العميد العبور إلى المربع الذهبي من دوري أبطال إفريقيا بجزئيات ضئيلة، هو الذي غادر المنافسة مرفوع الرأس، بعد أداء قوي ذهابا وإيابا، سيطروا خلاله على الكرة ودفعوا “القراصنة” للتجمّع في الخلف خلال اللقاءين، حارمين إياهم من تطبيق أسلوب لعبهم الذي يعتمد على الاستحواذ على الكرة، وشنّ الهجمة تلوى الأخرى بهدف تسجيل أكبر عدد من الأهداف في اللقاء على الطريقة الإنجليزية.
استفاد فريق مولودية الجزائر بجميع مكوّناته من الخبرة القارية، التي ستجعلهم ينضجون أكثر بداية من النخسة المقبلة، التي سيدخلونها بنية بلوغ المربع الذهبي على الأقل، هم الذين يبحثون على تسيّد القارة السّمراء من جديد واستغلال الجيل المميّز، الذي يمتلكه الفريق لتجسيد ذلك.
حقّق العميد مشوارا استثنائيا حيث يعتبر الفريق الوحيد الذي لم ينهزم، ولم تسجّل ضده أهداف خارج قواعده، أين لعبت المولودية كل مبارياتها بمستوى كبير، وأظهروا تنظيما عاليا خصوصا من الناحية الدفاعية، وهو ما جعلهم يتقدّمون في المنافسة، لكنهم بالمقابل عجزوا عن تسجيل الكثير من الأهداف، أين سجلوا 4 أهداف خلال 8 مباريات منذ دور المجموعات، وهو ما يعد أمرا ضئيلا في هذا المستوى.
باشر فريق مولودية الجزائر منافسته القارية من الدوري التصفوي الأول، بالفوز على فريق واتانغا الليبيري ذهابا وإيابا بنتيجة (2 - 0)، في أولى لقاءات الموسم الكروي (2024 - 2025)، وتحديدا خلال شهر أوت من السنة الماضية، لتضعه القرعة في الدور التصفوي الثاني بداربي مغاربي ضد الاتحاد الرياضي المنستيري، حيث انهزم رفقاء أيوب غزالة بهدف دون ردّ في لقاء الذهاب بملعب حمادي العقربي برادس بالعاصمة تونس، قبل أن يعرب أصحاب الزي الأحمر والأخضر عن نواياهم في الذهاب بعيدا في المنافسة القارية، بتحقيقهم فوزا مثيرا في لقاء الإياب بهدفين نظيفين في افتتاح ملعب علي عمار المدعو علي لابوانت بالدورة، من تسجيل زكريا نعيجي من مخالفة مباشرة وسفيان بايزيد بعد دخوله بديلا مباشرة.
انتقل فريق مولودية الجزائر للبحث عن تأشيرة العبور لربع نهائي كأس رابطة الأبطال الإفريقية لكرة القدم خلال دور المجموعات، بعدما أوقعته القرعة رفقة العملاق الكونغولي تي بي مازيمبي، وممثل الكرة السودانية الهلال، بالإضافة إلى يانغ أفريكانز التنزاني، الذين يملكون تقاليدا عريقة في مختلف المنافسات القارية بحكم مشاركاتهم الدورية. وتمكّن العميد من العودة من الكونغو الديموقراطية، بنقطة ثمينة بعد فرضها تعادلا أبيضا على تي بي مازيمبي في معقله، في مواجهة حرم فيها زكريا نعيجي من ركلة جزاء بعد عرقلته داخل منطقة العمليات، وهي الانطلاقة التي بشّرت بالخير لمستقبل المولودية في المنافسة القارية.
المواجهة الثانية للفريق العاصمي في دور المجموعات لمنافسة رابطة الأبطال الإفريقية، استقبلت فيها المولودية نادي يانغ أفريكانز التانزاني بملعب 5 جويلية الأولمبي، وهي المواجهة التي حقّق فيها رفقاء أيوب غزالة، فوزا مريحا بهدفين نظيفين من توقيع القائد أيوب عبد اللاوي وسفيان بايزيد، ليحدث ما لم يكن في الحسبان أمام الهلال السوداني، في ملعب 5 جويلية الأولمبي في ثاني لقاء يستقبل فيه مولودية الجزائر داخل القواعد، بعد انهزامه بهدف دون ردّ بالرغم من السيطرة الكلية على أطوار المواجهة، لتكون تلك الهزيمة سببا في إقالة المدرّب الفرنسي باتريس بوميل، بعد تكبده ثالث هزيمة منذ انطلاق الموسم الكروي، (الاتحاد المنستيري (1-0)، شباب بلوزداد (3-1)، الهلال السوداني (1 -0).
دخل المدرّب الجديد القديم لفريق مولودية الجزائر التونسي خالد بن يحيى، أجواء المنافسة القارية من الجولة الرابعة لدور المجموعات في وقت حرج من الموسم، أين حقّق تعادلا سلبيا أمام أولمبي الشلف، وحقّق فوزين الأول في الرابطة المحترفة أمام نجم مقرة، والثاني في الدور 32 من منافسة كأس الجزائر أمام نجم بن عكنون، ليتعرّف جيّدا على لاعبيه ويتنقل إلى موريتانيا بمعنويات عالية، مكّنته من فرض نتيجة التعادل أمام الهلال السوداني بهدف لمثله.
خمسة أيام بعد ذلك كان الموعد مع خوض مواجهة مصيرية أخرى أمام تي بي مازيمبي الكونغولي، بملعب 5 جويلية أين تمكّن الفريق من تحقيق الفوز بهدف من توقيع أكرم بوراس من ركلة جزاء كانت الأولى، التي تمكّن لاعبو العميد من تجسيدها بعد 6 ركلات ترجيح ضائعة.
بعد الفوز الرائع على الشبح الأسود للفرق الجزائرية، جاء موعد الحسم أمام يانغ أفريكانز التانزاني لحساب الجولة السادسة والأخيرة، والتي كان خلالها رفقاء متوسّط الميدان محمد بن خماسة، مطالبين بالعودة من دار السلام على الأقل بنقطة التعادل، التي تسمح لهم بالعبور إلى ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، وهو ما حدث حين أدى رفقاء زكريا دراوي مباراة بطولية انتهت بالتعادل السلبي.
خلال مواجهة ربع نهائي رابطة الأبطال الإفريقية، اصطدم العميد بأفضل فريق خلال دور المجموعات الذي أنهى المنافسة في صدارة المجموعة الأولى متفوّقا على الأهلي المصري، ومساهما في إقصاء شباب بلوزداد بعدما فاز عليه ذهابا وإيابا بنتيجة (2 - 1)، لكن المولودية خاضت المواجهة بوجه قوي ذهابا وإيابا وحرمت المنافس من الاقتراب من منطقتها، إلّا في لقطة الهدف المسجّل في لقاء الذهاب،الذي كلف أصحاب اللونين الأحمر والأخضر الإقصاء.
أنصــــار “العميـــد” قيمــــــــة مضافـــــــــة
داخـــــــــل الديـــار وبأدغــــال إفريقيــــا
الشغف الكبير الذي يتمتّع به أنصار فريق مولودية الجزائر اتجاه فريقهم، جعلهم يسجلون أكبر تواجد جماهيري في الملعب، منذ انطلاق النسخة الحالية لمنافسة رابطة أبطال إفريقيا، أمام أورلاندو بايراتس الجنوب إفريقي في ثاني أيام عيد الفطر المبارك، وهو الأمر الذي جعل الإعلام الإفريقي يتحدّث عن أنصار المولودية، الذين تحدوا كل الصعاب هذا الموسم وأكّدوا بأنهم قيمة مضافة للفريق، خصوصا بعدما سجلوا تواجدهم في المدرّجات بأعداد غفيرة بكل من ملاعب رادس (تونس) أين قاموا بتيفو عملاق في المدرج الشمالي، ملعب مازيمبي (لوبومباشي)، شيخة ولد بيديا (نواكشط)، بانجامين مباكا (دار السلام)، ملعب أورلاندو (جوهانبورغ).
صنع جمهور المولودية هذا الموسم الاستثناء في المدرّجات من حيث التشجيع والدفع بالفريق إلى الأمام والروح الرياضية، صانعين أجمل اللوحات ورافعين رايات عملاقة، محطمين كل الأرقام القياسية في تنقلات الفرق الجزائرية خارج الوطن، أين كانوا أفضل سفراء للجزائر وجعلوا جميع الأفارقة ينبهرون من عشقهم للونين الأحمر والأخضر.
تجدر الإشارة أنّ مولودية الجزائر توجّت هذا الموسم بلقب كأس السوبر ضد شباب بلوزداد، وتتواجد في صدارة ترتيب الرابطة المحترفة، بفارق نقطة عن وصيفه شباب بلوزداد، لكن بناقص مواجهتين، وتعمل على الاحتفاظ بلقبها للموسم الثاني على التوالي.