مازال تتويج العداء والبطل الجزائري بوعلام رحوي بالميدالية الذهبية في ألعاب القوى خلال العاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت في الجزائر سنة 1975 راسخا في الأذهان، حيث سرد رحوي تفاصيل ما حدث خلال نزوله ضيفا على «الشعب ويكاند» ولم يفوّت الفرصة للحديث عن العديد من الأمور خاصة الصعوبات التي واجهته من أجل تحقيق حلمه المتمثل في الصعود على منصة التتويج.
الحياة الرياضية لبوعلام رحوي مليئة بالتحديات إلا أنّه كان في كل مرة ينجح في تجاوز هذه التحديات والوصول إلى مراحل مميّزة من النجاحات واستطاع أن يضع نفسه ضمن أفضل العدائين العالميين في اختصاصه، خاصة أنّه نجح في الفوز على عدد من الأبطال خلال دورة الجزائر لألعاب البحر المتوسط.
شخصية رحوي بوعلام كانت تظهر في سباقاته حيث تتميز شخصيته بالقوة والطموح ونبذ الظلم وهي الميزات التي اكتسبها من فترة طفولته الصعبة التي حرم فيها من الكثير من الأمور، إلا أنه نجح في التعويض فيما بعد من خلال دخول تاريخ الرياضة الجزائرية من أوضح الأبواب.
كانت فترة التحضير مهمة للنجاح في ألعاب البحر المتوسط التي جرت في الجزائر سنة 1975 حيث قال رحوي في هذا الخصوص « ما بين سنة 1972 و1973 شاركت في بطولة العالم الجامعية التي جرت في موسكو وفزت فيه في نصف النهائي وتأهلت إلى النهائي، حيث نجحت في الظفر بالمركز الثالث مناصفة مع أحد العدائين الروس، لكنّ النتيجة التي حققتها كانت جدّ إيجابية من خلال تحقيق رقم 8 دقائق و28 ثانية، علما أنّ الرقم القياسي حينها كان 8 دقائق و25 ثانية حققه العداء البلجيكي «.
كانت فترة التحضير مهمة للنجاح في ألعاب البحر المتوسط التي جرت في الجزائر سنة 1975، حيث قال رحوي في هذا الخصوص « ما بين سنة 1972 و1973 شاركت في بطولة العالم الجامعية التي جرت في موسكو وفزت فيه في نصف النهائي وتأهلت إلى النهائي حيث نجحت في الظفر بالمركز الثالث مناصفة مع أحد العدائين الروس لكنّ النتيجة التي حققتها كانت جدّ إيجابية من خلال تحقيق رقم 8 دقائق و28 ثانية علما أنّ الرقم القياسي حينها كان 8 دقائق و25 ثانية حققه العداء البلجيكي «.
العلاقة حينها بين البطل رحوي والاتحادية الجزائرية لألعاب القوى لم تكن في المستوى المطلوب حيث قال صاحب ذهبية ألعاب البحر المتوسط في الجزائر «بعد العودة من موسكو كان هناك خلاف بيني وبين الاتحادية لأنّني لا أحب الظلم، حيث كان حينها مسؤولوها مع فريق مولودية الجزائر وأنا أيضا كنت عداءا في المولودية لكنني غادرت الفريق مكرها لأنّني انتقلت للعمل في مكان آخر وهو الأمر الذي حتم علي الانتقال إلى فريق آخر ومغادرة المولودية، وهو ما جعل العلاقة مع مسؤولي الاتحادية ليست على ما يرام وبعد الخلاف الذي حدث معهم توقفت عن التدريب وممارسة رياضة ألعاب القوى من سبتمبر 1973 إلى أكتوبر 1974، وهو ما معناه أنني توقفت عن ممارسة الرياضة لأكثر من سنة، حيث بعد العودة إلى ممارسة الرياضة من جديد انتقلت رفقة المنتخب الوطني لألعاب القوى مباشرة إلى تيكجدة من أجل التحضير «.
لم يخف رحوي معاناته من مشكل السكن وهو الأمر الذي أثر عليه كثيرا من الناحية النفسية، خاصة أنّه كان يسكن عند أصهاره وحلمه في الحصول على سكن يأويه رفقة زوجته التي كانت حاملا بقي أدراج مخيلته فقط، حيث قال « للحياة مراحل وككل شاب وصلت إلى مرحلة الزواج ورغم أنّ الامكانيات لم تكن ولابد، خاصة فيما يخص السكن إلا أنّني جازفت وارتبطت مع شريكة حياتي، صحيح أن الأمور لم تكن سهلة، خاصة أن حلمي في امتلاك سكن كان يكبر ولكن تحقيقه بالنسبة لي كان أمرا في غاية الصعوبة، وهو ما جعلني أصر على العمل والتدريب من أجل الحصول على ميدالية من أيّ نوع في ألعاب البحر المتوسط التي جرت في الجزائر، وهناك الفرصة كانت ستكون مواتية لي من أجل تقديم طلب الحصول على سكن من الرئيس هواري بومدين رحمه الله .. وطموحي في التتويج لتحقيق حلمي جعلني أعمل ليل نهار من أجل تعويض ما فاتني خلال السنة التي توقفت فيها عن ممارسة الرياضة حيث كنت أجري قرابة 5 كلم يوميا».
من الناحية العلمية، كان يتوجب على رحوي القيام بالعديد من الأمور لتعزيز قوته البدنية ونفسه الطويل خلال السباقات، حيث قال « نجاح العداء يكون بالدرجة الأولى بتعزيز قدرته على مقاومة التعب خلال السباقات، وهذا الأمر لا يكون إلا من خلال تقوية القلب وتعزيز قوة وظائفه لتكون في خدمة البدن خلال السباق، وهناك مراحل قمت بها كان الهدف منها هو تعويد الجسم على زيادة عدد ضربات القلب ومعه الرفع من حجم الدم الذي يضخه إلى الجسم وهنا يساعده على مقاومة التعب خلال السباق، فالتدريب الذي يقوم به العداؤون من خلال الجري لمسافات طويلة ليس الهدف منه هو الجري فقط ولكن منح القلب القدرة على مواجهة التعب من خلال الرفع من النسق تدريجيا إلى غاية الوصول إلى النسق الذي يسمح لك بالفوز «.
تحدث رحوي بالتفاصيل عن مشاركته في ألعاب البحر المتوسط التي جرت بالجزائر سنة 1975 حيث قال في هذا الخصوص « المنافسة لم تكن بالصعوبة التي توقعتها رغم مشاركة العديد من الأبطال المعروفين على مستوى العالم، حيث كان هدفي الرئيسي هو التتويج بميدالية مهما كان نوعها من أجل رفع راية الجزائر في هذا المحفل الرياضي الكبير وأيضا من أجل مقابلة الرئيس بومدين لأنني كنت متأكدا أنني سألتقي به في حال توّجت بأيّ ميدالية وخلال سباق النهائي الأمور كانت في غاية السهولة لعدة أسباب، أهمها هو أنني كنت في «فورمة» عالية خلال اليوم الذي جرى فيه السباق لدرجة أنني اعتقدت أنني أقوم بالإحماء مقارنة بالعدائين الآخرين الذين سبقتهم خلال السباق بمراحل وكانوا خلفي بفارق كبير من الوقت رغم تواجد معي بطل أوروبا لسنتين على التوالي الايطالي فافا وصاحب الرقم القياسي العالمي، إضافة إلى عدائين كبار ومعروفين على المستوى العالمي «.
رغم الفارق الكبير بينه وبين منافسيه إلا أن رحوي لم يفكر في الرقم القياسي العالمي، حيث قال « كان بإمكاني تحطيم الرقم القياسي العالمي بكل سهولة خلال هذا السباق، خاصة أنني كنت في المركز الأول وبفارق كبير عن المنافسين، إلا أنني في تلك الفترة لم أفكر إطلاقا في الرقم القياسي وكان تركيزي على الجمهور الغفير الذي كان يشجعني وأيضا تفكيري كان كبيرا على الميدالية التي سأحصل عليها وكانت ستحلّ كل مشاكلي، خاصة مشكل السكن الذي كنت أعاني منه ونجحت في الأخير في التتويج «.
غم الفارق الكبير بينه وبين منافسيه إلا أنّ رحوي لم يفكر في الرقم القياسي العالمي حيث قال «كان بإمكاني تحطيم الرقم القياسي العالمي لكل سهولة خلال هذا السباق خاصة انني كنت في المركز الأول وبفارق كبير عن المنافسين إلا أنني في تلك الفترة لم أفكر إطلاقا في الرقم القياسي وكان تركيزي على الجمهور الغفير الذي كان يشجعني وأيضا تفكيري كان كبيرا على الميدالية التي سأحصل عليها وكانت ستحل كل مشاكلي، خاصة مشكل السكن الذي كنت أعاني منه ونجحت في الأخير في التتويج «.
لقاء رحوي بالرئيس الراحل هواري بومدين كان من الأحداث المهمة في مسيرته وحياته الشخصية، حيث قال في هذا الخصوص « لقائي بالرئيس الراحل هواري بومدين كان لحظة فارقة في حياتي وليس مسيرتي الرياضية فقط، فهو كان بمثابة الأب بالنسبة لنا وبعد التتويج بالميدالية الذهبية وعقب نهاية ألعاب البحر المتوسط تم تنظيم حفل على شرف الأبطال المتوّجين بقصر الشعب تحت رعاية الرئيس هواري بومدين الذي كان حاضرا، حيث تبادلت معه أطراف الحديث وأهديته الميدالية الذهبية ووعدني بأنه سيضعها في متحف المجاهد، كما أنّني لن أنسى وقوفه إلى جانبي في الأزمة التي كنت أمر بها، حيث ساعدني على امتلاك سكن وأنا الذي كنت في حاجة ماسة إليه، لأنني لم أكن امتلك منزلا يأويني رفقة زوجتي وابني الذي لم يتجاوز السنة من عمره».
يمتلك البطل الجزائري رحوي بوعلام شخصية قوية ولا يحب الظلم حيث قال « من طبيعتي أنني لا أتسامح مع من يتجاوز في حقي أو يقلل من قيمتي وهذا الأمر اكتسبته من حياتي التي كانت مليئة بالتحديات، حيث لا أخفي على أحد أنني كبرت وتربيت في ظروف صعبة، وهو الأمر الذي منحني القوة على مستوى الشخصية لأنني كنت أرى كل شيء بفضل البصيرة التي منحني إياها الله سبحانه وتعالى لما وصلت إلى مرحلة المراهقة كنت قد مررت بالعديد من التجارب الصعبة والمريرة في الحياة بسلبياتها وإيجابياتها وأحمد الله سبحانه وتعالى أنّ الرياضة هي من كانت تنير دربي وطريقي، حيث من خلالها اكتشفت العديد من الأمور الإيجابية في الحياة، خاصة من خلال التعامل مع الناس وحتى السفر إلى أوروبا كان بفضل الرياضة من خلال المشاركة في التظاهرات وهو الأمر الذي منحني الثقة في التعامل مع الناس ويمكن القول أنه بفضل الرياضة نجحت في حياتي الشخصية».