قرر مواصلة المشوار على رأس «الخضر»

بلمـاضي يضبـط إسـتراتيجـيـة المشـروع الجديــد

محمد فوزي بقاص

كشف الناخب الوطني، جمال بلماضي، في الحوار الذي أجراه مع موقع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، الأحد المنصرم، أنه وضع إستراتيجية خاصة بالمرحلة المقبلة التي سيواصل فيها عمله على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، بعد الإقصاء المر ضد المنتخب الكاميروني في الدور الفاصل لمونديال قطر 2022، حيث كشف عن جملة من العوامل لإنجاح مشروعه الرياضي الجديد، الذي يهدف من خلاله لقيادة كتيبة المحاربين إلى تحقيق إنجازات جديدة.

 مثلما انفردت به «الشعب» منذ ثلاثة أسابيع قرر مهندس التتويج القاري لسنة 2019 مواصلة مهمته مع «الخضر»، بعدما تخوف الشعب الجزائري من رميه المنشفة، وهو قرار سيكون في مصلحة الفريق الوطني الذي سيحافظ على استقراره ومتانته، من أجل العمل على العودة أقوى وتحقيق إنجازات جديدة تدخل البهجة في قلوب ملايين الجزائريين.
نجم مارسيليا الأسبق أوضح خلال حواره لموقع «الفاف»، أنه بعد فشله في قيادة المحاربين إلى كأس العالم بقطر، كان من الضروري أن يقترح على مسؤوليه في الاتحادية استقالته رفقة طاقمه الفني من العارضة الفنية للمنتخب، موضحا بأنّ الرئيس شرف الدين عمارة ومكتبه رفضوا الفكرة جملة وتفصيلا، والجمهور الجزائري بالرغم من الهزيمة ألح على مواصلة بلماضي لعمله، وهو ما شجعه على البقاء في مهمة جديدة لإعادة المنتخب إلى ما كان عليه، في السنوات الثلاثة الأخيرة.
بلماضي أفاد أنّه تحسبا للمرحلة المقبلة حضر إستراتيجية عمل جديدة، مبنية على ضخ دماء جديدة من أجل استعادة المستوى السابق، دون المساس بالأمور الإيجابية التي بلغتها التشكيلة الحالية، مثلما أكد ذلك في الندوة الصحفية التي أعقبت الإقصاء من نهائيات كأس أمم أفريقيا.
الناخب الوطني أوضح أنّ الإستراتيجية التي أعدها تنطلق عن طريق إعادة الديناميكية السابقة إلى المجموعة، موضحا أنه وضع شرط التواصل والتبادل مع المسؤولين، من أجل إنجاح عمله خلال عهدته الثانية على رأس المنتخب.
الانطلاقة الجديدة للفريق الوطني ستتزامن مع نهاية الموسم الكروي، وهي الفترة التي يركز فيها اللاعبون على قضاء عطلتهم الصيفية رفقة عائلاتهم، بعد سنة كاملة من التدريبات الشاقة والمنافسة، والتنقلات الطويلة رفقة أنديتهم والمنتخب الوطني، وهو عائق جديد سيصادف الكوتش جمال شهر جوان المقبل، خلال مواجهتي الجولتين الأولى والثانية ضد منتخبي أوغندا وتنزانيا على التوالي، بالتصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2023 التي ستلعب ما بين 30 ماي و14 جوان، بعدما كان مقررا في البداية خوض المواجهات الأربعة الأولى من التصفيات في ذات الفترة، لكن «الكاف» تعرضت لضغط المتأهلين لنهائيات كأس العالم وخضعت للأمر الواقع.
الناخب الوطني أكد أيضا أنّ شهر جوان سيستعيد فيه مجموعة محطمة من الناحية المعنوية، بعدما عمل معها طيلة أربعة سنوات كاملة بهدف التأهل إلى أول مونديال عربي والخامس في تاريخ «الخضر»، وفشل رفقتها في العبور إلى أكبر محفل كروي في العالم، وهو ما يتطلب منه عملا كبيرا معهم من الناحية البسيكولوجية، مع توضيح المشروع الرياضي الجديد الذي يحمله والذي يهدف إلى بلوغه برفقتهم، حيث يلزمه إقناع النواة الجديدة بالمشروع لتحتضنه مثل المجموعة الأولى التي آمنت بالمشاركة في مونديال قطر والعبور على الأقل لنصف النهائي.
إستراتيجية العمل التي جهزها بلماضي وضع فيها تصميما دقيقا لجعل المنتخب أقوى من النسخة المنصرمة، عن طريق تكوين مجموعة متينة وتحضير طرق عمل وأفكار لعب جديدة، مثلما حدث في المواجهة المزدوجة ضد المنتخب الكاميروني، أين لعب رفقاء القائد رياض محرز بنفس الخطة ذهابا وإيابا (5-3-3)، لكن بتنشيط لعب مختلف حيث اعتمد في دوالا على خطة دفاعية محضة، أما في لقاء العودة استحوذ على الكرة وصنع اللعب.
بلماضي: على الوافدين الجدد تحقيق إنجازات أكبر
المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الجزائري، رفع سقف المطالب عاليا حين قال في حواره الأخير، بأنه على الوافدين الجدد إلى المنتخب الوطني القيام بإنجازات أكبر من التي حققها كل من (عطال، بلايلي، بن العمري، بونجاح، بن ناصر)، الذين منحهم الفرصة في المنتخب بالرغم من افتقارهم للخبرة بصفر مواجهة مع «الخضر»، كما دعاهم إلى خطف مكانتهم الأساسية على غرار المدافع أحمد توبة، الذي تحدث عنه بإسهاب حين قال «توبة الذي قدم إلينا منذ سنة وتوبة الذي دخل بديلا أمام الكاميرون مختلفان تماما».
وأضاف «نعمل باستمرار مع اللاعب حتى عندما لا يتم استدعاؤه، طلبت منه تصحيح العديد من الأمور والكثير من الشروط للتواجد في المنتخب».
وتابع حديثه «لاحظنا تطوره في مباريات فريقه، ما شاهدته في العشرين دقيقة الأخيرة أمام الكاميرون هذا ما كنت أبحث عنه، ولهذا الآن يمكنني الاعتماد على توبة مستقبلا».
وختم «لو تم الاعتماد عليه في الأيام الأولى الجميع كان سينتقد هذا الخيار، حتى يضمن لاعب مكانه في التشكيلة الأساسية للمنتخب، هناك الكثير من المعطيات التي يجب أن تتوفر فيه وتأتي بالعمل الدائم والمتواصل».
في ذات السياق، قضية اللاعب توبة تؤكد أنّ الوافدين الجدد لن يتم الاعتماد عليهم مباشرة في تشكيل المنتخب الوطني، حتى لا يتم القضاء على ما تم القيام به في السنوات الأربعة الماضية، ويلزمهم بعض الوقت للتكيف مع طريقة لعب الفريق الوطني والاندماج في المجموعة، وكذا للتعرف على طريقة تفكير الناخب الوطني، ما يؤكد بأن بلماضي سيبعد أسماء قليلة خلال تربص شهر جوان المقبل، حيث سيغيب رسميا الظهير الأيمن يوسف عطال بسبب تعرضه لإصابة جديدة في الكتف، ألزمته الخضوع إلى عملية جراحية وإنهاء موسمه الكروي مبكرا، وهو ما قد يكون فرصة من أجل استدعاء حكيم زدادكة الذي يحقق ثاني موسم مميز مع فريق كليرمون فوت الفرنسي.
كما سيتم إبعاد «الدبابة» عدلان قديورة من مجموعة «الخضر» هو الذي يبلغ من العمر 36 عاما ، ويتواجد حاليا دون فريق بعد فك بورتون ألبيون الإنجليزي الناشط في الليغ وان الإنجليزية، مباشرة بعد إقصاء «الخضر» من التأهل لنهائيات كأس العالم 2022.
القائمة ستعرف من دون شك استدعاء الظهير الأيسر لفريق بوافيشتا البرتغالي يانيس حماش، من أجل توفير منافس حقيقي لـ رامي بن سبعيني في الرواق الأيسر، صاحب 22 ربيعا كان قد أعرب في أكثر من مناسبة عن حلمه بتقمص الألوان الوطنية، هو الذي يلعب موسمه الثاني على التوالي أساسيا رفقة العملاق البرتغالي، ويملك 113 مواجهة في مسيرته الكروية في مختلف المنافسات بالبطولتين الفرنسية والبرتغالية.
أما في حراسة المرمى وفي الخطي الوسط والهجوم، كل الأسماء التي سيتم استدعاءها أغلبها متعودة على حضور تربصات المنتخب الوطني، على غرار الثنائي زرقان وبوداوي، والجديد قد يكون حارس أونجي ماندريا الذي يؤدي في نهاية موسم قوية، وثنائي الوسط حيماد عبدلي لاعب لوهافر الفرنسي، الذي سينتقل للعب بداية من الصيف المقبل إلى أونجي الناشط في دوري الدرجة الأولى، وعبد القهار قادري لاعب كورتريه البلجيكي الذي يحقق في موسم مميز، كما قد يتم استدعاء زميله في الفريق بلال مسعودي الذي تطور كثيرا هذا الموسم، خصوصا من الجانبين التكتيكي والبدني وأضحى قوة ضاربة في هجوم أصحاب اللونين الأحمر والأبيض.   
 انطلاقة جديدة من ملعب جديد
الانطلاقة الجديدة للمنتخب الوطني أرادها بلماضي أن تكون في ملعب جديد، بعيد عن مصطفى تشاكر الذي تذوق فيه المنتخب الوطني أول هزيمة في التاريخ يوم 29 مارس المنصرم وكان طعمها علقما، وبسبب معاناة رفقاء الهداف التاريخي إسلام سليماني بملعب مصطفى تشاكر المتواصلة، خلال السنوات الأخيرة، تارة من سوء أرضية الميدان وغالبا من سوء التنظيم الذي يبصم على كل لقاء، بالإضافة إلى كون ملعب مدينة الورود بعيد عن المعايير المعمول بها دوليا من الداخل والخارج، وكذا افتقاره إلى قاعة محترمة لتنظيم الندوات الصحفية، قرر بلماضي والاتحادية الجزائرية معا تغيير مكان استقبال «الخضر» لمنافسيهم بداية من لقاء تصفيات كأس أمم أفريقيا ضد أوغندا، واختاروا ملعب وهران ليكون معقلا جديدا للمنتخب الوطني، على الأقل خلال تصفيات كأس أمم 2023 التي ستنتهي، شهر مارس من ذات السنة.
ملعب وهران الجديد سيتم تدشينه رسميا بمناسبة لقاء أوغندا مطلع شهر جوان المقبل، أيام فقط قبل انطلاق ألعاب البحر الأبيض المتوسط، المقررة من 25 جوان إلى 5 جويلية المقبل، الذي يتصادف مع عيدي الاستقلال والشباب، وسيكون لقاء أوغندا برسم الجولة الأولى من تصفيات «كان» كوت ديفوار، آخر حدث تجريبي بعاصمة البحر المتوسط الباهية وهران قبل انطلاق الألعاب، حيث يريده المنظمون حدثا مميزا لضبط آخر الرتوشات التنظيمية، فيما يبحث فيه بلماضي عن وضع حجر الأساس لتشكيلة جديدة يمكنها الهيمنة على القارة السمراء من جديد لمواسم قادمة.
تمديد عقد بلماضي قد يكون نهاية ماي
في سياق منفصل، كشف بلماضي عن مواصلة عمله على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، وعن إستراتيجيته لإنجاح مشروعه الرياضي الجديد، لكنه لم يتحدث لا هو ولا الاتحادية الجزائرية عن مدة ومضمون العقد الجديد الذي سيربط بلماضي بـ «الفاف»، حيث هناك أطراف تؤكد بأنّ عقد الناخب الوطني سيتم تجديده شهر نوفمبر المقبل قبل نهايته بشهر، وهناك أطراف أخرى تقول بأنّ بلماضي لن يمضي على عقد إلى 2026، بل سيمضي على عقد بأهداف على المدى القصير إلى غاية جوان 2023، أي بعد نهاية كأس أمم أفريقيا المقبلة، للوقوف على مدى إمكانيه على إعادة هيبة المنتخب الضائعة، منذ بداية السنة الجارية.
حقيقة الأمر هو أنّ بلماضي سيمضي عقدا إلى غاية 2026، من أجل توفير الاستقرار للمنتخب الوطني على المدى الطويل، وبهدف بلوغ المربع الذهبي على الأقل في نهائيات «كان» 2023 و2025، وضمان التأهل لمونديال 2026 الذي ستحتضنه كل من كندا والولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، وأنّ الاتحادية الجزائرية لكرة القدم شرعت في تحضير تمديد عقد الناخب الوطني، الذي من المنتظر أن يتم الإمضاء عليه يوم واحد قبل انطلاق تربص سيدي موسى، تحضيرا لمواجهة أوغندا، أي تحديدا بتاريخ 29 ماي المقبل.
يذكر، أنّ المنتخب الوطني بعد مواجهة أوغندا سيتنقل إلى تانزانيا، لخوض مواجهة الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم أفريقيا كوت ديفوار 2023 بملعب دار السلام.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024