نجح منتخب السنغال في التتويج باللقب القاري على حساب نظيره المصري بعد فوزه عليه بركلات الترجيح، ويؤكّد “أسود التيرنغا” بهذا التتويج الأول في تاريخهم، أنّ هذا الجيل نجح في تعويض إخفاق جيل 2002 الذي فشل في الفوز باللقب بعد الخسارة في النهائي أمام منتخب الكاميرون في الدورة التي جرت في مالي.
كسب منتخب السنغال التحدي واستطاع تحقيق اللقب القاري الأول في تاريخه رغم خيبة الدورة السابقة التي خسر فيها النهائي أمام المنتخب الوطني، إلا أن اللاعبين والمدرب اليو سيسي رفعوا التحدي ونجحوا في بلوغ النهائي للمرة الثانية على التوالي، واستطاعوا التتويج باللقب أمام منتخب مصري قوي وعنيد.
المنتخب المصري لم يكن مرشحا للفوز باللقب قبل انطلاق الدورة، وهذا بسبب ابتعاده عن الاضواء إلا أنّه عرف كيف يستغل الفرصة ويكافح في كل مباراة لغاية الوصول الى النهائي، ومثلما فاز في المباريات الثلاث الماضية بركلات الجزاء خسر بها خلال مواجهة السنغال، وذاق من نفس كأس المرارة التي ذاقت منها منتخبات كوت ديفوار والمغرب اضافة الى الكاميرون.
المستوى الفني للمباراة النهائية كان مرتفعا، حيث حاول كل منتخب البحث عن الفوز رغم أن منتخب السنغال كان الأكثر إصرارا بينما حاول منتخب مصر جر المنافس إلى غاية ركلات الجزاء الترجيحية، والاعتماد على قوة أبو جبل الذهنية والخبرة التي اكتسبها خلال المواجهات الماضية من أجل الفوز باللقب القاري.
بداية المباراة كانت لصالح المنتخب السنغالي الذي تحصّل على ركلة جزاء إلا أن نجم ليفربول فشل في التسجيل على الحارس البارع أبو جبل، الذي نجح في الذود على مرماه بطريقة أكثر من رائعة بعد أن نبّهه صلاح الى كيفية تسديد زميله في فريق ليفربول، وبطبيعة الحال فهم أبو جبل التعليمات ونفدها بالحرف، وهو ما سمح له بصد الركلة التي إن سجّلت كانت ستؤثّر على سير المباراة فيما بعد.
مستوى فني راق
أظهر منتخبا مصر والسنغال جودة عالية من الناحية الفنية والتكتيكية، وعرف كل منتخب كيف يبحث على الطريقة المناسبة من أجل تحقيق أهدافه خلال النهائي، واللعب على نقاط قوته مع الضغط على المنافس لإظهار نقاط ضعفه، وهو ما يؤكد أن الأمور كانت محضّرة من قبل من طرف مدربي المنتخبين.
منتخب السنغال كان يعرف أن المنتخب المصري منهك من الناحية البدنية، ولم يترك المجال أمامه من أجل التقدم نحو الأمام من خلال استعمال أسلوب “الخنق”، حيث شكّل لاعبو السنغال حلقة دائرية أمام منطقة المنتخب المصري لم يستطع هذا الاخير الخروج منها، إلا بعد أن قام كيروش بإقحام الثنائي احمد سيد “زيزو” ومحمود حسن “تريزيغيه”، حيث استطاع هذان اللاعبان فك الخناق نوعا ما على منطقة المنتخب المصري دون نسيان المجهودات الكبيرة التي بذلها الدفاع بقيادة محمود حمدي “الونش” والحارس أبو جبل.
السجال استمر بين المنتخبين خلال الاشواط الاضافية أين كانت الخطورة لصالح المنتخب المصري عن طريق الجناح الطائر “زيزو”، الذي نجح في منح زملائه أكثر من كرة رائعة، الا أن الاشكال كان في كيفية التسجيل، وهو الامر الذي أعاق المنتخب المصري على التقدم نجو الامام.
نجاح أليو سيسي
كانت المباراة النهائية خاصة بالنسبة للمدرب السنغالي أليو سيسي، الذي كان يبحث عن كيفية التكفير عن ذنبه خلال النهائي الذي خاضه كلاعب في 2002 أمام الكاميرون، وفشل في تسجيل ركلة الجزاء التي منحت المنافس اللقب القاري، وحرمته من الاحتفال رفقة زملائه بالتتويج، إلا انه نجح في الفوز بعدما خسر النهائي في 2019.
المدرب سيسي مسح النقطة السلبية التي كانت في مشوار سيسي اللاعب بعدما منح بلده اللقب الافريقي الاول في تاريخه كمدرب، وهو الامر الذي يحسب له خاصة أنه نجح في تطوير مستوى المنتخب السنغالي، الذي أصبح من أقوى المنتخبات في العالم، إضافة الى الحفاظ على استقرار المستوى الفني بعد النجاح في الوصول للنهائي للمرة الثانية على التوالي.
الفترة المقبلة ستكون مصيرية بالنسبة للمدرب سيسي لأنه مطالب بالتأهل الى المونديال رفقة المنتخب السنغالي من خلال تجدّد الصراع مع المنتخب المصري في المباراة الفاصلة التي ستجري في مارس المقبل، وحينها سيكون على المدرب سيسي مواصلة صناعة افراح الشعب السنغالي بتحقيق التقدم قبل مواجهة العودة.
ماني يتفوّق على صلاح
تفوّق ساديو ماني على زميله في ليفربول محمد صلاح بعد الفوز عليه في النهائي والتتويج باللقب القاري، ويبقى الاهم بالنسبة لماني هو تحقيق التقدم النفسي قبل المواجهة الحاسمة في المونديال، والتي ستكون في غاية المهمة في مشوار اللاعبين، حيث يسعى كل واحد لقيادة منتخب بلاده للوصول الى المونديال المقبل.
صلاح تفوّق على ماني في ليفربول، والامر واضح إلا أن ماني أعاد الأمور الى نصابها، وسيكون للتتويج القاري دفع معنوي كبير له في فريقه ليفربول، وينجح في التقدم نحو الامام خاصة أنه يدرك أن التأهل الى المونديال يبقى مهما، والاخفاق سيكون له أثر سلبي كبير عليه كلاعب وعلى زملائه في المنتخب.
الحارس ميندي يؤكّد على علوّ كعبه
سطع نجم تشلسي الانجليزي والمنتخب السنغالي الحارس ميندي خلال النهائي رغم أنه كان مرتاحا طيلة المباراة، ولم تكن هناك خطورة على مرماه إلا في الكرة التي أخرجها بصعوبة بعد قذفة المهاجم المصري مروان حمدي، إلا أنه لم تكن هناك خطورة على مرماه.
أخرج ميندي كل ما في جعبته من أجل مساعدة منتخب بلاده على الفوز خلال النهائي، حيث نجح في البروز خلال مرحلة ركلات الجزاء الترجيحية، وأداؤه كان في المستوى وهنا ظهر مستواه الكبير، حيث أكد أنه بالفعل أفضل حارس في العالم.
فازوا على مصر في النّهائي بركلات التّرجيح
«أسود التيرانغا” يتوّجـون باللّقــب القــاري الأوّل
عمار حميسي
شوهد:556 مرة