يجري اليوم المناجير العام للمنتخب الوطني جهيد عبد الوهاب زفيزف، أول خرجة ميدانية له بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، بعد تنصيبه الأحد خلال اجتماع المكتب الفدرالي للاتحادية الجزائرية، تحضيرا للمواجهة المزدوجة ضد المنتخب الكاميروني المقررة في تاريخ الاتحاد الدولي للعبة لشهر مارس المقبل، تحسبا للدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم 2022 بقطر، المزمع إقامتها ما بين 21 نوفمبر و18 ديسمبر من السنة الجارية.
سيعاين المخضرم جهيد زفيزف مركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، الذي سيعسكر به المنتخب الوطني تحضيرا لموقعة الإياب المقررة نهاية شهر مارس المقبل، لمحاولة اقتطاع تأشيرة التأهل للمونديال الخامس في تاريخ الجزائر، حيث سيقف على وضعية الملاعب وقاعات التدريب والعلاج، وكذا غرف النوم ومكان الإطعام، ومن المنتظر أن يقوم ببعض التعديلات لعزل العناصر الوطنية عن العالم الخارجي، وإبقائهم مركزين لموقعة العودة المقررة بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، التي ستضحي من خلالها العناصر الوطنية لجني ثمار تضحيات 3 سنوات ونصف من العمل الجاد والشاق قاده المهندس جمال بلماضي.
من جهة أخرى، كشفت مصادر «الشعب» من داخل بيت الاتحادية الجزائرية بأن الناخب الوطني جمال بلماضي، يفكر في التربص إما بالعاصمة الغانية أكرا أو بانغي بأفريقيا الوسطى قبل مواجهة الذهاب أمام المنتخب الكاميروني، التي ستلعب رسميا بتاريخ 23 مارس بملعب أولمبي بداية من الساعة الثامنة مساء، وذلك من أجل التعود على المناخ السائد هناك والمشابه لمدينة ياوندي الكاميرونية، لتفادي الوقوع في نفس خطأ نهائيات كأس أمم أفريقيا، حين حل «الخضر» بالكاميرون 3 أيام فقط، قبل مواجهة منتخب السيراليون لحساب الجولة الأولى من الدور الأول لـ «الكان».
اخيار جهيد زفيزف من قبل المكتب الفدرالي في هذا الوقت بذات يعد أمرا مدروسا، كون الأخير يعرف البيت جيدا هو الذي كان عضوا للمكتب الفدرالي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، من الحقبة الممتدة ما بين 2004 و2018 خلال فترة رئاسة حميد حداج ومحمد روراوة، أين تقلد عدة مناصب بينها رئيس اللجنة المالية وكذا مسؤول التنظيم على مستوى المنتخب الأول، حيث كانت توكل له مهمة تحضير الأفناك داخل وخارج القارة، كما أشرف على تنظيم كل صغيرة وكبيرة في المشاركات الأربعة بكأس أمم أفريقيا من 2010 إلى 2017، وخلال مشاركتي المحاربين في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا و2014 بالبرازيل، والجميع يشهد بأن ظروف تنقل المنتخب الوطني والإقامة والتدريبات خارج الوطن، تحسنت كثيرا منذ تعيين زفيزف.
كما أن هناك عددا من كوادر المنتخب يملكون علاقة طيبة مع الرجل في صورة كل من الحارس رايس الوهاب مبولحي، والمدافع عيسى ماندي والقائد رياض محرز والمحارب سفيان فيغولي، وأفضل مهاجم في تاريخ المنتخب إسلام سليماني، بحكم تعاملهم مع الرجل خلال الفترة المذكورة سابقا، وهو الأمر الذي سيسهل اندماجه السريع مع المجموعة قصد تحضير جيد لمواجهة الكاميرون.
في سياق ذي صلة، فإن المناجير العام الجديد للمنتخب الوطني متعود على تنظيم مباريات حساسة ومصيرية لمستقبل «الخضر»، على غرار ما قام به خلال مواجهة مصر سنة 2009 بالقاهرة وأم درمان، وكذا مواجهة البنين وبوركينافاسو المؤهلتين لكأس العالم، بالإضافة إلى اختيار فنادق فخمة ومراكز تحضير مميزة للمنتخب خلال نهائيات كأس العالم 2010 و2014.
خبرة زفيزف الواسعة في القارة السمراء والملاعب الأفريقية، من شأنها أن تحمي مجموعة بلماضي وتقلل الضغط على الناخب الوطني، وهو الأمر الذي سيساعده على ضبط أدق التفاصيل التكتيكية للإطاحة بالأسود الغير مروضة، التي بدأت تأخذ ثقة كبيرة في النفس بعدما ضمنت التأهل للمربع الذهبي خلال نهائيات كأس أمم أفريقيا التي تحتضنها الكاميرون.
كما كشفت مصادر «الشعب» بأن المناجير العام للمنتخب الوطني، أكد خلال اجتماع المكتب الفدرالي أنه لن يتلقى أي سنتيم من خزائن الاتحادية وأنه سيعمل دون عقد، وأن عودته جاءت لخدمة الجزائر والمنتخب الوطني، وهو ما من شأنه أن يحقق لحمة جيدة مع جمال بلماضي المعروف بوطنيته الكبيرة.