يطمحون لإعادة سيناريو «كان» 2017

«الفراعنــــــة»..أكـــــثر المنتخـــــبات العربيــــة تمرّســــــــا

عمار حميسي

 

 واصل منتخب مصر عروضه القوية، وبلغ نصف نهائي كأس أمم إفريقيا عقب فوزه المستحق على منتخب المغرب بهدفين مقابل هدف، حيث نجح زملاء صلاح في بلوغ المربع الذهبي عكس المنتخبات العربية الاخرى التي خرجت تباعا من المنافسة، ممّا يؤكّد أنّ «الفراعنة» هم أكثر المنتخبات العربية تمرّسا في افريقيا بدليل تأقلمهم مع جميع الأوضاع المناخية الصعبة.


 نجح منتخب مصر في تحقيق أول أهدافه من المشاركة في كأس إفريقيا، وهو بلوغ المربع الذهبي حيث أوفى البرتغالي كيروش بوعده من خلال التأكيد أنه سيقود المنتخب المصري في سبع مباريات في «الكان»، وهو ما سيحدث حتى في حال الاقصاء من نصف النهائي المنتخب سيكون مدعوا للعب مباراة تحديد المركز الثالثا، وبهذا يكون زملاء النني قد لعبوا سبع مباريات كاملة في «الكان».
نجاح مصر في الكاميرون وفشل تونس والمغرب، اضافة الى المنتخب الوطني في تخطي ربع النهائي يؤكد ان «الفراعنة» هم اكثر المنتخبات العربية دراية ومعرفة بأدغال افريقيا، ولا يضعون في الحسبان اي ظروف معاكسة سواء كانت مناخية أو لها علاقة بالاجواء المحيطة بالبطولة، وهو ما يجعلهم ينجحون في مبتغاهم من خلال السعي لإعادة سيناريو «كان» 2017 عندما بلغوا النهائي بقيادة الارجنتيني هيكتور كوبر، وخسروا المواجهة النهائية أمام الكاميرون التي فازت بفضل هدف فانسون أبوبكر.
لا علاقة للخبرة بعامل السن
 ما يميز المنتخب المصري هو الاعتماد على مجموعة من اللاعبين هم خليط من عناصر الخبرة في صورة الشناوي وحجازي، اضافة الى السولية وصلاح ولاعب أرسنال الانجليزي محمد النني وعناصر اخرى شابة في صورة عمر كمال عبد الواحد واحمد فتوح، عبد المنعم، أيمن اشرف، مصطفى محمد وعمر مرموش والعامل المشترك بين كل هذه العناصر سواء اصحاب الخبرة او الشباب هو معرفتهم لأدغال إفريقيا.
العناصر الشابة التي تشارك لأول مرة في «الكان» لها من الخبرة ما يوازي كوادر المنتخب لأنّهم كانوا من قبل في منتخب مصر لاقل من 23 سنة، ونجحوا في الفوز باللقب القاري سنة 2020، وشاركوا في أولمبياد طوكيو وبعد ذلك تمّ ترقيتهم الى المنتخب الأول الذي يصنعون ربيعه الان، وهو ما يؤكّد أنّ الخبرة لا سن لها بالنسبة للاعبي منتخب مصر.
يختلف الأمر عندنا فتجد لاعبين شاركوا في منافسات قارية مع أنديتهم لكن الناخب الوطني يتحجّج بعدم إشراكهم في مباريات «الكان»، بأنّ خبرتهم قليلة فلاعب مثل عمورة أو أدم زرقان كلا منهما صال وجال مع فريقه سواء وفاق سطيف في رابطة الأبطال أو نادي بارادو في كأس «الكاف»، ولعبوا في إفريقيا وفي ظروف أصعب من التي لعب فيها المنتخب الوطني، ورغم ذلك تألّقوا.
لا تبريرات إنما مواجهة الواقع
  بعد إقصاء المنتخب الوطني تفنن العديد من اللاعبين وحتى الجهاز الفني في البحث عن تبريرات واهية مثل المناخ أو الرطوبة، إضافة إلى أرضية الميدان وهذه التبريرات لا نجد لها مكانا في قاموس اللاعب المصري الذي يواجه الواقع كما هو، وهذا بسبب تراكم الخبرات من الأندية الى المنتخبات وصولا للمنتخب الاول.
يواجه اللاعب المصري الواقع كما هو بما ان جل العناصر لعبت من قبل في ادغال افريقيا مع الاهلي او الزمالك، اللذين يلعبان الادوار الاولى في رابطة ابطال افريقيا او منتخبات الفئات السنية التي تنافس هي الاخرى على الالقاب القارية، وتصل في الغالب لنصف النهائي أو النهائي في أسوء الأحوال.
تراكم الخبرات من الاندية للمنتخبات وصولا للمنتخب الاول يضع في ذهن اللاعب المصري أمر واحد فقط، وهو أن واقع الكرة الافريقية هو كما هو ولن يتغير، فمن الصعب أن نلعب بطولة افريقيا في ادغال القارة بامكانيات كبيرة بالنظر للحالة الاقتصادية لبلدان افريقيا، وبالتالي لا مجال للبحث عن الاعذار لأن الواقع هذا هو ويجب التعامل معه كما هو.
بالطبع الامور تختلف عندنا، فلا يوجد تحضير نفسي للاعبين قبل السفر من أن ظروف المعيشة لن تكون في المستوى، لهذا تعرض جل لاعبي المنتخب الى الصدمة بعد الوصول الى دوالا، وخاصة لمقر الاقامة وهو ما يفسر رغبتهم الجامحة في المغادرة مباشرة بعد العودة من ملعب جابوما نحو الفندق عقب مباراة كوت ديفوار، والعديد منهم رفض حتى تناول وجبة العشاء.
الفرق كبير بين الهروب من الواقع أو مواجهته، والنتيجة واضحة للعيان من واجه الواقع كما هو نال الثناء والاعجاب من طرف الجميع، ومن هرب منه أضحى في طي النسيان، وعاد لنقطة الصفر بعد أن هدم ما بناه في ثلاث سنوات، وسيصعب إعادة بنائه من جديد خاصة بعدما غابت الثقة عن اللاعبين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024