تختتم، اليوم، مباريات ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا، حيث تتجه الأنظار إلى القمة المرتقبة بين كوت ديفوار ومصر، فيما يواجه مالي منتخب غينيا الاستوائية الذي أقصى «الخضر» بعدما فاز عليهم في المواجهة الثانية التي كانت حاسمة في تحديد هوية المتأهل إلى هذا الدور، حيث سيتم التعرف، اليوم، على هوية آخر منتخبين يصلان إلى ربع النهائي.
يسعى منتخب كوت ديفوار إلى مواصلة المغامرة الإفريقية بالتأهل إلى ربع نهائي كأس إفريقيا للأمم من بوابة المنتخب المصري، الذي يسعى هو الآخر لقلب الطاولة ومخالفة التوقعات التي لا ترشحه لعبور اختبار «الفيلة» الايفوارية، بعد المستوى الباهت الذي قدمه زملاء صلاح، خلال الدور الأول من المسابقة.
تميل الكفة لصالح المدرب الفرنسي الصاعد بوميل الذي يمتلك خبرة كبيرة على مستوى الكرة الافريقية مقارنة بالبرتغالي المخضرم كيروش، الذي يخوض تجربته الأولى في القارة السمراء من بوابة منتخب مصر، إلا أنّ خبرة بوميل بعد سنوات العمل كمساعد لمواطنه هيرفي رونارد ستخدمه كثيرا من أجل قيادة كوت ديفوار لتحقيق إنجاز تاريخي، من خلال إقصاء منتخب مصر من هذا الدور.
تأهل تونس إلى ربع النهائي على حساب نيجيريا وهي التي لم تكن مرشحة مقارنة بالمنافس الذي حقق العلامة الكاملة في الدور الأول حفز كثيرا «الفراعنة» من أجل السير على خطى «نسور قرطاج» وتحقيق الانتصار لمخالفة التوقعات والتأهل على حساب منتخب كوت ديفوار.
المنتخب الايفواري يمر بفترة جيّدة من الناحية الفنية فالفريق يسير بخطى ثابتة منذ الدور الأول وحقق نتائج مميّزة جعلته يتأهل في الصدارة بجدارة واستحقاق، حيث يراهن المدرب بوميل كثيرا على مجموعة مميزة من اللاعبين بقيادة هداف دوري أبطال أوروبا هالر ولاعب الميلان كيسي.
من نقاط قوة منتخب كوت ديفوار هو النزعة الهجومية لأغلب اللاعبين، إلا أنّ هذا الأمر قد يكون نقطة ضعف حيث يستغل لاعبو المنتخب المصري الفرصة من أجل تسجيل الهدف المنتظر الذي سيحررهم كثيرا ويعيد المنافس إلى نقطة الصفر، حيث ستغيب عنه الثقة التي اكتسبها خلال الفترة الماضية، ممّا يعقد مهمته في التأهل.
المنتخب المصري لم يقدم مستوى فنيا كبيرا، خلال الدور الأول، حيث انهزم أمام نيجيريا وفاز بدون إقناع على غينيا بيساو والسودان بهدف دون رد في المبارتين، ممّا جعل المتابعين يرشحونه للخروج من ثمن النهائي، إلا في حال تغيرت المعطيات وظهر المنتخب المصري بوجه مختلف عن الذي قدمه، خلال الدور الأول.
يمتلك «الفراعنة «الأدوات اللازمة من أجل تقديم مستوى لائق أمام كوت ديفوار وتحقيق التأهل بتواجد صلاح ومجموعة من العناصر القادرة على صنع الفارق في صورة مهاجم غلطة سراي التركي مصطفى محمد ونجم الزمالك أحمد سيد «زيزو»، إلا أنّ المدرب كيروش هو الآخر أمامه مسؤولية كبيرة.
من جهة أخرى، يواجه منتخب مالي نظيره غينيا الاستوائية في مواجهة تبدو متكافئة إلى حد بعيد، حيث يراهن كل منتخب على مجموعة مميزة من اللاعبين القادرين على قلب المعطيات وتحقيق الانتصار، حيث سيكون بلوغ ربع النهائي بالنسبة لأحدهما إنجازا كبيرا لم يكن منتظرا.
على الورق تبدو تشكيلة المنتخب المالي أكثر قوة إلا أن جماعية منتخب غينيا الاستوائية قد تصنع الفارق، خلال مواجهة اليوم بما أنهم نجحوا في الفوز على المنتخب الوطني بفضل اللعب الجماعي رغم النقائص الموجودة في الفريق، إلا أنّ عزيمة اللاعبين ستكون حاضرة من أجل مواصلة المغامرة الناجحة، لحد الآن.
اختلاف طريقة لعب المنتخبين يجعلنا أمام مباراة ستكون فيها الفرجة مضمونة، خاصة أن منتخب مالي يعتمد على اللعب المباشر فيما يتقن لاعبو غينيا الاستوائية كثيرا الهجمات المرتدة السريعة التي سمحت لهم بتحقيق انتصارين في دور المجموعات لم يكن أحد يتوقعهما خاصة أمام المنتخب الوطني.
لا يمتلك منتخب غينيا الاستوائية تاريخا كبيرا في كأس أمم افريقيا، إلا أنّ الجيل الحالي قادر على إحداث المفاجأة وبلوغ مراحل متقدمة من المسابقة، بالنظر إلى التكامل والانسجام الموجودين بين اللاعبين وهو الأمر الذي زاد من قوة المنتخب، كما أن تأهله إلى ثمن النهائي رفع من ثقة اللاعبين في إمكانياتهم.
البرنامج
مصر - كوت ديفوار 17:00
مالي - غينيا الاستوائية 20:00