أضحى الدولي الجزائري آدم زرقان قطعة مهمة في النهج التكتيكي للمدرب إيدوارد ستيل، الذي نصبه أساسيا منذ ثالث مباراة بدوري جوبيلار برو ليغ، ليبلغ لحد الآن 6 مشاركات أساسية تواليا، مندمجا بسرعة البرق في أول تجربة احترافية في مسيرته الكروية، نصبته أفضل لاعب محترف انتقل هذه الصائفة للعب بالقارة العجوز، بعدما نال لقب أفضل لاعب في شارل لوروا لشهر أوت المنصرم، الأمر الذي يجعل حظوظه كبيرة في تحقيق مسيرة كروية مميزة بأوروبا، خصوصا أن الناخب الوطني جمال بلماضي منحه أمام منتخب جيبوتي 20 دقيقة لعب، ظهر فيها لأول مرة بقميص الخضر في رابع تربص له مع المنتخب الأول.
يصنع النجم الصاعد لكرة القدم الجزائرية آدم زرقان الحدث في البطولة البلجيكية، بعد اندماجه السريع مع فريقه الجديد شارل لوروا، الذي لم ينتظر جهازه الفني طويلا من أجل تنصيبه لاعبا أساسيا، ولم يمنحه سوى أسبوعين للتأقلم مع أجواء اللعب في الفريق من أجل منحه فرصة اللعب، كون ابن مدينة عين الفوارة حل ببلجيكا يومين فقط، قبل الجولة الأولى من الدوري البلجيكي ضد فريق أوستوند.
اندماج صاحب 21 ربيعا مع فريقه الجديد بسرعة، بالرغم من تضييعه فترة التحضيرات الصيفية، يجعله أحد أفضل الدوليين الجزائريين المحترفين في العشرية الأخيرة بأوروبا، ولحد الآن أفضل من سابقيه في الأكاديمية على غرار الظهير الأيسر رامي بن سبعيني، الذي خاض الخمس مباريات الأولى أساسيا مع فريق لييرس البلجيكي في أول تجربة احترافية له، قبل إعادته لدكة البدلاء واللعب بعدها في فترات متقطعة من الموسم الكروي (2014 - 2015)، أو مثل الظهير الأيمن يوسف عطال الذي لعب 8 مباريات فقط مع نادي كورتري البلجيكي عند معانقته الاحتراف صيف 2017.
عدم التأثر بالمحيط الجديد وتغير حجم العمل والابتعاد عن الوالدين، لم يؤثّر بتاتا في خريج مدرسة بارادو، الذي يسير بخطى ثابتة ليصبح قدوة لاعبي الأكاديمية، بعدما كان في السابق الثلاثي (بن سبعيني، عطال، بوداوي) الأفضل من خرّيجي الفريق، الذين تمكنوا من فرض أنفسهم مع فرقهم بأوروبا، في الوقت الذي عجز فيه كل من صانع الألعاب المؤذن، والظهير الأيسر جمال إيبوزيدان والمهاجم طيب مزياني من التألق والنجاح بالفرق الفرنسية التي حملوا ألوانها، ولا زال المهاجمين فريد الملالي وزكريا نعيجي يبحثان عن نفسيهما، للبروز في بطولتين الدرجة الأولى والثانية الفرنسية على التوالي.
إحصائياته جعلت ستيل يعتمد عليه
يبدو أنّ زرقان اختار أفضل وجهة للتألق والبروز في أول مواسمه بالاحتراف، حيث أن المدرب الأنجلو بلجيكي يرى كرة القدم بعين أخرى، أين يلعب بخطة هجومية محضة معتمدا على ثلاثة لاعبين محوريين، وهو ما يكون خلف تألق نجل النجم السابق لوفاق سطيف مليك زرقان، الذي تمكن من فتح عداده التهديفي من أول ظهور له بألوان شارل لوروا ضد لوفان بقذفة على الطائر من خارج منطقة العمليات، وصناعته هدفا آخر ضد فريق بيرشورت الذي يلعب له زميله في المنتخب رضا حلايمية.
إحصائيات الجوهرة الصاعدة في مباريات فريق شارل لوراو جعلت المدرب إيدوارد ستيل، يطلب من زرقان اللعب في منصب الرابط بين خطي الدفاع والهجوم حين يلعب الفريق بخطة (3-4-3)، وتارة أخرى في منصب لاعب الارتكاز حين تتغير الخطة إلى (3-5-2)، بعدما كان في ظهوره الأول ثالث أكثر اللاعبين لمسا للكرة أثناء أطوار اللقاء، وركضه لأزيد من 10 كلومترات في كل اللقاءات التي لعبها.
اللعب في دور مغاير لما كان يظهر به الدولي الجزائري رفقة نادي بارادو، يؤكد تصريحات الناخب الوطني جمال بلماضي في آخر تربص للخضر، حين أكّد بأنّ زرقان لاعب يملك نضجا تكتيكيا، يؤهله لفهم مختلف الأدوار التي يمنحها المدرب لشخصه وتطبيقها على أرضية الميدان بسرعة، وهو ما وصفه مهندس التتويج القاري بالذكاء في اللعب فوق المستطيل الأخضر الذي يفتقده الكثير من اللاعبين في سنه.
من جهة أخرى، كشف الإعلام البلجيكي أن مناجرة الفرق الأوروبية الكبيرة بدأت تهتم باكتشاف الموسم في نادي شارل لوروا، حيث أكدت أن كل من فريق لانس الفرنسي وهيرتا برلين الألماني يتابعون خرجاته، وهو ما يؤكد أن الدولي الجزائري قد يغيّر وجهته إلى بطولة أكبر بداية من الصيف المقبل.
يذكر، أنّ زرقان لعب السبت المنصرم المباراة رقم 94 في مسيرته الكروية.
لم يتأثّر بالمحيط الجديد واندمج بسرعة
زرقـان يصنـع الحدث في شارل لـوروا
محمد فوزي بقاص
شوهد:661 مرة