المنتخب الوطني تراجع كثيرا في السّنوات الأخيرة
أكّد حارس مرمى فريق شبيبة أمل سكيكدة لكرة اليد، عادل بوسمال، في حوار خاص لجريدة “الشعب”، أنّهم سيدخلون المنافسة خلال الموسم القادم من أجل الدفاع عن اللقب المحقق مؤخرا، كما تطرّق إلى الأهداف على الصعيد القاري والعربي لتشريف الصغيرة الجزائرية، وعاد بنا إلى سبب تراجع مستوى المنتخب الوطني في السنوات الأخيرة، والذي يرجع إلى الوضع العام بالنسبة للبطولة الوطنية، وطالب بضرورة إعادة النظر في القانون العام والدخول في عالم الإحتراف من أجل مجارات التطور الموجود في كل دول العالم بما فيها العربية، لأنّنا نملك اللاعبين والمشكل يكمن في التسيير.
- الشعب: كيف تقيّم الموسم الرياضي الماضي؟
الحارس عادل بوسمال: الموسم الرياضي الماضي كان صعبا على كل الأندية بسبب التوقف الطويل عن التدريبات الجماعية، وهذا ما كان له انعكاس على الجانب البدني للاعبين، بدليل أنّنا سجّلنا تراجعا في نسق اللقاءات ضمن دورة اللقب التي جرت في جوان الماضي بعد توقف دام 15 شهرا كاملا نظرا لغلق المنشآت، وتوقف كل الأنشطة الرياضية بعد الإنتشار الكبير لوباء كورونا، حيث أكملنا مباريات موسم 2019 - 2020، لأنه في تلك المرحلة كان المهم بالنسبة لنا العودة لأجواء المنافسة بعدما عادت كل الدوريات للنشاط في وقت كنا نسير نحو المجهول، ولا نعرف تاريخ العودة للعب المباريات، كل هذه الأمور جعلت كرة اليد الجزائرية تتراجع كثير،ا وسجلنا وجود عدد كبير من الإصابات، إضافة للوضع الإجتماعي بالنسبة للجميع لأنه في الجزائر يوجد قانون هاوي ولما لا نلعب لا نتلقى مستحقاتنا.
- ماذا يجب لنُعيد كرة اليد الجزائرية إلى مستواها الحقيقي؟
يجب أن يُعاد النّظر في القانون ونتحوّل للعب وفق قانون على الأقل نصف احترافي حتى نضمن حقوق اللاعبين، ونتفادى ما حصل خلال فترة الحجر بسبب الوباء، لأنّه بعض الرؤساء يستغلون الظروف لكي لا يدفعوا مستحقات الرياضيين باستثناء البعض الذين يعملون بضمير وروح المسؤولية ويدفعون الأجور، مثلما هو الحال معنا في فريق أمل سكيكدة لم نجد أي مشكل مع المسيّرين خلال فترة الحجر بالرغم من الضائقة المالية إلاّ أننا أخذنا مستحقاتنا، وعدنا إلى التحضيرات بطريقة منتظمة جعلتنا نحقق اللقب الخاص بموسم 2019 - 2020. من جهة أخرى، فإنّه إذا تمّ تغيير الأمور أكيد أنها ستسمح بتطوير الرياضات الجماعية بما فيها كرة اليد، وسيستفيد من ذلك المنتخبات الوطنية.
- ما هي أهداف الموسم المقبل؟
سندخل المنافسة في ثوب البطل بعدما فزنا بالبطولة في الموسم الماضي، وسنلعب كل حظوظنا من أجل الحفاظ على المركز الأول بالرغم من صعوبة المأمورية لأن الضغط سيكون علينا، لكن لا شيء مستحيل لأنّنا عدنا إلى التدريبات منذ فترة، والأمور تسير في الطريق الصحيح، ونحن من بين الأندية القليلة التي عادت للعمل بصفة مُنتظمة، في وقت لم تعد فيه أغلب الأندية للتدريبات بالرغم من أن موعد إنطلاق البطولة قريب بعدما تم تحديده في تاريخ 15 أكتوبر القادم، ما سيؤثّر على النسق بصفة عامة. أما على الصعيد الخارجي كنا معنيّين بالمشاركة في البطولة الإفريقية التي كانت مقررة بمصر من 23 أكتوبر إلى 2 نوفمبر، لكن تأجّلت إلى وقت لاحق، ولهذا سنركّز على البطولة العربية للأندية التي ستكون بمدينة الحمامات التونسية من 1 إلى 10 أكتوبر القادم، والتي سنتنقل إليها من أجل تحقيق أفضل نتيجة بحول الله لتشريف كرة اليد الجزائرية، ويبقى أملنا الكبير عودة البطولة الوطنية في أقرب وقت لأنّنا سئمنا الإبتعاد عن المنافسة، ومن جهة أخرى حتى يتلقى اللاعبون أجورهم.
- هل تطمح للعودة للمنتخب الوطني؟
اتّخذت قرار الإعتزال بعد بطولة إفريقيا التي جرت بتونس 2020 من أجل ترك المجال للحراس الشباب بالبروز لأنّنا نملك أسماء عديدة قادرة على تقديم الإضافة للمنتخب، في صورة كل من خليفة غضبان الذي تطوّر مستواه كثيرا في السنوات الأخيرة، وكذا يحيى زموشي الذي برز بقوة في مونديال مصر، وأكّد أحقيته بالتواجد ضمن التشكيلة الوطنية، لكن لم أغلق الباب أمام الواجب الوطني، وأنا دائما في خدمة وطني إذا تم استدعائي لتقديم الدعم مستقبلا، لكن تبقى الأولوية للشباب ونحن سنساعدهم فقط، وأتمنى التوفيق للجميع في قادم المواعيد التي تنتظرهم في مقدمتها بطولة إفريقيا 2022 رغم الظّروف السياسية التي أتمنى أن لا تؤثّر على الفريق الوطني في هذه الخرجة لتفادي الإقصاء من طرف الإتحاد الدولي، ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران الصيف القادم، وهو الحدث الأبرز لأنّه سيكون في الجزائر ونحن مطالبين بتقديم الأفضل لإعادة كرة اليد الجزائرية إلى مستواها الحقيقي.
- ما هو تعليقك على مستوى المنتخب الوطني؟
المنتخب الوطني في السنوات الأخيرة تراجع كثيرا بدليل أنّنا خسرنا كل اللقاءات خلال مونديال قطر 2015، ولم نتمكّن من المشاركة في مونديال فرنسا 2017، والأكثر من ذلك أنّنا كنّا في المركز السادس إفريقيا سنة 2018، ولم نشارك في بطولة العالم 2019، قبل أن نعود للمركز الثالث ما سمح لنا بالمشاركة في مونديال مصر 2021، الذي جرى في ظروف استثنائية بسبب الوضعية الوبائية، وفزنا أمام المغرب في المواجهة الأولى، والفضل يرجع للاعبين الذين قدّموا كل ما عليهم فوق البساط، وأقلبوا تأخّرهم في النتيجة إلى انتصار في اللّحظات الأخيرة، وعملوا على الظهور بمستوى أفضل في باقي اللقاءات، بالرغم من عدم توافق المعطيات لأن عدة لاعبين جزائريين هواة ولعبوا ضد لاعبين كلهم محترفين، ولهذا يجب أن تتغيّر القوانين حتى يتمكّن لاعبونا من التركيز على التدريبات دون التفكير في الجانب المادي، عكس ما هو عليه الحال نذهب للعمل طوال اليوم، وفي المساء نتوجّه للتدريبات، بهذه الطريقة لا نستطيع تغيير الأمور.