تألّق الفريق الوطني على كل الأصعدة

لا فرق بين الوديّة والرسمية في فلسفة الناخب الوطني

نبيلة بوقرين

عاد المنتخب الوطني لكرة القدم بقيادة المهندس العالمي جمال بلماضي رفقة كتيبة تحذوها العزيمة والإرادة تجمع بين الخبرة والطموح، ليصنع الحدث من جديد بعد طول غياب بسبب جائحة كورونا، التي أوقفت كل المنافسات الرياضية بما فيها مواعيد الساحرة المستديرة، من خلال بلوغه وبخطى ثابتة المباراة 20 على التوالي دون هزيمة عقب التعادل الإيجابي المُحقق أمام المكسيك خلال المواجهة الودية التي جرت وقائعها بهولندا الذي تلى الفوز على نيجيريا بالنمسا.

تألّق واضح خطف من خلاله أشبال بلماضي الأنظار من كل المتتبعين داخل وخارج الوطن، ومن كل أقطار المعمورة بأسماء شابة تلعب كرة نظيفة وجميلة تطبعها الروح الرياضية العالية، هدفهم الأسمى إسعاد الملايين من الجزائريين الذين علّقوا عليهم آمالا كبيرة من أجل مواصلة الطريق بنفس المستوى الذي كان خلال البطولة الأفريقية التي تُوّجوا بها سنة 2019 بأرض الكنانة، حيث قدموا كل ما لديهم خلال الوديتين الأخيرتين من أجل الوقوف على المستوى الحقيقي للمجموعة بعد طول غياب عن المنتخب وبإرادة عالية وروح تنافسية لا مثيل لها سمحت لهم بتحقيق المُبتغى من خلال كسر كل الأرقام من مجموع 23 مباراة إنهزموا في واحدة فقط ضد البنين خارج الجزائر لتتوالى بعدها سلسلة النتائج الإيجابية بـ 6 تعادلات و16 إنتصارا، تعكس الدور الكبير الذي لعبه الرجل الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب، الذي عرف كيف يسير الطاقات الموجودة ضمن المجموعة الشابة التي سبق لها أن عاشت في دوامة كادت تعصف بالفريق.
تمكّنت التشكيلة الوطنية من كسب الرهان بقيادة الدولي الجزائري السابق، بالرغم من صغر سنه بالمقارنة مع الأسماء التي تولت المهام قبله من خلال الإستمرار في حصد النتائج الإيجابية بعد التتويج بالتّاج القاري، ما يعكس الجدية الكبيرة وعدم التراخي من طرف بلماضي الذي جسّد كل الوعود التي قطعها للجمهور الجزائري منذ استلامه زمام الأمور على رأس العارضة الفنية في أوت 2018، لأنه إسم يحب النجاح وتحقيق الأفضل هذا ما لمسناه من المستوى التصاعدي للمنتخب بعد التتويج بكأس أمم أفريقيا في السنة الماضية بعيدا عن التذبذب، الذي كان قبل مجيء المهندس ما جعل الجزائريين يُعلّقون آمالا أكبر نتيجة الثقة الكبيرة في أداء اللاعبين فوق أرضية الميدان، وقدرتهم على تحقيق نتيجة إيجابية مهما كان حجم المنافس بدليل الفوز المستحق في ودية نيجيريا الأخير، وبعده التعادل المنطقي وبـ 10 لاعبين على حساب المنتخب المكسيكي المُصنف 11 عالميا بالرغم من الظروف الصعبة والإستثنائية التي تعيشها المعمورة جراء إنتشار فيروس كوفيد 19.
النتائج الإيجابية تتواصل بجدارة واستحقاق
كان رفقاء القائد رياض محرز قد حققوا إنطلاقة رائعة في التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم أفريقيا المزمع إجراؤها بالكاميرون 2022، من خلال تحقيق إنتصارين متتاليين ضد كل من زامبيا بخماسية نظيفة خلال الجولة الأولى التي جرت بملعب «تشاكر» بالبليدة والجولة الثانية خارج الديار على حساب بوتسوانا بـ «غابورون» بهدف نظيف من توقيع المايسترو بلايلي من ركنية مباشرة في الدقيقة 15 من عمر اللقاء، ما جعل الخضر يتصدرون المجموعة الثامنة بالأداء والنتيجة، مؤكدين بذلك أحقيتهم في نيل اللقب الأفريقي وتزعّم عرش القارة السمراء بعدما وجد الفريق الوطني معالمه الحقيقية بما أنه أصبح يفوز سواء بالتشكيلة الأساسية أو الإحتياطية داخل وخارج أرض الوطن بالرغم من تغيير الخطط التكتيكية من لقاء لآخر، أي حسب المعطيات التي تتماشى مع المنافس إنطلاقا من روح المجموعة والتنسيق الكبير بين اللاعبين فوق المستطيل الأخضر.
تعتبر هذه النتائج المحققة خلال وديتي نيجيريا والمكسيك جد مهمة بالنسبة لبطل أفريقيا في النسخة الأخيرة من أجل ضمان تحضير أمثل للمواجهات الرسمية القادمة، التي تدخل في إطار التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم أفريقيا بالكاميرون المزمع إقامتها شهر جانفي 2022 لمواصلة التربع على عرش القارة السمراء، والسيطرة على الساحة الكروية بترسانة من اللاعبين كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في ظرف قياسي، لأنها سمحت للناخب الوطني بتقييم المستوى الحقيقي للاعبيه قبل لقاء الجولة الثالثة والرابعة الذي سيجمعهم مع منتخب زيمبابوي يومي 12 و16 نوفمبر القادم لمواصلة تصدر المجموعة وإرهاب كل المنافسين الذين يتقابلون معهم، حيث كان بلماضي أمام إختبار حقيقي ضد المُصنف 11 عالميا «إيل تريكولور» بعدما خرج قديورة بالبطاقة الحمراء، وأكمل الفريق المباراة بـ 10 لاعبين، إلاّ أن العناصر الوطنية لم تتراجع بل تقدمت نحو الهجوم ووقّعت الهدف الثاني بطريقة رائعة من طرف النجم رياض محرز مع تضييع أهداف أخرى، ما يؤكد أن الأمور بخير بالرغم من بعض الغيابات في صورة يوسف بلايلي، إسلام سليماني، آدم أوناس وجمال الدين بلعمري.
 طموحات وتطلّعات كبيرة نحو المستقبل
بعدما تمّت مُعاينة التعداد وأخذ كل لاعب فرصته من المشاركة فوق المستطيل الأخضر في ظل غياب بعض الكوادر، اتضحت الرؤية أمام بلماضي من أجل وضع الخطة التي سيلعب بها المواجهة الرسمية القادمة ضد زيمبابوي ذهابا وإيابا لمواصلة سلسلة الإنتصارات ومواصلة تزعم الساحة الكروية في أفريقيا، لأن الناخب الوطني سيعمل على إيجاد الحلول اللازمة لبعض النقائص التي وقف عندها لأنه لم يبقى يفصلنا الكثير من الوقت للعودة إلى جو المنافسة الرسمية، خاصة أن تطلعات الجماهير الجزائرية أصبحت كبيرة ويبحثون عن تاج قاري ثالث والثاني على التوالي، وبلوغ أدوار جد متقدمة في نهائيات كأس العالم في قطر 2022، ما يجعل مسؤولية المنتخب أكبر بكثير من السابق حتى يكون عند هذه التطلُّعات.
للإشارة، فإن المنتخب الوطني يتربع على صدارة المجموعة الثامنة بمجموع 6 نقاط بعدما فاز على كل من زامبيا وبوتسوانا على التوالي بتوقيعه لـ 6 أهداف مع الحفاظ على شباكه نظيفة، فيما يُعتبر المنافس القادم والأمر يتعلق بالمحاربين «زيمبابوي» الملاحق المباشر بما أنه يتواجد في المركز الثاني بـ 4 نقاط جمعها من فوز وتعادل، ما يعني أنّ بلماضي وأشباله مطالبون بمواصلة التألق بعدما فعلوها لمدة 727 يوم بالتمام بما أنهم الأقوى على الورق بالمقارنة مع المنافسين الذين أوقعتهم القرعة ضمن نفس الفوج.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024