تعهد بمواصلة الاصلاحات السياسية وايجاد حلول للوضع الاقتصادي المتأزم

أردوغان ينجح في حسم الرئاسيات التركية في أول جولة

اقتراع غير مسبوق في بلد تعداده 81 مليون نسمة

حقق الزعيم التركي رجب طيب أردوغان، فوزا كبيرا  في الانتخابات العامة التي جرت، يوم الأحد، بعد أن نجح في حسمها من الجولة الاولى، فيما حل حزب “العدالة والتنمية” الذي يقوده على غالبية برلمانية ما  يمهد من انتقال تركيا الى النظام الرئاسي بسلاسة وبدون تعقيدات، وسط تعهدات للرئيس التركي بتسريع وتيرة الإصلاحات السياسية والاقتصادية لمواجهة المخاطر المحدقة بالبلاد.
 كانت وكالة أنباء (الأناضول) التركية الرسمية، قد أعلنت في آخر احصاء لها أن  الرئيس التركي حصل على  52،5 بالمائة من الأصوات، بعد فرز 99 بالمائة من الاصوات، بينما حصل منافسه الرئيسي محرم انجه، مرشح حزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعب الجمهوري، على 30،7 بالمائة.
 جاء فوز أردوغان، بأكثر من الغالبية خلال جولة الانتخابات الأولى، ليلغي  ضرورة إجراء جولة أخرى كانت متوقعة من البعض. كما اعتبرت هذه الانتخابات “غير مسبوقة” في بلد تعداد سكانه 81 مليون نسمة، من خلال اختيار رئيس سيتمتع بصلاحيات تنفيذية واسعة، مدعوما بموافقة كانت طفيفة، على استفتاء دستوري، العام الماضي، حيث أن هذا النظام الجديد سيلغي منصب رئيس الوزراء وسيكون الرئيس مسؤولا أساسيا عن شؤون الدولة والحكومة.   
  ظل أردوغان، البالغ من العمر 64 عاما، يقود تركيا كرئيس للوزراء لفترة 15 عاما، وهو الآن رئيس للبلاد. كما أظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية، مع فرز 99 بالمائة من الأصوات، أن حزب العدالة والتنمية الحاكم، بزعامة أردوغان، قد حصل على أكثر من 42 بالمائة  من الأصوات، بينما حصل حليفه حزب الحركة القومية، على 11.2 بالمائة أي بما يكفي إذا اجتمعا لأن يضمنان الغالبية البرلمانية.  
 تمكن حزب الشعب الديمقراطي، الموالي للأكراد، من اجتياز عتبة الـ10 بالمائة  بقليل، ليتمكن من دخول البرلمان، بينما حصل مرشحه المعتقل صلاح الدين  ديميرتاش، على نحو 8.3 بالمائة، من الأصوات في السباق على الرئاسة.
ولقد جرت هذه الانتخابات في ظل حالة طوارئ فرضت بعد محاولة الانقلاب  الفاشلة  ضد أردوغان في عام 2016، وكانت الانتخابات مقررة في نوفمبر عام 2019، ولكن تم تقديمها في أفريل من قبل أردوغان، بسبب مخاوف من أن يشهد اقتصاد البلاد الضعيف، المزيد من التدهور.     

التقويم والتجدد في محيط مضطرب

 عقب الاعلان عن نتائج الانتخابات خرج الرئيس التركي في كلمة للشعب قال فيها  ان “النتائج باتت واضحة”، مؤكدا ان سلامة العملية الانتخابية وحرية التصويت  يعبران عن “قوة الديمقراطية التركية”.
كما أكد الرئيس التركي، على أن بلاده أعطت درسا في الديمقراطية للعالم باسره وذلك عبر نسب المشاركة في الانتخابات والتي قاربت 90 بالمائة، مضيفا ان الاتراك حملوا “تحالف الشعب” مسؤولية كبيرة بمنحه الاغلبية البرلمانية.
وشدد الزعيم التركي، على أنه “سيواصل النضال من اجل تحقيق تركيا تقدم اكبر في كافة المجالات”، معلنا ان اولوية حكومته في المرحلة الراهنة تتمثل في “إيصال  تركيا الى اهداف الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية في 2023” .
ورغم فوز أردوغان، غير أن إدارته الجديدة ستواجه مهاما صعبة، يأتي على رأسها  الاقتصاد المحاط بالمخاطر، ومشاكل دبلوماسية تتعلق بالولايات المتحدة والاتحاد  الأوروبي.
  فقدت العملة التركية (الليرة) قيمة قياسية بلغت نحو 20 بالمائة، أمام الدولار الأمريكي، منذ مطلع هذا العام، رغم زيادات عالية بمعدلات الفائدة، ووسط تخمينات تقول إن تركيا ستضطر للجوء إلى صندوق النقد الدولي للحصول على  قرض داعم منه.   
ووفقا لآخر المعطيات المعنية، فقد ارتفع عجز التجارة الخارجية التركي إلى نحو  77 مليار دولار في عام 2017. وأعرب نائب رئيس الوزراء التركي، محمد شيمشيك، مؤخرا عن اعتقاده بأن إعادة انتخاب أردوغان، إضافة إلى قوة سيطرة حزبه بالبرلمان، ستساعد في تسريع إصلاحات اقتصادية ومالية تهدف لمواجهة التضخم العالي وازدياد البطالة بالبلاد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024