ينص اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان على هدنة مدتها 60 يوما لإنهاء المواجهات المسلحة التي استمرت لأكثر من عام، في عملية سماها حزب الله “معركة أولي البأس”، وأطلق عليها الكيان الصهيوني “عملية السهام الشمالية”.
يتضمن الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة من خلال المبعوث آموس هوكستين، ويتألف من 5 صفحات تشمل 13 قسماً، على انحساب الجيش الصهيوني من جنوب الخط الأزرق الحدودي، والتزام “حزب الله” وجميع مجموعات المقاومة الأخرى في الأراضي اللبنانية بعدم تنفيذ أي عمليات هجومية ضد الكيان الصهيوني الذي سيلتزم بالمقابل بعدم تنفيذ أي عمليات عسكرية هجومية ضد أهداف في لبنان سواء على الأرض أو في الجو أو البحر. كما نصّ الاتفاق على مغادرة مقاتلي “حزب الله” مواقعهم في جنوب لبنان إلى شمال نهر الليطاني، وقضى باعتراف الجانبين بأهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، مع التأكيد على أن هذه الالتزامات لا تلغي حق الكيان أو لبنان في ممارسة حقهما الطبيعي في الدفاع عن النفس.
انسحــــــــاب تدريجــــــــي
كما تضمن الاتفاق انسحاباً صهيونيا تدريجياً من جنوب الخط الأزرق الحدودي خلال فترة تصل إلى شهرين، فيما من المقرر أن يغادر مقاتلو “حزب الله” مواقعهم في جنوب لبنان إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد نحو 30 كيلومتراً شمالي الحدود مع الكيان.
وقدّرت مصادر لبنانية، أنّ انسحاب القوات الصهيونية قد يتم خلال الشهر الأول بينما انسحاب الحزب لن يكون علنياً.
وسينشر لبنان عقب الانسحاب الصهيوني من الجنوب، قوات الأمن الرسمية والجيش الخاص به على طول جميع الحدود ونقاط العبور والخط الذي يحدد المنطقة الجنوبية كما هو معروض في خطة الانتشار.
وقال مصدر أمني لبناني، إن “الجيش اللبناني سينشر قوات إلى الجنوب من الليطاني ليصبح عدد الجنود هناك نحو 5 آلاف، بما يشمل 33 موقعاً على الحدود مع الكيان “، معتبراً أن “الانتشار هو التحدي الأول، ثم كيفية التعامل مع السكان الذين يريدون العودة إلى منازلهم”، نظراً لمخاطر الذخائر غير المنفجرة.
ونزح أكثر من 1.2 مليون شخص بسبب الضربات الصهيونية على لبنان، وكثير منهم من الجنوب. وقال النائب عن “حزب الله” في البرلمان اللبناني حسن فضل الله، إن “الجماعة تعتبر عودة النازحين إلى منازلهم أولوية”.
هذا، وبعد بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، تتجه الأنظار إلى الدور الذي سيلعبه الجيش اللبناني في جنوب البلاد.
آليـــــــــــــة المراقبــــــــــــــــــة
قال الرئيسان الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان مشترك، إن باريس وواشنطن ستعملان معاً لـ«ضمان تطبيق الاتفاق بشكل كامل”.
وستشرف على مراقبة تنفيذ الاتفاق آلية ثلاثية قائمة مسبقا بين قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) والجيش اللبناني والجيش الصهيوني، وسيجري توسيعها لتشمل الولايات المتحدة وفرنسا، وسترأس واشنطن هذه المجموعة.
يتم الإبلاغ عن أي انتهاكات محتملة لآلية المراقبة، وستحدد فرنسا والولايات المتحدة معا ما إذا كان قد حدث انتهاك.