الأستاذ فؤاد أبركان لـ «الشعب»:

الحسابات الجيو استراتيجية ترهن نتائج قمّة سنغافورة

حاورته :إيمان كافي

يرتقب العالم عن كثب القمة التاريخية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والكوري الشمالي كيم جونغ أون والتي تعقد بسنغافورة، حيث يصفها كثيرون باللقاء غير العادي نظرا لعدة مبرّرات تتعلق بالعلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية التي اتّسمت بالتوتر لسنوات، والتي من الصعب إذابة جليدها في لقاء واحد كما يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة تيزي وزو السيد فؤاد أبركان لـ «الشعب»، هذا إلى جانب العديد من القضايا التي ستطرحها القمة، أبرزها نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، خاصة وأن ترامب يعتبر تفكيك برامجها وتجريدها من أسلحتها البيولوجية والكيميائية بشكل كامل، والتخلص من قدراتها الصاروخية بصورة نهائية ودائمة أمرا حتميا.
-  الشعب: قمّة تاريخية تعقد غدا بين الرئيس الأمريكي والزعيم الكوري الشمالي، ما هي قراءتكم لهذا الحدث الذي يستقطب اهتمام العالم؟
 فؤاد أبركان: اللّقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والكوري الشمالي كيم جونغ أون سيحمل في ثناياه قضايا تراكمات تاريخية في العلاقات بين البلدين وشبه الجزيرة الكورية برمّتها، في مقدمتها مسألة إحلال السلام الدائم في المنطقة ودرء مخاطر نشوب حرب نووية مدمّرة، وكذا السعي لإخراج كوريا الشمالية من العزلة الدولية التي تعاني منها منذ أزيد من ستة عقود خصوصا في الشق الاقتصادي.
-  ما التّنازلات التي تتصوّرون أنّ الطّرفين سيطرحانها على الطاولة؟
❊❊ أعتقد أنّه ثمّة عدة عوامل تحول دون تحقيق تقدم كبير في هذا اللقاء، أو الخروج بتنازلات مهمة من الجانبين، وذلك لأسباب عديدة أولها عامل الثقة، حيث أن العداء بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تمتد جذوره إلى الحرب الكورية 1950 - 1953 التي أفضت إلى تقسيم الكوريتين، وأنا لا أظن أنه يمكن تجاوز هذا العداء التاريخي في لقاء واحد، وبالتالي فإن التنازلات وإن حدثت بحكم أن السياسة فن الممكن، فإنها لن تصل إلى مستوى التنازلات الإستراتيجية رغم الحديث في الآونة الأخيرة عن تفكيك للبرنامج النووي الكوري مقابل ضمانات دولية.
 - إذن أي نتائج تتوقّعونها؟
❊❊ رغم أنّ عملية بناء السيناريو معقّدة في هذا السياق بحكم المزاجية التي يتميز بها الزعيمين الأمريكي والكوري الشمالي، إلا أن اللقاء قد يؤول إلى سيناريوين محتملين، الأول حدوث تطبيع تدريجي للعلاقات بتقديم تنازلات محدودة بين الطرفين قد تسهم في تهدئة المنطقة.
والسيناريو الثاني هو تمسّك كوريا الشمالية بحقوقها الدفاعية التي تتعارض والمصالح الأمريكية، هذا قد يفاقم الوضع أكثر خاصة وأن الإدارة الأمريكية الحالية تتميز باندفاعية في سياستها الخارجية.
- ألا يملك ترامب وسائل لإقناع كيم جونغ أون بالتخلص من ترسانته النّووية؟
❊❊ في نظري لا يمكن إقناع الزعيم الكوري الشمالي بكل سهولة بالتخلي عن طموحاته النووية، بحكم أن هذه الدولة طيلة أكثر من ستين عاما ركزت كل جهودها على تطوير قدراتها العسكرية، وتحمّلت عبء العقوبات الأمريكية طول هذه الفترة، وبالتالي لا يمكنها القبول بصيغة «دولة محمية ومزدهرة اقتصاديا» مثل جارتها الجنوبية.
- ما وقع هذا اللّقاء على العلاقات بين الكوريتين؟
❊❊ العلاقات بين الكوريتين قد تتطور بشكل محدود في المستقبل، لكن في حدود الثقة شبه المنعدمة بين الطرفين، وفي اعتقادي التطورات التي تشهدها العلاقات بينها في الآونة الأخيرة مجرد التفاف على سياسة الابتزاز التي يتبعها ترامب منذ توليه السلطة، فهو سعى جاهدا لتصعيد الوضع مع كوريا الشمالية لإجبار جارتها الجنوبية على تعزيز قدراتها الدفاعية بإبرام صفقات تسلح مع أمريكا خصوصا منظومات الدفاع الجوي المتطورة (ثاد).
 -  هل من انعكاس لهذا اللّقاء على منطقة الشرق الأوسط والقضايا العالقة بها؟
 فيما يتعلق بانعكاسات اللقاء المرتقب على منطقة الشرق الأوسط وقضاياها، فإنّ الجنوح نحو الحل السلمي بين أمريكا وكوريا الشمالية قد ينعش الحل السياسي للعديد من القضايا، أبرزها الأزمة السورية والملف النووي الإيراني.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024