أكد سفير الجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية لدى الجزائر، عبد القادر طالب، أمس، أن المغرب لا يستحق الترشح لاستضافة منافسة رياضية بحجم كأس العالم، «لأنه يحمل عيب احتلال شعب واضطهاده»، ودعا أصدقاء الصحراء الغربية إلى مقاطعته وإسقاط ملفه.
تدرك الدولة الصحراوية جيدا، أهمية الرياضة في العمل النضالي التحرري، وترى أنها وسيلة ناجحة للتعريف بقضيتها العادلة وإيصال معاناة الشعب الصحراوي الذي يتعرض يوميا لكل أنواع البطش من قبل الاستعمار المغربي، للرأي العام العالمي، وفق ما أفاد به السفير الصحراوي بالجزائر عبد القادر طالب عمر.
الدبلوماسي الصحراوي، وخلال ندوة صحفية نظمتها المنظمة الوطنية للصحفيين الرياضيين الجزائريين، بقاعة المحاضرات لملعب 05 جويلية الأولمبي، أكد أن «تجربة فريق جبهة التحرير الوطني وما قدمه للثورة الجزائرية، تظل رائدة، ونموذجا نستلهم منه ونسير على خطاه لخدمة قضيتنا».
وأفاد طالب عمر، بأن الرياضة يمكن أن تقدم خدمة جليلة لكفاح الشعب الصحراوي، ولكنها في نفس الوقت يمكن أن تستخدم كوسيلة لإخفاء بشاعة الاحتلال المغربي وتبييض صورته دوليا وهو «ما لا يجب أن يحدث».
وقال السفير الصحراوي، أن «النظام المغربي ترشح لاستضافة كأس العالم 2026، ونرى أنه لا يتوفر على الشروط الأخلاقية والقانونية حتى يحظى بهذه الاستضافة»، موضحا أنه «يحتل الصحراء الغربية منذ أزيد من 4 عقود، وهي عضو مؤسس للاتحاد الإفريقي الذي ينص ميثاقه التأسيسي على احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار وحق الشعوب في تقرير مصيرها وتصفية الاستعمار، وهو ما لا يطبقه المغرب رغم توقيعه عليه».
وتابع المتحدث، أن احتلال المغرب للصحراء الغربية «تؤكده كل المحاكم الدولية التي أكدت أن لا سيادة له على بلادنا»، مضيفا «أن المينورسو موجودة على الأرض ولها مراكز مراقبة وقف إطلاق النار وهذا دليل على أن قضيتنا قضية تصفية استعمار».
وبالنسبة للدولة الصحراوية، يمثل تقدم المغرب بملف طلب استضافة الحدث الكروي العالمي «محاولة لتلميع صورته، وهو الذي يقسّم الأراضي الصحراوية بجدار دفاع بطول 2500 كلم، وبـ7 ملايين لغم و100 ألف عسكري، وقمع وقتل وسجن يومي للصحراويين».
قطع الطريق
ودعا السفير الصحراوي، أعضاء الاتحادية الدولية لكرة القدم «فيفا»، الذين سيجتمعون في 13 جوان الجاري، للفصل في ملفات الدول المرشحة لاستضافة المنافسة الكروية الأكثر أهمية في العالم، إلى استحضار حقيقة النظام المغربي وقطع الطريق أمامه.
وقال طالب عمر، «كيف له أن يتجرأ و يطلب استضافة كأس العالم؟ لا يجب أبدا إخفاء هذه الصورة البشعة، والمطلوب هو مقاطعة المغرب والالتزام بالشرعية الدولية».
وبحرمان المغرب من تحقيق هدفه، «سيربح العالم القيم الإنسانية على الأقل، لأن استعمار أراضي الغير وانتهاك حقوق الإنسان أولى بالمحاربة»، يقول المتحدث الذي لا يرى حظا للمغرب في الفوز بشرف تنظيم كأس العالم نظرا لحجم الدول المنافسة ولكونه يحمل «عيب الاستعمار».
وتراهن الدولة الصحراوية، على أصدقاء القضية والمؤمنين بكل القضايا العادلة لمقاطعة النظام المغربي وإظهاره بصورته الحقيقية، كمحتل يمارس أبشع الجرائم بحق المدنيين والحقوقيين العزل.
لجنة تقنية للاتحاد الإفريقي
في المقابل، لفت السفير الصحراوي، إلى وجود جهود مكثفة للرقي بالرياضة الصحراوية في مختلف التخصصات، (كرة القدم، الكرة الطائرة، الشطرنج، التايكواندو وألعاب القوى)، وقال أن هناك بطولات محلية يتم العمل على الارتقاء بها لنيل اعتماد كل الاتحاديات على مستوى المنظمات القارية.
وفي السياق، كشف عن زيارة مرتقبة للجنة تقنية تابعة للاتحاد الإفريقي، من أجل معاينة عن قرب لواقع الرياضة الصحراوية، والنظر في وضعية كل اتحادية، حتى يتسنى للفرق الصحراوية المشاركة في المنافسات القارية.
العودة للمفاوضات
على صعيد آخر، كشف سفير الدولة الصحراوية لدى الجزائر، أن الحل الوحيد أمام المغرب «هو العودة إلى طاولة المفاوضات»، لأنه فشل في تحقيق كل اهدافه سواء بالحرب أو بالتواطؤ الدولي.
وقال طالب عمر «المغرب سيكون الخاسر، هو يدرك أنه لن يربح الاستفتاء ولن يربح الشرعية الدولية، وبعد 40 سنة تؤكد المحاكم الدولية أن لا سيادة له على الصحراء الغربية، وكذلك الحرب جربها ولم يربح وتضرر كثيرا، لذلك عليه الدخول في المفاوضات».
ودعا القوى الكبرى وبالأخص فرنسا، لوقف مساندته وتشجيعه على الاستمرار في سلوكاته الخرقاء التي لن تؤدي إلا لمزيد من التصعيد.