شهدت مدينة بروكسل، أمس الأول، تنظيم تجمع للتنديد بمناورات الاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى ضم الصحراء الغربية في نطاق تطبيق اتفاقاتها التجارية مع المغرب.
شارك في هذا التجمع الذي نظم قريبا من مقر اللجنة والمجلس الاوروبيين، حوالي مائة ناشط ومسؤول صحراوي وأعضاء لمنظمات مساندة للقضية الصحراوية ونواب أوروبيين مطالبين الاتحاد الأوروبي بالامتثال لقرارات محكمة العدل الأوروبية.
حمل المشاركون في التجمع شعارات ولافتات تدعوا الاتحاد الأوروبي إلى وقف دعمه للاحتلال المغربي في الصحراء الغربية، واصفين استغلال الاحتلال الأقاليم الصحراوية لصالحهم «بالجريمة».
أدان رئيس البرلمان الصحراوي، خطري أدوه قرار «السماح للجنة الأوروبية بالتفاوض على اجراء تعديلات في اتفاق الشراكة المبرم مع المغرب يقضي بضم الصحراء الغربية»، مضيفا «ان هذه المقاربة غير شرعية من أساسها».
من جانبه، ندّد رئيس مرصد الموارد الطبيعية للصحراء الغربية، إيريك هاغن بتواجد شركات أوروبية تستفيد من الولوج إلى الأراضي الصحراوية غير المستقلة.
عرف التجمع كذلك حضور كل من النائب الأوروبية، بالوما لوبيز والنائب السابق، جوردي سيباستيا والوزير الصحراوي المنتدب لأوروبا، محمد سيداتي والعديد من البرلمانيين الاسبان.
دعوة أوروبا للمساهمة في انهاء النزاع
في السياق، طالب المشاركون في الندوة البرلمانية المشتركة التي عقدت الخميس بالبرلمان الاوروبي ببروكسل تحت عنوان: «الاتحاد الاوروبي والصحراء الغربية: بعد قرارات محكمة العدل الاوروبية»، من الاتحاد الاوروبي ودوله الأعضاء باتخاذ «تدابير فورية» من أجل احترام هذه القرارات والمساهمة في وضع حد للنزاع. خلال هذه الندوة التي نظمت بمبادرة من أربعة مجموعات سياسية وهي التحالف التقدمي للاشتراكيين و الديمقراطيين في البرلمان الاوروبي وتحالف الديمقراطيين والليبيراليين لأوروبا والمجموعة الكنفدرالية لليسار الموحد الاوروبي «اليسار الاخضر لشمال اوروبا وكذا مجموعة الخضر «التحالف الحر الاوروبي، دعا النائب الاوروبي فلورون مارسيليزي، قائلا: «يجب على الاتحاد الاوروبي ان يحترم قرارات محكمته الخاصة».
أدان السيد مارسيليزي تواجد الشركات الاوروبية في الصحراء الغربية، داعيا المفوضية الاوروبية الى توضيح القاعدة القانونية التي سمحت من تحقيق أزيد من 90 % من الصيد على مقربة من السواحل الصحراوية، في حين قضت محكمة العدل الاوروبية أن اتفاق الصيد المبرم بين الاتحاد الاوروبي والمغرب لا يطبق على هذه الاراضي ولا في مياهه المحاذية.
سلوكات تناقض قرار محكمة العدل الاوروبية
أعرب رئيس البرلمان الصحراوي خاطري ادوه عن أسفه من سلوك الاتحاد الاوروبي الذي «يصر على ابرام اتفاقات مع المغرب تشمل الصحراء الغربية»، في حين خلصت محكمة العدل الاوروبية، وعلى مرتين، الى أن الاتفاقات بين الاتحاد الاوروبي والمغرب لا تطبق في الصحراء الغربية. أكد السيد خاطري ادوه أن النهج الذي تعتمده المفوضية الاوروبية «يعرقل جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية هورست كوهلر من اجل وضع حد للنزاع. من جهته، قال النائب الاوروبي ايفو فايغل «قرارات محكمة العدل الاوروبية ملزمة حتى لو أن البعض يرغب في النظر اليها من منظوره»، معتبرا أن الاتحاد الاوروبي لا يجب أن يحيل مسؤولية فض النزاع في الصحراء الغربية الى مجلس الامن للأمم المتحدة.
فرنسا تجعل كل حلّ في الصحراء الغربية مستحيلاً
كما اتهم السيد فايغل فرنسا التي «تجعل كل حل في الصحراء الغربية مستحيلا»، معربا عن معارضته لسلوك المفوضية الاوروبية التي تتفاوض حاليا مع المغرب من اجل ادراج الصحراء الغربية في الاتفاقات التجارية.
من جهته، اعتبر محامي جبهة البوليساريو جيل ديفار أن المفوضية الاوروبية تتواجد «تحت قبضة فرنسا» التي تعمل من اجل التحايل على قرارات محكمة العدل الاوروبية.
ومع ذلك، اعتبر السيد ديفار أن انتصار جبهة البوليساريو «لا مفر منه» لأنه مؤسس على القانون الدولي.
على إسبانيا تحمّل مسؤوليتها التاريخية
كما أعربت النائب الدولية بالوما لوبيز عن اسفها ازاء سلوك بلدها اسبانيا التي لم تتحمل مسؤولياتها في النزاع في الصحراء الغربية، داعية المشاركين في الندوة الى الالتفاف من اجل اسماع صوت الشعب الصحراوي و ممثله الشرعي جبهة البوليساريو.
و بهذه المناسبة، جددت وزيرة جنوب افريقيا التي تتكفل بتطوير الشركة الصغيرة لينديوي زولو التأكيد على موقف بلدها بخصوص الاستغلال غير الشرعي للموارد الطبيعية للصحراء الغربية، حيث ادانت هذا التصرف. كما شددت السيدة زولو على ضرورة السماح للشعب الصحراوي بممارسة حقه في تقرير المصير, معتبرة أن القرارات الأخيرة لمحكمة العدل الاوروبية تمثل «انتصارا هاما» في نضال الصحراويين من اجل استقلالهم.
ندوة في 22 جوان بالبرلمان الفرنسي دعما للقضية
من جهته، طالب رئيس مرصد الموارد الطبيعية للصحراء الغربية، ايريك هاغن، الاتحاد الاوروبي أن يستبعد صراحة الصحراء الغربية من نطاق تطبيق قراراته مع المغرب، مثلما فعلته العديد من الدول منها الولايات المتحدة الامريكية والنرويج والسويد.
كما دعا الناشط الصحراوي محجوب مليحة، البرلمان والمجلس الاوربيين الى رفض كل اتفاق بين الاتحاد الاوروبي والمغرب الذي يدرج الصحراء الغربية بدون موافقة جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي لشعبها.
من جهته، أعلن المساعد البرلماني للنائب الاوروبي جون بول لوكوك عن تنظيم ندوة في 22 جوان المقبل بالبرلمان الفرنسي تهدف الى وضع شبكة دولية للبرلمانيين الأصدقاء للصحراء الغربية.
زيمبابوي تجدّد لغالي دعمها لتقرير المصير
أنهى رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة، السيد ابراهيم غالي، الخميس، الزيارة الرسمية التي قادته إلى جمهورية زيمبابوي على رأس وفد رفيع المستوى، من 5 حتى 7 من جوان الجاري. التقى رئيس الجمهورية بنظيره الزيمبابوي السيد ايمرسون منانغاغوا حيث أكد هذا الأخير على موقف بلاده الثابت من قضية الصحراء الغربية و حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال وكذا تعزيز علاقات الأخوة والصداقة التي تربط البلدين.
تمكن رئيس الجمهورية، ابراهيم غالي من لقاء نائبي رئيس جمهورية زمبابوي، معالي السيد كونستانتينو شيوينغا ومعالي السيد كيمبو موهادي، بالإضافة إلى كبار المسؤولين الحكوميين، كما زار رئيس الجمهورية و الوفد المرافق له مقام الأبطال و شلالات فيكتوريا.و كان في توديع رئيس الجمهورية والوفد المرافق له بمطار روبيرت موغابي الدولي نائب رئيس جمهورية زيمبابوي، الدكتور شيوينغاو وعدد من الوزراء في الدولة.
