أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريس عن قلقه إزاء الاشتباكات العنيفة في العاصمة المالية باماكو والناجمة عن مسيرات احتجاج قامت بها أحزاب المعارضة، وفقا لما أعلنه أمس، نائب المتحدث باسمه.
وقال المتحدث فرحان حق في بيان، «إنّ غوتيريس دعا إلى الهدوء وضبط النفس من قبل كافة الأطراف، وحث الفاعلين السياسيين والمجتمع المدني على دفع الحوار من أجل الحفاظ على بيئة ملائمة لإجراء انتخابات ذات مصداقية وشفافة».
وجاء في البيان أيضا أن الأمين العام «تأسف للحظر الذي فرضته الحكومة على مظاهرات أحزاب المعارضة»، مؤكدا أهمية إجراء حوار سياسي شامل في مالي، وداعيا الحكومة المالية إلى «ضمان حماية حقوق الإنسان الأساسية وحرية التعبير».
وكان الأمين العام قد شجع خلال زيارته لمالي مؤخرا بالتقدم المحقق في تطبيق اتفاق السلام والمصالحة، وتمنى أن تتواصل هذه الحيوية الإيجابية مع إجراء الانتخابات في مناخ سلمي، وفقا للبيان.
يذكر أنّ أكثر من عشرة أشخاص أصيبوا بجروح أمس الأول في اشتباك الشرطة مع متظاهرين من المعارضة قاموا بمسيرة سياسية محظورة في العاصمة باماكو، قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 29 جويلية.
واستخدمت الشرطة في مالي قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات، لتفريق مظاهرة يتقدمها زعماء وقادة المعارضة كانت متوجهة إلى ساحة الحرية في العاصمة باماكو.
ودعا «ائتلاف التناوب والتغيير» المشكل من أبرز تشكيلات المعارضة في مالي، إلى المظاهرة من أجل تعبئة الجماهير لإحداث التغيير في الانتخابات الرئاسية المقبلة، نهاية العام الجاري.
وبحسب مصادر في المعارضة فإن عددا من المحتجين أصيبوا بجراح متفاوتة، بينما تعرض صحفي للضرب والسحل من طرف عناصر الشرطة.
من جانبها قالت وزارة الأمن والحماية المدنية، في بيان صحفي، إن المتظاهرين تسببوا في إصابة شرطي في الرأس، تم نقله على إثرها إلى المستشفى.
وأوضحت الوزارة أن المظاهرة «لم تكن مرخصة»، وبالتالي قامت وحدات الأمن بفرض النظام ومنع وقوع أي اضطرابات قد يقوم بها المحتجون.
وانتقد قادة المعارضة تعامل السلطات مع المظاهرة واللجوء إلى القوة لتفريق المحتجين «المسالمين»، على حد وصف أحد زعماء المعارضة المالية.
وكان الرئيس المالي إبراهيم ببكر كيتا قد أعلن منذ أيام نيته الترشح للانتخابات الرئاسية من أجل خلافة نفسه في ولاية رئاسية ثانية، وهو الذي يحكم البلاد منذ عام 2013.
